الصومال تفوز بعضوية المجلس التنفيذي للأمم المتحدة للمستوطنات البشرية

أحرزت جمهورية الصومال الفيدرالية، إنجازاً دبلوماسياً هو الأول من نوعه، بعد فوزها بعضوية المجلس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، وهو الجهاز التابع للأمم المتحدة المعني بتطوير السياسات الحضرية المستدامة.

وجرى انتخاب الصومال خلال الدورة الحالية للمجلس، لتبدأ عضويتها لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد، ما يُمثل نقلة نوعية في الحضور الصومالي داخل مؤسسات الأمم المتحدة المتخصصة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، الجمعة.

جاء هذا الفوز تتويجاً للجهود المكثفة التي بذلها الوفد الصومالي المشارك، برئاسة وزير الأشغال العامة وإعادة الإعمار والإسكان الدكتور علمي محمود نور، الذي قاد حملة دبلوماسية نشطة هدفت إلى دعم ترشيح الصومال في هذا المنبر الأممي المهم.

وأكدت الوكالة الصومالية، أن انتخاب الصومال يُعد خطوة مهمة على طريق تعزيز مشاركة البلاد في صناعة القرار الدولي، خاصة في الملفات المتعلقة بالتنمية الحضرية، وإعادة إعمار المناطق المتضررة من النزاعات، وتحقيق الاستقرار المجتمعي عبر سياسات إسكان عادلة ومستدامة.

رؤية الدولة لإعادة البناء

انسجم هذا الإنجاز مع التوجه العام الذي يقوده رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، الدكتور حسن شيخ محمود، والذي يضع ضمن أولوياته إعادة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز الشراكات الدولية، باعتبارها مفتاحاً لتحقيق التنمية المستدامة، وتمكين الصومال من تجاوز آثار الحروب الأهلية والصراعات الطويلة.

وركّزت الرؤية الوطنية على أهمية الانفتاح على الهيئات الدولية، والاستفادة من برامجها في مجالات الحوكمة، والتخطيط العمراني، وتحسين البنية التحتية، وهي مجالات تدخل مباشرة ضمن اختصاصات "موئل الأمم المتحدة".

أزمات أمنية وإنسانية 

واجهت الصومال لعقود أزمات سياسية وأمنية وإنسانية متواصلة، ما أدى إلى تراجع مستوى التنمية والخدمات الأساسية، وغياب فاعلية مؤسسات الدولة، لكن السنوات الأخيرة شهدت تحسناً نسبياً في الأوضاع السياسية والأمنية، ما أفسح المجال أمام حكومة مقديشو للانخراط بشكل أكبر في الساحة الدولية.

ويُعد الفوز بعضوية المجلس التنفيذي للـ UN-Habitat مؤشراً واضحاً على استعادة الصومال لدوره في المحافل الدولية، وعلى رغبة المجتمع الدولي في دعم استقرار هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي.