"إهانات وتمييز".. مهاجم مكسيكي يثير عاصفة من الغضب بتصريحات مسيئة للنساء

"إهانات وتمييز".. مهاجم مكسيكي يثير عاصفة من الغضب بتصريحات مسيئة للنساء
مهاجم مانشستر يونايتد السابق، المكسيكي خافيير "تشيتشاريتو" هيرنانديز

أشعل مهاجم مانشستر يونايتد السابق، المكسيكي خافيير "تشيتشاريتو" هيرنانديز، عاصفة من الغضب والاستنكار بعد نشره سلسلة تصريحات وصفت بأنها مهينة وتمييزية بحق النساء، اتهمهن فيها بـ"القضاء على الرجولة في المجتمع"، ودعا إلى حصر دور المرأة في الإنجاب والتنظيف والحفاظ على المنزل. 

جاءت تصريحاته في مقاطع مصورة نشرها عبر حسابه في إنستغرام، وتضمنت لغة وُصفت بأنها "رجعية" و"تحريضية"، تتنافى ومبادئ الكرامة الإنسانية والمساواة بين الجنسين.

أثارت تصريحات اللاعب السابق، الذي اعتاد على الإدلاء بتصريحات مثيرة للجدل منذ انفصاله عن زوجته عارضة الأزياء سارة كوهان عام 2021، موجة عارمة من الانتقادات من قبل ناشطين وناشطات في مجال حقوق المرأة، ومؤسسات تعنى بالمساواة ومحاربة الصور النمطية الجندرية. 

واعتبر كثيرون أن تصريحات هيرنانديز تُعبّر عن نظرة دونية تجاه النساء، وتكرّس مفاهيم مغلوطة تحصر دور المرأة في إطار الخدمة المنزلية والطاعة، وهو أمر يُعدّ تراجعًا عن مكتسبات حقوقية ناضلت من أجلها أجيال من النساء حول العالم.

خطاب يحرض على التمييز

قالت الناشطة في قضايا المرأة وعضوة منظمة "النساء من أجل الكرامة"، المكسيكية إيزابيل كاسترو، في تصريح لإحدى القنوات المحلية: "ما قاله تشيتشاريتو ليس فقط صادمًا، بل يُعد خطابًا تحريضيًا يساهم في شرعنة التمييز ضد المرأة في المجتمع اللاتيني، الذي ما زال يعاني من آثار البطريركية.. هذا النوع من الكلام يعيدنا سنوات إلى الوراء".

وفي أحد المقاطع المصورة، قال تشيتشاريتو: "أنتن تفشلن.. أنتن تقضين على الرجولة بجعل المجتمع مفرط الحساسية.. احتضنّ طاقتكن الأنثوية: الرعاية، الحنان، الاستقبال، الإنجاب، التنظيف، والحفاظ على المنزل".

وأضاف: "لا تخفن من أن تكنّ نساءً، ولا تخفن من أن تُقدن من قبل رجل يريد فقط أن يراكنّ سعيدات".

وهو ما اعتبره العديد من النشطاء خطابًا ينطوي على استعلاء ذكوري، وينفي استقلالية المرأة وحريتها في تحديد مسارها المهني أو الأسري أو الاجتماعي.

سياق شخصي مشحون

تأتي هذه التصريحات في أعقاب سلسلة من المنشورات الجدلية منذ طلاقه من كوهان، والتي اتهمته علنًا بالإهمال، في وقت اعترف فيه تشيتشاريتو بأنه لم يكن "أفضل شريك ولا أفضل أب"، بحسب مقابلة سابقة له مع صحيفة "ذا رينجر".

كن بدلًا من الاعتراف بخطئه وتحمل المسؤولية، انزلق إلى لغة هجومية، يحمّل النساء مسؤولية فشل الرجال، وهو ما وصفه محللون نفسيون بأنه محاولة لإلقاء اللوم على الآخر للتخلص من الشعور بالذنب.

ودعت منظمات نسوية وحقوقية إلى اتخاذ موقف واضح من قبل الهيئات الرياضية والرعاة السابقين لهيرنانديز، معتبرة أن صمته أو تبرير ما قاله من شأنه أن يشرعن التمييز ضد النساء.

وطالب عدد من الناشطين بمنصات توعية داخل الأندية والمؤسسات الرياضية للحد من الخطاب الذكوري المتطرف، والتأكيد على دور الرياضيين كنماذج إيجابية في المجتمع، خاصة لدى فئة الشباب الذين قد يتأثرون بهذه الرسائل.

رسائل للنساء والشباب

في المقابل، شارك العديد من الناشطين والناشطات مقاطع مضادة وتصريحات تحفيزية للنساء عبر وسم #الرجولة_ليست_تهديدًا، مؤكدين أن الرجولة لا تُبنى على التسلط ولا تستمد شرعيتها من إنكار المرأة أو تحجيم دورها، بل على الاحترام المتبادل والشراكة.

وأكدت الكاتبة والناشطة الاجتماعية أليخاندرا رويز أن: "قوة المرأة ليست تهديدًا للرجل، بل هي جزء من نضوج المجتمع وتقدمه. التشبث بالأفكار النمطية لن يُعيد للمجتمعات استقرارها، بل يُكرّس التراجع".

وتُذكّر هذه الحادثة بأهمية العمل المستمر لمواجهة التمييز القائم على النوع الاجتماعي، وضرورة محاسبة الشخصيات العامة التي تستخدم منصاتها لنشر أفكار تُهدد قيم الكرامة والمساواة. 

ففي عالم يُفترض أن يكون فيه الإنسان هو القيمة العليا، لا مكان لتصريحات تنزع عن نصف المجتمع دوره وحقه في التقدير، كما أن الرجولة الحقيقية لا تُقاس بالسلطة على النساء، بل بالقدرة على احترامهن، ودعم نضالهن من أجل العدالة والمساواة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية