14 قتيلاً في كوريا الجنوبية مع تصاعد الفيضانات.. وهونغ كونغ تعلن "التأهب القصوى"

14 قتيلاً في كوريا الجنوبية مع تصاعد الفيضانات.. وهونغ كونغ تعلن "التأهب القصوى"
تداعيات الفيضانات والأمطار الغزيرة في كوريا الجنوبية

في ظل تصاعد وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة عالميًا، تشهد كل من كوريا الجنوبية وهونغ كونغ هذا الأسبوع تبعات قاسية للتغيرات المناخية، فبينما الأمطار الموسمية المدمرة التي تضرب شبه الجزيرة الكورية والإعصار الهائل "ويفا" الذي يجتاح هونغ كونغ، تتجلى هشاشة الحياة البشرية أمام غضب الطبيعة.

تتجه كوريا الجنوبية نحو أسبوع كارثي مع ارتفاع عدد القتلى جراء الأمطار الغزيرة التي تضرب البلاد منذ أيام إلى 14 شخصًا على الأقل، مع وجود 12 آخرين في عداد المفقودين بحسب فرانس برس، وهذه الحصيلة المأساوية، التي من المرجح أن تزداد، تسلط الضوء على تداعيات الظواهر الجوية المتطرفة التي يربطها العلماء بشكل متزايد بتغير المناخ.

تفاصيل الكارثة

ضربت الأمطار الغزيرة، التي بلغت نحو 170 مليمترًا في محافظة جابيونغ، شرقي سيول، صباح الأحد، لتودي بحياة شخصين على الأقل وتترك أربعة آخرين في عداد المفقودين. كانت الضحايا امرأة في السبعين من عمرها توفيت جراء انهيار منزلها بسبب انزلاق التربة، ورجلاً في الأربعين من عمره غرق في نهر جاشيون، معظم الضحايا الـ 14 الذين لقوا حتفهم خلال الأيام الخمسة الماضية كانوا في مقاطعة سانشيونغ الريفية.

على الرغم من أن الأمطار الموسمية تعد ظاهرة شائعة في يوليو بكوريا الجنوبية، وأن البلاد غالبًا ما تكون مستعدة لمواجهتها، فإن هذا الأسبوع شهد تراكمات قياسية كل ساعة في المناطق الجنوبية. هذا يشير إلى أن شدة الأمطار تتجاوز القدرة الاعتيادية على التكيف، ما يثير مخاوف جدية بشأن كيفية استجابة البنية التحتية والخطط الطارئة لمثل هذه الأحداث المتطرفة في المستقبل.

شهدت كوريا الجنوبية بالفعل أمطارًا وفيضانات قياسية في عام 2022، أودت بحياة 11 شخصًا على الأقل، وهذا يؤكد النمط المتزايد للظواهر الجوية الأكثر تكرارًا وكثافة، هذا التزايد في الأحداث المناخية المتطرفة يفرض تحديات هائلة على المجتمعات، تتطلب إعادة تقييم للبنية التحتية، وتطوير أنظمة إنذار مبكر أكثر فعالية، واستراتيجيات تكيف مع التغيرات المناخية الجارية.

هونغ كونغ: إعلان حالة التأهب القصوى

في الجانب الآخر من آسيا، تستعد هونغ كونغ لمواجهة مباشرة مع الإعصار "ويفا"، الذي دفع السلطات لإعلان أعلى مستوى من التحذير، وهو إنذار "رياح بقوة الإعصار" (T10). هذا التحذير الذي لم يُرفع سوى مرات قليلة في تاريخ المدينة، يشير إلى توقع رياح بمتوسط سرعة 118 كيلومترًا في الساعة أو أكثر.

استجابة سريعة وشاملة

مع اقتراب الإعصار "ويفا" من السواحل الجنوبية للصين، كان يبعد نحو 60 كيلومترًا عن جنوب شرق هونغ كونغ عند الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي، ويتوقع أن يشتد أكثر، واستجابت السلطات بسرعة بإغلاق دور الحضانة والمدارس، وتعليق ما يقرب من 500 رحلة جوية من وإلى مطار هونغ كونغ، في حين يُتوقع إقلاع أو هبوط نحو 400 رحلة أخرى في وقت لاحق اليوم.

تُظهر هذه الإجراءات الصارمة جدية التهديد الذي يمثله الإعصار على المركز المالي الحيوي. لجأ أكثر من 200 شخص إلى مراكز إيواء مؤقتة تديرها الحكومة، فيي حين تداولت وسائل الإعلام المحلية صورًا لأمواج عالية قبالة ساحل "هينغ فا تشوين". وقد نُقل رجل إلى قسم الطوارئ في مستشفى عام صباح الأحد، وتلقت السلطات أكثر من عشرة بلاغات عن سقوط أشجار، ما يدل على بداية تأثيرات الإعصار.

المرة الأخيرة التي رفعت فيها هونغ كونغ التحذير إلى المستوى "T10" كانت خلال مرور الإعصار "ساولا" في عام 2023، ما يؤكد ندرة وقوة الظواهر الجوية التي تواجهها المدينة. وامتدت تأثيرات "ويفا" لتصل إلى الفلبين، حيث أُعلن عن فقدان شخصين بعد مرور الإعصار.

أزمة تغير المناخ وتأثيراتها المتصاعدة

تُعد الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الأمطار الغزيرة القياسية والأعاصير المدمرة، أحد أبرز تجليات أزمة تغير المناخ العالمية، يشير العلماء بشكل متزايد إلى أن الأنشطة البشرية، وخاصة انبعاثات الغازات الدفيئة، تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، هذا الارتفاع لا يؤدي فقط إلى ذوبان الجليد وارتفاع منسوب سطح البحر، بل يغير أيضًا أنماط الطقس، ما يجعل الأحداث المناخية المتطرفة أكثر تواترًا وكثافة.

في سياق الأمطار الغزيرة والفيضانات، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة تبخر المياه، ما يزيد من كمية بخار الماء في الغلاف الجوي. هذا البخار الزائد يمكن أن يتكثف ويتحول إلى أمطار غزيرة جدًا عند توفر الظروف المناسبة، ما يتجاوز قدرة أنظمة الصرف الطبيعية والبنية التحتية على التعامل معها، ويؤدي إلى فيضانات مدمرة، أما بالنسبة للأعاصير، فإن ارتفاع درجات حرارة المحيطات يوفر طاقة كبرى لهذه العواصف، ما يجعلها أكثر قوة وتدميرًا، كما يزيد من قدرتها على حمل الرطوبة وتساقط أمطار غزيرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية