يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.. أربعة عقود من الدعوة للسلام وحقوق الإنسان

يحتفى به 29 نوفمبر من كل عام

يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.. أربعة عقود من الدعوة للسلام وحقوق الإنسان
تجمع ناشطون رافعين أعلام فلسطين في إيطاليا

تحتفل الأمم المتحدة في 29 نوفمبر من كل عام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو مناسبة سنوية أرستها الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1977 بموجب القرار 32/40 ب.

اختير هذا التاريخ بشكل رمزي، إذ صادف في 29 نوفمبر 1947 اعتماد قرار تقسيم فلسطين رقم 181 (د-2) الذي اقترح إنشاء دولتين على أرض فلسطين، دولة عربية وأخرى يهودية، وما زال هذا القرار يمثل حجر الأساس في متابعة حقوق الشعب الفلسطيني على الصعيد الدولي (الأمم المتحدة، 1977).

ويهدف اليوم الدولي للتضامن إلى تسليط الضوء على استمرار القضية الفلسطينية، وتأكيد حق الفلسطينيين في حقوقهم غير القابلة للتصرف، ومنها حقهم في تقرير المصير والعيش في سلام وأمن.

وتعد هذه الذكرى فرصة للمجتمع الدولي لإعادة تأكيد التزاماتها تجاه الحلول السلمية والشاملة، ضمن رؤية احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

نشأة اليوم الدولي وأهدافه

أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي في عام 1977 لدعم الشعب الفلسطيني، ودعت الدول الأعضاء والمنظمات الدولية إلى تنظيم أنشطة توعوية، منها معارض سنوية عن حقوق الفلسطينيين بالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، كما حثت الجمعية العامة على تقديم أوسع تغطية إعلامية لهذه الاحتفالات لتعزيز التضامن العالمي.

وفي عام 2015، تبنت الأمم المتحدة خطوة رمزية مهمة بـــرفع علم دولة فلسطين أمام مقرات ومكاتب المنظمة حول العالم، ليصبح علم فلسطين جزءًا من البيئة الرسمية للأمم المتحدة، ما يعكس اعترافًا عالميًا بأهمية القضية الفلسطينية وحقوق شعبها.

وتسعى هذه الفعاليات إلى تعزيز الوعي الدولي بالقضية الفلسطينية، وتذكير الحكومات والمجتمع المدني بأن الحلول الدائمة لا تزال بعيدة، مع تأكيد أهمية دعم الشعب الفلسطيني في مساعي السلام والعدالة الاجتماعية.

وتكرّس اليونسكو منذ عام 1986 جهودها في هذا اليوم لدعم التربية والثقافة والعلوم وحرية التعبير، ولتعزيز الحوار المتعدد ومكافحة العنصرية والكراهية، ما يرسخ أسس العيش المشترك في الأمن والسلام.

اليوم الدولي في 2025

يُقام اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني لعام 2025 في ظل أزمة إنسانية حادة في غزة بعد موجة عنف شديدة أدت إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين وخسائر بشرية واسعة، ويعكس هذا الوضع الحاجة الملحة إلى إيجاد حل سلمي شامل ومستدام للصراع في الشرق الأوسط.

ونظمت لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف اجتماعًا خاصًا بمقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 نوفمبر بمشاركة الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والمجتمع المدني للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ومن المقرر أن تُقام فعاليات مماثلة في مكاتب الأمم المتحدة حول العالم

كما ستُختتم فعاليات الاحتفال بعرض الفيلم الوثائقي "صوت هند رجب" يوم 4 ديسمبر 2025 في قاعة مجلس الوصاية بمقر الأمم المتحدة، يعقبها نقاش مع المخرجة المرشحة لجائزة الأوسكار كوثر بن هنية، لتسليط الضوء على تجربة فلسطينية مميزة ضمن الإطار الثقافي والإعلامي لليوم الدولي.

حقوق لم تتحقق بعد

يركز اليوم الدولي على تذكير المجتمع الدولي بأن حقوق الفلسطينيين لم تتحقق بعد، وأن الشعب الفلسطيني لا يزال يسعى للحصول على حياة كريمة وسلام دائم.

ويأتي الاحتفال ضمن إطار خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي تعهّد المجتمع الدولي فيها بعدم ترك أي شخص خلف الركب، ومنهم الفلسطينيين، ودعمهم في مساعيهم للعيش بحرية وكرامة.

تؤكد هذه الفعاليات ضرورة تعزيز السلام على أساس حقوق الإنسان، وتشجع الحكومات والمجتمع المدني على التعاون الدولي لدعم الفلسطينيين، سواء من خلال التعليم والتدريب المهني أو من خلال حماية الثقافة والتراث المحلي، فاليونسكو، على سبيل المثال، تدعم الصناعات الثقافية والإبداعية في بيت لحم، والتي تلعب دورًا أساسيًا في الاقتصاد المحلي وحماية التراث المادي وغير المادي، كما تسهم في تعزيز الهوية الثقافية الفلسطينية.

بالإضافة إلى ذلك، يسلط اليوم الدولي الضوء على التعليم الفني والمهني (TVET) بوصفه أداة لتحقيق فرص عمل للشباب الفلسطيني، وتعزيز العدالة والمساواة بين الجنسين، ودعم الانتقال إلى اقتصاديات خضراء ومستدامة (اليونسكو، 2025). 

تذكير المجتمع الدولي بالقضية

يُعد اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني مؤشرًا عالميًا على استمرار التزام الأمم المتحدة بالمبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان، وهو يعمل على تذكير المجتمع الدولي بأن السلام الدائم لا يزال بعيد المنال، وأن هناك حاجة ملحة إلى حل سياسي عادل وشامل قائم على العدالة وحقوق الإنسان.

ويتيح اليوم الدولي الفرصة لتعزيز التضامن بين الشعوب والثقافات المختلفة، واستعراض الجهود المبذولة لضمان حماية الفلسطينيين وتحقيق التنمية المستدامة لهم.

ويمثل اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني مناسبة سنوية للتذكير بأن القضية الفلسطينية ما زالت حية على جدول الأعمال الدولي، كما يعكس التزام الأمم المتحدة والدول الأعضاء بـدعم الشعب الفلسطيني وتمكينه من الوصول إلى حياة كريمة ومستقرة، مع الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز فرص الشباب الفلسطيني من خلال التعليم الفني والمهني.

ويظل هذا اليوم الدولي الذي تأسس قبل أكثر من أربعة عقود، رمزًا عالميًا للتضامن والعدالة، ويؤكد أن المجتمع الدولي لا يزال ملتزمًا بدعم الفلسطينيين على طريق السلام والتنمية المستدامة، في إطار احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع أفراد الشعب الفلسطيني.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية