اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الحرب الكيميائية.. 193 دولة تعمل لمكافحة التهديد اللا إنساني
يحتفل به 30 نوفمبر من كل عام
تحتفل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية باليوم الدولي لإحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية في 30 نوفمبر من كل عام، وهو اليوم الذي حدده مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية خلال دورته العشرين.
ويتيح هذا اليوم فرصة لتأبين الضحايا، وتجديد الالتزام العالمي بحظر استخدام الأسلحة الكيميائية والقضاء على تهديداتها، وتعزيز أهداف السلم والأمن والتعددية على الصعيد الدولي.
بدأت الجهود الدولية لنزع الأسلحة الكيميائية منذ أكثر من قرن، بعد أن تسببت هذه الأسلحة في وفاة وإصابة الملايين، خصوصًا خلال الحرب العالمية الأولى، حيث استخدم الغاز السام على نطاق واسع، ما أدى إلى وفاة نحو 100 ألف شخص وإصابة ملايين آخرين.
وعلى الرغم من عدم استخدامها في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، فإن المخاوف من انتشار الأسلحة الكيميائية استمرت، ما أدى إلى إدراك عالمي بضرورة حظر هذه الأسلحة وحماية المدنيين من مخاطرها.
ودخلت اتفاقية الأسلحة الكيميائية حيز التنفيذ في 29 أبريل 1997، مؤكدة في ديباجتها التزام الدول الأطراف بمنع استخدام هذه الأسلحة "كليًا من أجل البشرية جمعاء".
وتنص المادة الثامنة من الاتفاقية على دور منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تحقيق أهداف الاتفاقية، وضمان الامتثال الدولي، وتوفير محفل للتشاور والتعاون بين الدول الأطراف.
وتشارك حاليًا 193 دولة في الاتفاقية، ويعيش 98% من سكان العالم تحت حمايتها، وقد تم التحقق من تدمير 98% من مخزونات الأسلحة الكيميائية المعلنة.
إعادة تأكيد الالتزام
أعادت الدول الأعضاء في اتفاقية الأسلحة الكيميائية التأكيد على التزامها بالمعايير الدولية من خلال المؤتمر الاستعراضي الثالث للدول الأعضاء في الفترة من 8 إلى 19 أبريل 2013 في لاهاي، حيث أصدرت إعلانًا سياسيًا يُبرز التزام الدول الأطراف "التزامًا لا لبس فيه" بحظر الأسلحة الكيميائية واستعرضت تنفيذ الاتفاقية منذ مؤتمر الاستعراض السابق عام 2008.
وفي عام 2018، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جدول أعمال نزع السلاح الذي يضع رؤية عالمية لتقليل التهديدات من أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية، ويؤكد أهمية التعاون مع مجلس الأمن لتحقيق وحدة دولية في احترام معايير مكافحة الأسلحة الكيميائية.
ترك استخدام الأسلحة الكيميائية عبر التاريخ آثارًا مدمرة على المدنيين والعسكريين على حد سواء، وتشير ذكرى مدن مثل إيبر في بلجيكا، حلبجة في العراق، ساردشت والغوطة إلى معاناة لا توصف، من خسائر بشرية وإصابات طويلة الأمد.
يهدف اليوم الدولي إلى إحياء ذكرى الضحايا وتقديم الدعم للناجين، وإبراز أن الالتزام بحظر الأسلحة الكيميائية ليس مجرد قانون، بل إعلاناً أخلاقياً عن كرامة الإنسانية، حيث تعترف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن الناجين بشر لهم حقوق وكرامة، لذلك توفر لهم دعمًا عمليًا ومساندة مستمرة في التوعية والرعاية.
تشمل الفعاليات السنوية لإحياء اليوم الدولي اجتماع ممثلي الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتجديد التزامهم بالقضاء على الأسلحة الكيميائية، ويشارك في هذه الاجتماعات رابطات ضحايا الحرب الكيميائية كضيوف شرف.
يتم التركيز على أول استخدام واسع النطاق للأسلحة الكيميائية في إيبر عام 1915، مع إصدار بيانات تؤكد التزام الدول الأطراف بالوقوف ضد أي استخدام مستقبلي للأسلحة الكيميائية، كما تبرز المنظمات الدولية شهادات الناجين على موقعها الإلكتروني، وتوفر شبكة الدعم الدولية لضحايا الأسلحة الكيميائية وصندوق استئماني طوعي لدعمهم.
جوائز تكريمية
تمنح منظمة حظر الأسلحة الكيميائية جائزة للأفراد الذين يكرسون حياتهم لرعاية ضحايا الأسلحة الكيميائية، مثل الدكتور مهدي بلالي مود من إيران والدكتور أليستر هاي من المملكة المتحدة، واللذين ساهموا في تطوير برامج الرعاية والتدريب الطبي.
تحتوي المساحات المادية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية على نصب تذكارية تحيي ذكرى الضحايا، من أبرزها: النصب في مقر المنظمة: يمثل ضحية تتحول جثتها إلى حمامات سلام، أهدته الحكومة الإيرانية عام 2012 ، ونصب حلبجة: تذكير بهجوم 16 مارس 1988 في العراق، الذي أودى بحياة العديد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وأصيب آخرون بأضرار صحية طويلة المدى، أهدته الحكومة العراقية عام 2014، والنصب التذكاري الخارجي في لاهاي: شجرة قيقب فوق كثبان رملية مع حجارة رصف محفور عليها قصيدة للضحايا، كشف عنه في 1997 بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس المنظمة.
ويشكل اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الحرب الكيميائية فرصة عالمية لتأكيد الالتزام بالقضاء على أسلحة الدمار الشامل، وإظهار التضامن مع الضحايا والناجين، ويعيد التذكير بأن 193 دولة ملتزمة باتفاقية الأسلحة الكيميائية، وأن 98% من سكان العالم تحت حمايتها، مع التحقق من تدمير كل المخزونات المعلنة
وتأتي ذكرى ضحايا الحرب الكيميائية لعام 2025 في سياق استمرار الالتزام الدولي بالقضاء على تهديدات الأسلحة الكيميائية، وحماية حياة المدنيين، وتعزيز السلام والتعددية على مستوى العالم، لتظل القيم الإنسانية في صميم جهود نزع السلاح.











