مأساة إنسانية.. عشرات المهاجرين عالقون على الحدود الصحراوية بين تشيلي والبيرو

مأساة إنسانية.. عشرات المهاجرين عالقون على الحدود الصحراوية بين تشيلي والبيرو
مهاجرون- أرشيف

يواجه عشرات المهاجرين، معظمهم من الفنزويليين، ظروفًا قاسية على الحدود الصحراوية بين تشيلي والبيرو، في ظل قيود صارمة على العبور وعدم استقرار أوضاعهم القانونية. 

وتتفاقم معاناتهم مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في تشيلي وتصاعد الخطاب السياسي المناهض للمهاجرين، ما يجعل حقوقهم الإنسانية في خطر ويبرز الحاجة الملحة لتدخل السلطات والمنظمات الدولية لحماية حياتهم وصحتهم، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأحد.

يتكدّس المهاجرون في منطقة شاكالوتا الحدودية، تحت حرارة شديدة وأجواء قاسية، يفتقرون فيها إلى الغذاء الكافي والمأوى المناسب. بعضهم يحاول الاحتماء بأغطية بسيطة، بينما توزّع الشرطة البيروفية المياه على فترات متقطعة. 

وتواجه المهاجرة ميلباياخايرا ريفاس، (ممرضة تبلغ من العمر 56 عامًا)، صعوبة في تأمين مأوى وغذاء، وتقول: "في البيرو لا يريدون الفنزويليين، لا نعرف ما العمل".

قيود سياسية ومخاطر قانونية

أعلنت حكومة البيرو حالة الطوارئ على الحدود لمنع تدفق المهاجرين غير النظاميين، في حين يهدد مرشح يميني متطرف في الانتخابات التشيلية بطرد المهاجرين وارتبطت هذه الخطط بخطاب يربطهم بالجريمة. 

وأوضح وزير الخارجية البيروفي هوغو زيلا أن بلاده لن تستقبل المزيد من المهاجرين غير النظاميين، ما يزيد من تعقيد الأزمة ويعرض حياة العالقين للخطر.

ويحذر المسؤولون المحليون من المخاطر الصحية والإنسانية على المهاجرين، لا سيما الأطفال وكبار السن. 

وقال حاكم منطقة أريكا الحدودية، دييغز باكو: "من بين هؤلاء الأشخاص المئة هناك أطفال، ويمكن أن يؤدي البرد الشديد في الليل إلى إصابة بعض الأشخاص بالمرض".

هذه التحذيرات تبرز الحاجة الملحة لتدخل عاجل لتوفير مأوى آمن ورعاية صحية للمهاجرين.

التحديات الإنسانية والواقع

على الرغم من الانتقادات التي تواجهها تشيلي حول ارتفاع معدلات الجريمة، يؤكد المهاجرون أنهم يسعون فقط للعمل وتأمين حياة كريمة، بعيدًا عن أي نشاطات غير قانونية. 

ويشير تقني يبلغ من العمر 48 عامًا، بيلي غونزاليس، إلى أن "هناك أيضًا أناس شرفاء يريدون فقط أن يعملوا". 

وتعكس هذه الحالة الإنسانية تداخلًا بين السياسات الحدودية، الظروف الاقتصادية، وحقوق الإنسان، وتستدعي جهودًا عاجلة لحماية المهاجرين وتقديم الدعم المناسب لهم.

دعوات للإنقاذ الدولي

مع تفاقم الأزمة، يحتاج المهاجرون إلى دعم عاجل من السلطات المحلية والمنظمات الدولية لضمان وصولهم إلى مأوى آمن، والحماية من المخاطر الصحية، وتوفير الغذاء والمياه. 

وتبرز أهمية إيجاد حلول قانونية وإنسانية تحفظ حقوق المهاجرين وتخفف من آثار سياسات الترحيل الصارمة، بما يحقق التوازن بين الأمن الوطني والالتزامات الإنسانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية