أزمة تمويل تهدد حياتهم.. الجوع يطارد مئات الآلاف من اللاجئين في إثيوبيا
أزمة تمويل تهدد حياتهم.. الجوع يطارد مئات الآلاف من اللاجئين في إثيوبيا
تفاقمت الأزمة الإنسانية في إثيوبيا خلال الأسابيع الأخيرة بشكل ينذر بكارثة واسعة النطاق، بعدما تراجع حجم التمويل الدولي المخصص للغذاء والرعاية الأساسية لمئات الآلاف من اللاجئين الذين يعتمدون بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وفي بلد يعاني أساساً من آثار النزاعات الداخلية والجفاف وتدهور الأوضاع الاقتصادية، بات اللاجئون –ولا سيما القادمون من السودان وجنوب السودان– في مواجهة خطر المجاعة الحقيقية، وسط تحذيرات أممية متزايدة من انهيار منظومة الدعم الغذائي إذا لم يتم التدخل بشكل فوري وفاعل.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في بيان له، اليوم الاثنين، من أن أوضاع اللاجئين في إثيوبيا باتت على شفير المجاعة، نتيجة النقص الحاد في التمويل الذي أجبر المنظمة على تقليص كميات الغذاء المقدمة لعشرات الآلاف من الأسر.
وأوضح البرنامج أنه اضطر في شهر أكتوبر الماضي إلى خفض الحصص الغذائية المقدمة لنحو 780 ألف لاجئ، قدموا من السودان وجنوب السودان، والمقيمين في 27 مخيماً موزعين في مناطق مختلفة من البلاد، لتتراجع من 60% من الاحتياج الأساسي إلى 40% فقط، وهو مستوى لا يكفي لتأمين الحد الأدنى من التغذية اليومية للفرد.
خيارات قاسية ومؤلمة
أكّد مدير برنامج الأغذية العالمي وممثله في إثيوبيا أن فرق المنظمة تواجه خيارات قاسية ومؤلمة، في ظل الموارد المحدودة والاحتياجات المتزايدة.
وأشار المسؤول الأممي، إلى أن الجهود الحالية تتركز على محاولة إيصال كميات “معقولة” من الغذاء إلى أكبر عدد ممكن من اللاجئين، رغم ضآلة الإمكانات.
ولفت إلى أن هذه التخفيضات قد لا تكون سوى خطوة أولى تسبق توقفاً كاملاً لعمليات التوزيع، في حال لم يتم توفير تمويل إضافي خلال وقت قريب، وهو ما سيترك مئات الآلاف، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، في مواجهة الجوع والعوز دون أي شبكة أمان.
أزمة تهدد الأطفال والأمهات
أعلن برنامج الأغذية العالمي أن مخزونه من الأغذية العلاجية المخصصة للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، وكذلك للنساء الحوامل والمرضعات، يوشك على النفاد الكامل خلال شهر ديسمبر الجاري، ما يعني توقف الدعم الحيوي لأكثر من مليون طفل وسيدة في حال استمرار العجز المالي.
وكشف أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى ارتفاع حاد في معدلات سوء التغذية، وزيادة خطر الوفيات، لا سيما في المخيمات التي تعاني من ضعف الخدمات الصحية وشح المياه الصالحة للشرب.
ووجّه البرنامج نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي من أجل توفير 230 مليون دولار، لضمان استمرار عملياته خلال الأشهر الستة المقبلة.
عواقب كارثية على اللاجئين
حذّر البرنامج الأممي من أن أي تأخير في الاستجابة سيؤدي إلى عواقب كارثية على حياة اللاجئين، الذين فرّ معظمهم من النزاعات المسلحة والاضطهاد والعنف في بلدانهم الأصلية، ليجدوا أنفسهم مجدداً أمام معركة أخرى من أجل البقاء.
وذكّر البرنامج بأنه كان قد أطلق نداءً مشابهاً في أبريل الماضي، محذراً من قرب نفاد التمويل المخصص للإمدادات الغذائية، إلا أن الاستجابة الدولية جاءت دون المطلوب، ما فاقم من هشاشة الوضع الحالي، وترك مئات الآلاف في دائرة خطر دائم، تتأرجح بين الجوع واليأس وفقدان الأمل.











