تجدد المعارك في مخيم عين الحلوة يرفع حصيلة العنف إلى 16 قتيلاً

تجدد المعارك في مخيم عين الحلوة يرفع حصيلة العنف إلى 16 قتيلاً
مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين

 

تجددت المعارك في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان مساء الأربعاء على رغم مساعي تهدئة تقودها حركتا فتح وحماس، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص، لترتفع بذلك حصيلة المواجهات المتواصلة بشكل متقطع منذ أسبوع إلى 16 قتيلا.

وفي السابع من سبتمبر، اندلعت اشتباكات بين حركة فتح ومجموعات إسلامية متشددة في المخيم الواقع على أطراف مدينة صيدا الساحلية.

وفجر الأربعاء، اتفقت فتح وحماس، أبرز فصيلين على الساحة الفلسطينية، على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في المخيم الذي يعدّ الأكبر للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويعرف باكتظاظه واتصاله بالعديد من الأحياء السكنية الواقعة في المدينة ومحيطها.

رغم ذلك، تجددت المعارك بشكل عنيف بدءا من مساء الأربعاء، ما أدى إلى قطع الطريق الدولية التي تمرّ بمحاذاة المخيم، وهي الأساسية التي تربط بين جنوب لبنان وباقي البلاد، وفق وكالة فرانس برس.

وقال مدير الاتصالات في الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان عماد حلاق إن "الاشتباكات خلفت مساء الأربعاء سبعة قتلى و16 جريحا".

وكانت الحصيلة السابقة للمواجهات منذ الخميس الماضي، تفيد بمقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 85 آخرين.

وأتت هذه المعارك بعد أسابيع من مواجهات تعد الأعنف في المخيم، وقد اندلعت في نهاية يوليو واستمرت خمسة أيام بين الطرفين، وأسفرت عن مقتل 13 شخصا بينهم قيادي في فتح في كمين، وهدأت بعد سلسلة اتصالات بين فصائل فلسطينية ومسؤولين وأحزاب لبنانية.

وخلال الأيام الماضية، عُقدت اجتماعات عدة بين فصائل فلسطينية وأخرى مع مسؤولين لبنانيين.. ودفع التصعيدُ الأخير حركتي فتح وحماس إلى إرسال مبعوثين إلى لبنان هما عزام الأحمد، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح، وموسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحماس التي لم تشارك في المعارك على الأرض ولا تتمتع بحضور وازن في عين الحلوة، على عكس مخيمات أخرى للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وقف نار وتسليم مطلوبين 

وإثر لقاء عقد ليل الثلاثاء في السفارة الفلسطينية في بيروت، أعلنت الحركتان في بيان مشترك فجر الأربعاء الاتفاق على "الالتزام الكامل بتثبيت وقف إطلاق النار" الذي تم التوصل إليه الاثنين إثر لقاء جمع ممثلين عن الفصائل بقادة أجهزة أمنية لبنانية، وضرورة "تسليم المطلوبين المتهمين" باغتيال القيادي في فتح في يوليو.

وأفاد شهود عيان في صيدا بهدوء سائد وتوقف سماع دوي الاشتباكات منذ ما بعد منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء.

وأكدت حركتا فتح وحماس "الاستمرار بالتنسيق مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها كافة".

ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات الفلسطينية بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير والسلطات اللبنانية.. وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات عبر قوة أمنية مشتركة.

واتفقت حركتا فتح وحماس، الفصيلان الفلسطينيان الأبرز وهما على خلاف منذ أكثر من 15 عاماً رغم اتفاقات عدة لوضع حد للانقسام بينهما، أيضاً، على ضرورة العمل لتسهيل عودة مئات الأشخاص الذين دفعهم التصعيد الأخير إلى النزوح من المخيم.

ويُعرف مخيّم عين الحلوة بإيوائه مجموعات متشددة وخارجين عن القانون، ويقطن فيه أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.

وغالباً ما يشهد عمليات اغتيال وأحيانا اشتباكات خصوصاً بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات متشددة.

وتعد حركة فتح الفصيل الأبرز في المخيم الذي توجد فيه حركة حماس أيضاً.. وتتخذ مجموعات متطرفة من عدة أحياء فيه معقلاً لها، إحداها المنطقة التي شهدت بشكل رئيسي الاشتباكات الأخيرة مع حركة فتح.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية