رغم تزايد التحديات.. الإمارات تسير بخطى ثابتة في مكافحة التغير المناخي

في ظل تحديات التغير المناخي المتزايدة، تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دورًا فعّالًا وملموسًا في مكافحة هذه الظاهرة العالمية، وتتبنى الإمارات استراتيجية شمولية تركز على الاستدامة والتنوع البيئي، وتسعى جاهدة لتعزيز التعاون العالمي من أجل تحقيق تنمية مستدامة وحماية كوكبنا. 

تأتي في مقدمة جهود الإمارات في مكافحة التغير المناخي استثماراتها الكبيرة في مجال الطاقة المتجددة، حيث تعد البلاد رائدة عالميا في هذا المجال، كذلك قدرتها على الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة، مثل الشمس والرياح، التي تمنحها القدرة على توليد كميات هائلة من الكهرباء النظيفة، ما يقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل كبير. 

ولتحقيق هذا الهدف، أطلقت الإمارات مبادرة "استراتيجية الطاقة النظيفة 2050" التي تهدف إلى زيادة نسبة الطاقة المتجددة في خليط الطاقة الوطني إلى 50% بحلول عام 2050. 

وتسعى الإمارات لتعزيز الابتكار التكنولوجي المتعلق بالطاقة، وتشجع على تطوير واستخدام التقنيات النظيفة والمستدامة، وفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية (وام). 

وتستثمر الإمارات بشكل كبير في البحث والتطوير، وتعزز التعاون الدولي لتبادل المعرفة والتكنولوجيا، بهدف تطوير حلول مبتكرة للتحديات البيئية العالمية. 

وتعتبر الإمارات أيضًا منصة عالمية للحوار والتعاون الدولي في مجالات التغير المناخي، حيث تستضيف العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدولية. 

وتستضيف الإمارات مؤتمر الأمم المتحدة هذا العام بشأن التغير المناخي COP28، والذي سيجمع الزعماء والخبراء من جميع أنحاء العالم لتعزيز التعاون واتخاذ إجراءات جادة لمواجهة التغير المناخي. 

وتُظهر الأرقام والبيانات الحديثة تقدم الإمارات العربية المتحدة في مجال مكافحة التغير المناخي. 

ووفقًا لتقرير صادر عن وزارة البيئة والتغير المناخي في الإمارات، تم تخفيض انبعاثات الكربون بنسبة 23.5% بحلول عام 2020، وهو ما يفوق التزامات البلاد الدولية. 

وتم توفير أكثر من 1.3 مليون فرصة عمل في قطاع الطاقة المتجددة في الإمارات، ما يعزز الاقتصاد المستدام ويحد من اعتماد البلاد على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى ذلك تستثمر الإمارات بشكل كبير في تطوير التقنيات النظيفة والمستدامة. 

وتم إطلاق مبادرة "مدينة محمد بن راشد للطاقة المستدامة"، التي تهدف إلى توفير بيئة حضرية مستدامة وذكية، مدعومة بتقنيات الطاقة النظيفة والتحول الرقمي.  

وتشجع الإمارات أيضًا على الابتكار وريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا البيئية، وتوفر البلاد برامج ومنصات لدعم الشركات الناشئة والمبتكرة في قطاع الطاقة المتجددة وتقنيات الحفاظ على البيئة، ما يعزز التطور والتقدم في هذا المجال. 

ويرى خبراء هاتفتهم "جسور بوست" أن الإمارات العربية المتحدة تلعب دورًا رياديًا في مكافحة التغير المناخي، من خلال استثماراتها الكبيرة في الطاقة المتجددة، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتنظيم فعاليات دولية مثل COP28، كما تعمل الإمارات على تعزيز التعاون العالمي وتحقيق تنمية مستدامة للأجيال الحالية والمستقبلية. 

تحديات يواجهها المواطن الإماراتي

وقال الإعلامي الإماراتي يوسف الحداد، إن الإمارات الدولة الأولى عربيًا التي أولت اهتمامًا بقضية التغيرات المناخية، بل عالميًا لها إنجازات وساهمت بالفعل وهذا مثبت، ونحن كمواطنين إماراتيين وعرب يجب علينا تقديم الدعم الشخصي لمبادرات الحكومة والالتزام بالممارسات الصديقة للبيئة في الحياة اليومية، نحن نثقف أنفسنا ونتعلم حول أثر التغير المناخي وكيفية الحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى ذلك نشارك في الفعاليات والبرامج البيئية المحلية، ودعم المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة.

وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست"، ويجب أن نعلم أن المواطنين الإماراتيين يواجهون عدة تحديات نتيجة التغيرات المناخية، بما في ذلك زيادة درجات الحرارة التي قد تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة في الإمارات، ما يزيد من التعرض لحروق الشمس ومشاكل صحية أخرى، وقد تؤثر التغيرات المناخية على توافر المياه في المنطقة، ما يجعل إدارة الموارد المائية أمرًا حرجًا، وقد تشهد الإمارات أحيانًا عواصف وأمطارا غزيرة تتسبب في فيضانات وتلف للممتلكات. 

يوسف الحداد

وأتم، مع ارتفاع درجات الحرارة، يمكن أن تزيد تكاليف التبريد في الإمارات، ما يؤدي إلى أعباء مالية إضافية، والإمارات تدرك هذه التحديات وتعمل جاهدة على تطوير استراتيجيات ومبادرات لمواجهتها، وتشجع المواطنين على المشاركة في جهود الحفاظ على البيئة والتكيف مع التغيرات المناخية.

استثمارات بالجملة

علّق الخبير الاقتصادي خالد الشافعي بقوله إن الإمارات العربية المتحدة تقوم بإنفاق مبالغ كبيرة لدعم التغيرات المناخية وتعزيز الاستدامة، ولها دور بارز في تشجع باقي الدول، وتستثمر الإمارات بشكل كبير في توليد الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، وتم تخصيص ميزانية كبيرة لتطوير المشاريع الضخمة في هذا المجال، بما في ذلك المزارع الشمسية ومحطات توليد الطاقة الرياحية، مؤكدًا أن هذه الاستثمارات تسهم في تقليل انبعاثات الكربون وتعزيز الاستدامة البيئية.

وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست": تسعى الإمارات لتعزيز الابتكار التكنولوجي في مجالات مكافحة التغير المناخي، وهذا يعتبر ذكاءً، حيث يعود ذلك عليها بالأرباح الكبيرة، وتضع بذلك نفسها في مصاف الدول المتحضرة والقوية اقتصاديًا وبيئيًا، ويساعدها في ذلك استثمارها في مجال "البحث والتطوير" لتطوير تقنيات جديدة وحلول مبتكرة، مثل تخزين الطاقة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتنظيم حركة المرور بكفاءة لتقليل الازدحام وانبعاثات الغازات الدفيئة، ولا ننسى الدور الذي تقوم به للحفاظ على الموارد المائية وتحسين كفاءة استخدام المياه من تقنيات الري الذكي والحد من التسرب، وتطوير محطات تحلية المياه وتنقيتها.

خالد الشافعي

التوسع التكنولوجي

بدوره، أشاد أستاذ اقتصادات التمويل بجامعة القاهرة، وائل النحاس، بدور الإمارات في مواجهة التغيرات المناخية، قائلًا تولي الإمارات اهتمامًا كبيرًا للاستثمار الأخضر والتنمية المستدامة، ولها خطة لذلك، وتستهدف في الوقت الراهن التوسع في استخدام قدراتها وخبراتها في مجال الاستدامة والابتكار التكنولوجي، لقيادة التوجه العالمي الرامي إلى مواجهة التغير المناخي من خلال التكنولوجيا، وهذا إنجاز كبير، فهي لم تعد تكتفي بخدمة نفسها وإنما هي الآن في دور المصدر للتجربة والخبرة في هذا المجال، مؤكدًا أن جهود الدولة في استخدام التكنولوجيا لمكافحة التغير المناخي ستعود بالنفع على الاقتصاد الإماراتي بصورة مباشرة، سواء من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، أو دعم القطاع الصناعي بما يدعم استراتيجيتها.

وائل النحاس

وأضاف “النحاس” في تصريحاته لـ"جسور بوست": بالفعل استطاعت ونجحت الإمارات في تقليل نسب الأضرار الناجمة من التغيرات المناخية لتطوير الزراعة المستدامة وتقليل الاعتماد على واردات الغذاء، حيث تستثمر في تقنيات الزراعة المبتكرة، مثل الزراعة في الأبراج العمودية ونظام الزراعة المائية، وتعزز الأبحاث والابتكار في هذا المجال، لقد اخترقت كل المجالات بما فيها المجال السياحي، حيث تروج الإمارات للسياحة البيئية والاستدامة، وتعمل على حماية المناطق الطبيعية والبيئة البحرية الغنية بالتنوع البيولوجي، وتُنظم جولات وفعاليات للزوار لتعريفهم بالتراث البيئي والحياة البرية في الإمارات. 

وأتم: بالطبع تنجح وستهدف هذه الاستثمارات والمبادرات إلى تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة للأجيال الحالية والمستقبلية.