قبرص ولبنان يبحثان كيفية منع تدفق المهاجرين السوريين

قبرص ولبنان يبحثان كيفية منع تدفق المهاجرين السوريين

بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس في بيروت، اليوم الاثنين، أزمة المهاجرين السوريين الوافدين إلى الجزيرة المتوسطية مع ارتفاع عددهم خلال الأشهر القليلة الماضية.

وتقول قبرص إن الحرب في قطاع غزة التي أثارت توترًا على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، أضعفت جهود لبنان في مراقبة مياهه الإقليمية ومنع مغادرة قوارب المهاجرين، بحسب وكالة "فرانس برس".

وتصر نيقوسيا التي تشهد تدفقًا متزايدًا للمهاجرين السوريين من لبنان بشكل غير شرعي خصوصًا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر، على أن عمليات الإعادة قانونية بموجب اتفاقية ثنائية أُبرمت قبل سنوات مع بيروت بشأن إعادة المهاجرين غير الشرعيين.

ويستضيف لبنان الذي يشهد أزمة اقتصادية حادة منذ عام 2019، نحو مليونَي سوري بينهم 800 ألف مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهو أعلى عدد من اللاجئين في العالم بالنسبة لعدد السكان.

مناقشة بناءة

وقال الناطق باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس في بيان، اليوم الاثنين، إن "مناقشة بنّاءة جدًا جرت" بين ميقاتي وخريستودوليدس "تم خلالها الاتفاق على التعاون بين البلدين بمساعدة كبيرة من المفوضية الأوروبية"، بدون أن يقدّم مزيدًا من التفاصيل.

وشدد المسؤولان على "أهمية إيجاد حل شامل ومستدام لأزمة النازحين السوريين"، حسب ما جاء في بيان صدر عن رئاسة الوزراء اللبنانية.

وقال ميقاتي وفق البيان "يبذل الجيش والقوى الأمنية اللبنانية قصارى جهدهم لوقف الهجرة غير الشرعية، لكن لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال عودة أولئك الذين يبحثون عن الأمان إلى المناطق الآمنة في سوريا أو تأمين إقامتهم في بلد ثالث".

ويبحث المهاجرون الذين يبدؤون رحلتهم على متن قوارب تنطلق من مناطق ساحلية لبنانية عن حياة أفضل في دول أوروبية، وغالبا ما يتوجهون إلى الجزيرة المتوسطية التي تبعد أقل من 200 كيلومتر عن لبنان.

منع قوارب المهاجرين

الأسبوع الماضي، حثت قبرص الاتحاد الأوروبي على التدخل لإجبار السلطات اللبنانية على منع قوارب المهاجرين من المغادرة إلى قبرص، بعد ارتفاع عدد الوافدين السوريين.

وشدد ميقاتي على ضرورة "بذل مزيد من الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية لأزمات اللاجئين"، مضيفًا "يجب أن يتخذ الاتحاد الأوروبي وسائر المجتمع الدولي خطوات جديدة ويعيدوا النظر في سياساتهم بشأن أمن سوريا".

وتسبب النزاع الدامي في سوريا منذ عام 2011 بمقتل أكثر نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

بحلول الرابع من أبريل، وصل أكثر من 40 قاربًا على متنها نحو 2500 شخص إلى قبرص هذا العام، حسب ما قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لوكالة فرانس برس بدون أن تحدد أيًا منهم انطلق من لبنان وأيًا منهم انطلق من سوريا.

والعام الماضي، أعربت المفوضية عن قلقها لعودة أكثر من 100 مهاجر سوري إلى لبنان، قائلة إنه لم يتم النظر في وضعهم لتقييم ما إذا كانوا بحاجة إلى حماية قانونية أو قد يتم ترحيلهم إلى وطنهم.

رقم قياسي

وتعد قبرص "دولة مواجهة" على طريق الهجرة في شرق البحر الأبيض المتوسط، ويشكل طالبو اللجوء على أراضيها أكثر من 5 في المئة من السكان البالغ عددهم 915 ألف نسمة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة من الجزيرة، وهو رقم قياسي في الاتحاد الأوروبي.

والتقى خريستودوليدس، الأحد، رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس وناقشا "المخاوف بشأن خلق طريق جديد للهجرة بسبب عدم الاستقرار والعنف السائد حاليًا في الشرق الأوسط"، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء اليوناني.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية