المستشار الألماني يحذّر إسرائيل: نعتبر شن هجوم على رفح عملًا غير مسؤول

المستشار الألماني يحذّر إسرائيل: نعتبر شن هجوم على رفح عملًا غير مسؤول

حذر المستشار الألماني أولاف شولتس إسرائيل من توسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة الفلسطيني باتجاه مدينة رفح الواقعة جنوب القطاع على الحدود مع مصر.

وخلال حلقة حوارية نظمتها شبكة التحرير الصحفي "دويتشلاند" بحضور حوالي 180 ضيفا، قال شولتس في مدينة بوتسدام: "نعتبر شن هجوم على رفح عملا غير مسؤول".

وقال السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي: "نحذر من ذلك، ولا نعتقد أن هناك أي تصور يتعلق بتنفيذ هذا الأمر دون أن يؤدي في نهاية المطاف إلى وقوع خسائر بشرية هائلة بين المدنيين الأبرياء".

في الوقت نفسه، أكد شولتس أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ومحاربة حركة حماس، لكنه رأى أنه يجب وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة ويجب توفير منظور للتعايش السلمي، حيث يمكن لدولتين أن تتعايشا جنبًا إلى جنب.

وكان الجيش الإسرائيلي حث سكان في رفح على مغادرة أماكنهم إلى مناطق أخرى من المدينة، مما زاد من المخاوف بشأن توسيع العمليات العسكرية في المدينة.

وتثير العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة الواقعة داخل الشريط الساحلي المحاصر جدلا كبيرا على المستوى الدولي.

وحتى وقت قريب، كان هناك أكثر من مليون شخص فروا إلى رفح قادمين من أجزاء أخرى من قطاع غزة.

وتحذر الولايات المتحدة، الحليف الأهم لإسرائيل، حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شن هجوم واسع النطاق على رفح، وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن هدد مؤخرًا بتقييد شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل بسبب المخاوف من تداعيات الهجوم على رفح.

وقال شولتس إن ألمانيا لا تمتلك على الإطلاق الأسلحة التي تفكر الولايات المتحدة الآن في عدم توريدها إلى إسرائيل.

الحرب على قطاع غزة                 

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 34 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 78 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه على مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية