حرارة الشتاء غير الموسمية في أستراليا تزيد مخاطر حرائق الغابات

حرارة الشتاء غير الموسمية في أستراليا تزيد مخاطر حرائق الغابات

 تواجه أستراليا مخاطر متزايدة لحدوث حرائق الغابات قبل أشهر من موسم حرائق الصيف، حيث يحرق شتاء دافئ بشكل استثنائي أجزاء من القارة ويهدد بتسجيل درجات حرارة قياسية.

وقال أنجوس هاينز، خبير الأرصاد الجوية في مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي، إنه من المتوقع أن تضرب الحرارة مناطق شاسعة من البلاد خلال الأيام المقبلة، حسب ما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.

وأضاف هاينز أن درجات الحرارة قد ترتفع على متوسطها بما يتراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية ​​من تاونسفيل إلى ملبورن على الساحل الشرقي لأستراليا.

وعادة ما يصل موسم الحرائق إلى ذروته خلال أشهر الصيف من ديسمبر وحتى فبراير في المناطق الشرقية والجنوبية الأكثر كثافة سكانية في أستراليا.

وقال هاينز إن درجات الحرارة في المناطق النائية قد ترتفع على متوسطها بنحو 15 درجة مئوية الموسمي الجمعة المقبل.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية