بمسقط رأس عائلتها.. الناشطة عائشة نور توارَى الثرى السبت في تركيا

بمسقط رأس عائلتها.. الناشطة عائشة نور توارَى الثرى السبت في تركيا

وصل جثمان عائشة نور إزغي إيغي، الناشطة الأميركية- التركية التي قُتلت خلال تظاهرة في الضفة الغربية المحتلة، إلى تركيا اليوم الجمعة، حيث ستقام جنازتها يوم السبت في ديدم، مسقط رأس عائلتها في جنوب غرب البلاد. 

كان في استقبال الجثمان في مطار إسطنبول محافظ المدينة وممثلون عن الحزب الحاكم، وفق ما أفادت به وسائل الإعلام التركية عبر منصة "إكس". 

تُعتبر هذه اللحظة حزينة بالنسبة لعائلتها وأصدقائها، حيث يتم استحضار ذكراها وتكريم حياتها التي انتهت في ظروف مؤلمة.

كانت الناشطة عائشة، التي تبلغ من العمر 26 عاماً، شخصية بارزة في مجال حقوق الإنسان. 

والدها، محمد سوات إيغي، الذي حضر من الولايات المتحدة، وصف ابنته بأنها "شخصية مميزة للغاية، عُرفت بتعاطفها مع حقوق الإنسان واهتمامها العميق بالطبيعة". 

البحث عن العدالة

وقال والدها في تصريحات صحفية إنه يشعر بالامتنان للجهود التي تبذلها السلطات التركية في التحقيق في مقتل ابنته، وأعرب عن أمله في أن تسعى الحكومة الأمريكية أيضاً لتحقيق العدالة، بالنظر إلى الروابط القوية لعائشة بالبلدين.

عقب وصول الجثمان، نُقل إلى إزمير، ثالث أكبر مدينة في تركيا، حيث تم التحضير لجنازتها في ديدم، التي تبعد نحو 160 كيلومتراً جنوب إزمير، حيث تم تجهيز خيمة عزاء في ديدم، أمام منزل العائلة، حيث أُقيمت مراسم تأبين مؤقتة. 

وفي المقبرة، تم حفر القبر الذي سيوارى فيه الجثمان يوم السبت، مما يعكس الحزن العميق والأسى الذي تعيشه الأسرة والمجتمع.

حزن كبير

العائلة لم تكن وحدها في حزنها، فقد أظهرت تركيا تأثراً كبيراً بمقتل عائشة نور، وأدانت الحكومة التركية، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، بشدة الحادث وأكدت عزمها على السعي لتحقيق العدالة. 

أعلن وزير العدل التركي، يلماز تونج، أن الحكومة التركية ستفتح تحقيقاً حول "الاغتيال التعسفي" وتدرس إمكانية إصدار مذكرات توقيف دولية بناءً على نتائج التحقيق. 

كما دعا الوزير مقرر الأمم المتحدة الخاص بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ورفع تقرير بهذا الشأن.

وفي الوقت الذي يسعى فيه الجميع لتحقيق العدالة، أفادت التقارير بأن الجيش الإسرائيلي يعتبر أنه "من المرجح جداً" أن تكون الطلقات التي قتلت عائشة قد جاءت "بشكل غير مباشر وغير مقصود". 

في هذا السياق، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حزنه العميق، وشدد على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتجنب تكرار مثل هذه المأساة.

بينما تسعى العائلة والسلطات إلى تحقيق العدالة، يتجمع الكثيرون في ديدم لإحياء ذكرى عائشة نور، من المتوقع أن يحضر جنازتها عدد كبير من الأشخاص، بمن فيهم رجال الدين وممثلون عن منظمات إنسانية. 

مراسم تأبين إضافية

ودعت جمعية طلابية في محافظة أيدين، حيث تقع ديدم، إلى مراسم تأبين إضافية في وقت لاحق، كما ستنظم هيئة الإغاثة الإنسانية، وهي منظمة غير حكومية إسلامية بارزة في تركيا، تجمعاً في حي الفاتح في إسطنبول لتكريم ذكرى الناشطة.

يأمل الجميع أن تسهم الجهود الدولية والمحلية في تحقيق العدالة لعائشة نور، بحيث لا تُذهب حياتها سدى. 

يُعتبر تحقيق العدالة الآن هدفاً جماعياً يربط بين العائلات والحكومات والمجتمع الدولي، في محاولة لضمان أن تُعرف تضحياتها وتُحقق العدالة في هذا الحادث المأساوي.

 


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية