منسق عملية السلام يزور غزة ويحذّر من عواقب عملية عسكرية في رفح

منسق عملية السلام يزور غزة ويحذّر من عواقب عملية عسكرية في رفح
المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند

زار المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، قطاع غزة الاثنين، وحذر من أن عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في رفح قد تؤدي إلى وضع أكثر خطورة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك إن المنسق الأممي تحدث مع العائلات النازحة واستمع إلى قصصهم، والتقى موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الذين يقومون بعمل شاق للغاية في سبيل تقديم المساعدة الإنسانية الحيوية إلى المحتاجين وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأضاف دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي أن وينسلاند استعرض أيضا التحديات التشغيلية والأمنية -بما فيها انهيار القانون والنظام- التي تواجه دخول وتوزيع السلع الإنسانية. وأكد أن من الواضح أن هناك المزيد الذي يتعين القيام به، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة بحاجة إلى الأدوات اللازمة لخدمة الناس على الأرض، بما في ذلك الحاجة إلى أن تسمح إسرائيل بدخول المواد الحيوية لعمليات الأمم المتحدة وتحسين آليات التنسيق.

ووصف وينسلاند الوضع في غزة بأنه كارثي، قائلا: "يمكنك بسهولة أن تلمس اليأس والخوف الذي يواجهه الناس. هناك ما يقرب من 1.4 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف مكتظة للغاية في رفح، بلا أي موارد، وبالكاد يحصلون على رعاية طبية، وبلا مكان للنوم، ولا مكان آمن يذهبون إليه".

سيخريد كاخ في بروكسل

وفي سياق الأزمة، زارت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيخريد كاخ، بروكسل، حيث أطلعت مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على قرار مجلس الأمن رقم 2720 (2023) وأطلعتهم على آخر المستجدات بشأن عملها حتى الآن. وقالت السيدة كاخ إن المشاركين ناقشوا الوضع السيئ للغاية في غزة.

وفي حديثها للصحفيين بعد الاجتماع، قالت إن المساعدات الكافية لا تدخل غزة، مضيفة أن توزيع المساعدات أصبح صعبا بشكل متزايد. 

مفاوضات لإجلاء المرضى 

من ناحية أخرى، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن المفاوضات مستمرة لإجلاء المرضى المتبقين من مستشفى ناصر في غزة في خان يونس، حيث تجري عملية عسكرية إسرائيلية.

وأمس الأول الأحد، زار المكتب الأممي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المستشفى وقاموا بإجلاء 14 مريضا، احتاج مريضان منهم إلى ضخ يدوي للهواء بشكل مستمر طوال رحلتهما، وفقا للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس.

وفي منشور على منصة "إكس"، قال الدكتور تيدروس إن منظمة الصحة العالمية وشركاءها تمكنوا من الوصول إلى المستشفى بعد يومين من منعهم من الدخول إلى مجمع ناصر الطبي. وقال تيدروس إن أكثر من 180 مريضا و15 طبيبا وممرضا ما زالوا داخل المستشفى الذي يعاني من نقص حاد في الغذاء والأكسجين والإمدادات الطبية الأساسية، مع عدم توفر مياه الحنفيات أو الكهرباء، باستثناء مولد احتياطي.

وضع حرج

وفي الوقت نفسه، لا يزال الوضع في مستشفى الأمل -في خان يونس أيضا- حرجا، بعد فرض الجيش الإسرائيلي حصارا دام 4 أسابيع. وتشير تقارير إلى نفاد الإمدادات الغذائية تقريبا، فيما تتناقص احتياطات الوقود. ومع استمرار قصف غزة، تتزايد المخاوف المتعلقة بالصحة العامة، وتتحمل النساء الضرر الأكبر. وحذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن الجميع في غزة يعانون من الجوع، بمن فيهم حوالي 50,000 امرأة حامل.

وتبذل الأمم المتحدة وشركاؤها قصارى جهدهم لتوفير المساعدات الغذائية في جميع أنحاء قطاع غزة، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه الاستجابة الإنسانية، بما في ذلك استمرار الغارات الجوية والقتال العنيف.

توزيع الإمدادات الغذائية 

وقال مكتب أوتشا إن الأسبوع الماضي شهد وصول أكثر من 10 شركاء إلى 1.5 مليون شخص. وجرى توزيع ما يقرب من ثلث الإمدادات الغذائية في محافظة رفح، و28 في المائة في دير البلح، وما يزيد قليلا على الربع في خان يونس، و14 في المائة إلى الشمال.

وللقيام بالمزيد، أكد مكتب أوتشا الحاجة إلى ممرات إنسانية آمنة وغير منقطعة في غزة، بالإضافة إلى المزيد من الشاحنات والوقود داخل غزة لضمان إمدادات غذائية ثابتة ويمكن الاعتماد عليها.

الحرب على قطاع غزة       

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 29 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 69 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم 574 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتسببت الانتهاكات الإسرائيلية والأزمة الإنسانية الحادة في غزة في مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية" لأول مرة منذ تأسيسها.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية