متشددون ومعاقَبون من واشنطن.. 4 أسماء بارزة ضمن 80 مرشحاً لرئاسة إيران

متشددون ومعاقَبون من واشنطن.. 4 أسماء بارزة ضمن 80 مرشحاً لرئاسة إيران

انتهت مهلة التقديم للانتخابات الرئاسية في إيران، الاثنين الماضي، بعدد كبير من المرشحين، أبرزهم شغلوا سابقا مناصب عليا في الدولة والجيش.

وعلى ما جرت العادة يسجل المرشحون الرئيسيون للتيارات السياسية ترشحهم في الانتخابات الرئاسية في إيران خلال الأيام الأخيرة من المهلة المحددة لذلك، وهذا ما حصل هذه المرة.

خلال 5 أيام، تقدّم 80 إيرانيا بطلبات ترشّحهم للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 28 يونيو بعد وفاة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في تحطّم مروحية، لكن كثرا منهم قد يتم استبعادهم قبل انطلاق الحملة.

بين المرشحين هناك رجال دين من الصف الثاني و4 نساء في السباق الرئاسي، وفقا لإحصاء أجرته وسائل الإعلام الرسمية، الاثنين، في اليوم الأخير لمهلة تقديم طلبات الترشّح.

ويتعين على هؤلاء المرشحين أن ينتظروا حتى 11 يونيو ليبت مجلس صيانة الدستور المؤلّف من 12 عضوا ويهيمن عليه المحافظون في ترشّحهم.

كان من المقرر أن تجري الانتخابات في الأساس عام 2025 لكن تم تقديم موعدها بعد مقتل الرئيس المحافظ المتشدد، إبراهيم رئيسي، في 19 مايو.

في انتخابات 2021، وافقت هذه الهيئة على 7 فقط من أصل 592 مرشحا، وأبطلت ترشيحات كثير من الشخصيات الإصلاحية والمعتدلة، ما مهّد الطريق أمام إبراهيم رئيسي، مرشّح المعسكر المحافظ والمحافظ المتشدّد.

4 مرشحين هم الأبرز لخلافة رئيسي، بعضهم معاقب أمريكيا. فمن هم؟ وماذا نعرف عنهم؟

محمود أحمدي نجاد

المرشّح الأشهر للرئاسة الإيرانية هو الشعبوي، محمود أحمدي نجاد، البالغ 67 عاما، والذي يسعى للعودة إلى منصب شغله من عام 2005 وحتى عام 2013 خلال ولايتين طبعتهما تصريحات تحريضية ضد إسرائيل وتوترات حادة مع الغرب، خصوصا بشأن برنامج إيران النووي.

وكان أحمدي نجاد من ضمن العديد من المرشحين الذين استبعدهم المجلس عن انتخابات 2021 التي فاز بها رئيسي، كما استُبعد في السابق عن انتخابات عام 2017.

وقال بعد تقديم ترشيحه في وزارة الداخلية، الأحد "أنا واثق من أنّ جميع مشكلات البلاد يمكن أن تُحل من خلال الاستفادة القصوى من القدرات الوطنية".

وفي عام 2005، واجه أحمدي نجاد استنكارا على المستوى العالمي إثر إدلائه بتصريح قال فيه إنّ إسرائيل "ستُزال قريبا من الخريطة"، مؤكدا أن المحرقة كانت "أسطورة".

محمد باقر قليباف

قدّم رئيس مجلس الشورى الإيراني المحافظ، محمد باقر قليباف، طلب ترشحه، الاثنين، لانتخابات الرئاسة المبكرة المقررة في 28 يونيو.

هذه المرة الرابعة التي يترشّح فيها قليباف للرئاسة بعد محاولات في 2005 و2013 و2017. وفي آخر محاولة، انسحب قليباف لصالح رئيسي الذي حل ثانيا بعد الرئيس السابق، حسن روحاني.

وقال بعدما قدّم طلب تسجيله "إن لم أترشح للانتخابات، فلن يُستكمل العمل الذي بدأناه خلال السنوات الأخيرة لحل مشكلات الناس الاقتصادية".

وأضاف أنه لو لم يكن يؤمن بإمكانية حل مشكلات إيران الاقتصادية والاجتماعية، لما "دخل ميدان المنافسة".

وقليباف، 62 عاما، قائد سابق لسلاح الجو في قوات الحرس الثوري.

انتُخب السياسي المحافظ رئيسا للبرلمان الإيراني الجديد في 28 مايو، علما أنه تولى المنصب ذاته في البرلمان السابق.

وشغل قليباف الذي قاتل في الحرب الإيرانية العراقية منصب رئيس بلدية طهران من عام 2005 حتى 2017. وكان قبل ذلك قائد قوات الشرطة الإيرانية.

وحيد حقانيان

قدّم القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني، والخاضع لعقوبات أمريكية، وحيد حقانيان ترشحه، السبت، للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة الشهر المقبل في إيران، بحسب ما أفادت وسائل إعلام رسمية.

ولم تنشر سوى معلومات قليلة بشأن دور حقانيان في الحرس الثوري الإيراني.

ويخضع حقانيان مثل رئيسي الذي يسعى لخلافته، لعقوبات أمريكية منذ عام 2019 لدوره في "الدائرة الداخلية للمرشد الأعلى، علي خامنئي، المسؤولة عن تعزيز القمع الداخلي والخارجي للنظام".

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على حقانيان في عام 2019 ضمن 9 أفراد من "الدائرة المقربة لخامنئي المسؤولة عن زيادة القمع الداخلي والخارجي".

وأعلن حقانيان أنه ترشح "بقرار شخصي"، وأنه "على دراية تامة بقضايا البلاد".

وأكد أنه أقام علاقات وثيقة مع مسؤولين بارزين في مؤسسات الدولة "خلال 45 عاما من الخدمة في الإدارة الرئاسية ومكتب المرشد الأعلى".

سعيد جليلي

بعد ظهر الخميس، قدم المفاوض السابق المكلف بالملف النووي والمعروف بتشدده تجاه الغرب، سعيد جليلي، ترشحه، بحسب صور بثها التلفزيون الرسمي.

وندد المحافظ المتشدد البالغ 58 عاما مرارا بالاتفاق النووي المبرم عام 2015. وفي الماضي، قال إن الاتفاق "انتهك الخطوط الحمر لطهران" من خلال قبول "عمليات تفتيش غير عادية" للمواقع النووية.

وكان جليلي صوتا محافظا بارزا ضد حكومة حسن روحاني المعتدلة (2013-2021)، وسبق أن انسحب من السباق الرئاسي عام 2021 ودعم رئيسي.

وسعيد جليلي، كبير المفاوضين السابق في الملف النووي ومدير مكتب خامنئي لـ4 سنوات، أول الشخصيات البارزة من غلاة المحافظين الذي يسجل اسمه لخوض الانتخابات.

ويخوض السباق أيضا رئيس مجلس الشورى السابق، علي لاريجاني الذي يعتبر معتدلا.

وأعلن رئيس بلدية طهران رضا زاكاني، ومحافظ البنك المركزي السابق، عبدالناصر همتي، وإسحق جهانغيري، النائب الأول للرئيس السابق حسن روحاني، ترشّحهم.

هل يمكن انتخاب امرأة؟

لم يسمح لأي امرأة بالترشّح للرئاسة من قبل، لكن مجلس صيانة الدستور أصدر في عام 2021 قرارا قضى بعدم وجود عقبات قانونية أمام ذلك.

وفي الاستحقاق الحالي، تأمل النائبة السابقة، زهراء إلهيان، انتزاع موافقة على طلب ترشّحها الذي تقدّمت به مرتدية الشادور.

تبلغ إلهيان 56 عاما وهي من المدافعين عن إلزامية الحجاب في إيران، ودعمت بقوة حزم الحكومة في مواجهة متظاهرين إبان الحركة الاحتجاجية واسعة النطاق التي شهدتها البلاد في أواخر عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني.

كذلك تقدّمت 3 نائبات سابقات أخريات بطلب ترشّحهن للرئاسة، إحداهن حميدة زارابادي التي تقدّمت بطلبها مرتدية حجابا ملوّنا.

مجلس صيانة الدستور

يحدد مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة غير منتخبة يهيمن عليها المحافظون، المرشحين النهائيين الذين سيخوضون السباق الرئاسي.

وسيقرر أعضاء هذه الهيئة وعددهم 12 (6 رجال دين يعيّنهم المرشد الأعلى و6 فقهاء في القانون)، بحلول 11 يونيو، من سيُسمح له بخوض المنافسة ومن سيُستبعد.

في انتخابات 2021، وافقت هذه الهيئة على 7 فقط من أصل 592 مرشحا، وأبطلت ترشيحات كثير من الشخصيات الإصلاحية والمعتدلة، ما مهّد الطريق أمام إبراهيم رئيسي، مرشّح المعسكر المحافظ، والمحافظ المتشدّد.

في مواجهة محدودية الاختيار، قاطع كثر الاقتراع لتقتصر نسبة المشاركة على 49% فقط، وهو المعدّل الأدنى للانتخابات الرئاسية منذ الثورة في عام 1979.

ما دور الرئيس في إيران؟

خلافا لما هي عليه الحال في بلدان عدة، الرئيس في إيران ليس رئيس الدولة، فمنصب رئيس الدولة يتولاه المرشد الأعلى.

والمرشد الأعلى حاليا هو علي خامنئي البالغ 85 عاما، وهو يتولى المنصب منذ 35 عاما.

مع ذلك، يضطلع الرئيس بدور هام، إذ يدير الحكومة وسياستها، علما أن لا منصب رئيس للوزراء في إيران.

و5 من أصل 8 رؤساء تعاقبوا على المنصب منذ عام 1979، هم رجال دين.

لكي يكون المرشّح مؤهلا للرئاسة يجب أن يتراوح عمره بين 40 و75 عاما، وأن يكون حاصلا على الأقل على درجة ماجستير جامعية، وأن يكون وفيا للبلاد.

والاثنين، دعا خامنئي في خطاب وجّهه للإيرانيين إلى "المشاركة واختيار مسؤول المستقبل بأصوات عالية"، معتبرا أن هذا الأمر له "انعكاس كبير في العالم ولذلك فإن هذه الانتخابات مهمة للغاية".


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية