آية ناكامورا.. الموسيقى تنتصر على العنصرية في أولمبياد باريس

آية ناكامورا.. الموسيقى تنتصر على العنصرية في أولمبياد باريس
آية ناكامورا

منذ بداية مسيرتها المهنية تعرضت المغنية الفرنسية آية ناكامورا، الأكثر استماعا حول العالم، إلى انتكاسات وتمييز ومضايقات، حيث لم تمنع عنها الإنجازات التي حققتها -وهي التي وصلت إلى نسب استماع مليارية عبر منصات الموسيقى المختلفة- من أن تصبح ضحية للعنصرية؛ بسبب لون بشرتها وأصولها الإفريقية.

ناكامورا المرأة الوحيدة التي ظهرت في قائمة أفضل 20 ألبومًا مبيعًا في فرنسا لعام 2023. وصلت أغنيتها الناجحة Djadja لعام 2018 إلى ما يقرب من مليار استماع على يوتيوب، وفي عام 2021 تجاوز ألبومها الثاني مليار استماع على سبوت فاي، وعندما أعلنت عن حفلتين موسيقيتين في ساحة بيرسي الأسطورية في باريس العام الماضي، بيعت التذاكر في 15 دقيقة، وهو أمر غير مسبوق لفنانة ناطقة بالفرنسية.

وعلى الرغم من كل ذلك وبمجرد الكشف عن طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من ناكامورا الغناء في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس، والتي ستنطلق في السادس والعشرين من يوليو الجاري، كانت ردة الفعل عنيفة من اليمين المتطرف، حيث طرحت بعض شخصياته مبررات حول رفضهم تقديمها الفقرة الغنائية مدعين أن أغانيها لا تجسد التراث والقيم والهوية الفرنسية، كما هاجم إريك زمور، الذي ترشح ممثلاً لليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية لعام 2022 (والذي أدين سابقًا بخطاب الكراهية العنصري)، المغنية قائلًا إنه لم يسمع سوى "لغة أجنبية" في أغاني ناكامورا.

وفي المقابل ظهرت حالة تضامن واسعة مع آية ناكامورا، حيث حظيت بدعم من رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، التي تحدثت دفاعًا عن ناكامورا، قائلة: "أحذر من ذريعة مهاجمة شخص ما بدافع العنصرية البحتة". وقالت اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024 "لقد صدمنا بشدة بسبب الهجمات العنصرية ضد آية ناكامورا في الأيام الأخيرة. نحن نقدم دعمنا الكامل للفنانة الفرنسية الأكثر استماعًا في العالم".

ووصلت موجة العنصرية إلى حد دفع مجموعة متطرفة صغيرة تعرف باسم "السكان الأصليين" إلى رفع لافتة على ضفاف نهر السين كُتب عليها: "لا سبيل لذلك، آية.. هذه باريس وليست سوق باماكو" في إشارة إلى مولد ناكامورا في عاصمة مالي.

"لقد صُدمت من بعض ردود الفعل. كانت هناك ردود فعل عنصرية حقاً، أتمنى أن تكون ضمن قائمة حفل الافتتاح في النهاية؛ لأنها من بين كبار الفنانين الفرنسيين والأكثر شعبية على مستوى العالم".. بتلك الكلمات عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه لآية ناكامورا التي علقت لأول مرة على الأمر قائلًة "يمكنك أن تكون عنصريًا ولكنك لست أصمّ... هذا ما يؤلمك!". لقد أصبحت موضوعًا رقم 1 في المناقشات على مستوى الولاية... ولكن ماذا أدين لك حقًا؟ لا شيء".

ومن بين التعليقات التضامنية كان دادجو، أحد أبرز نجوم الـ"آر اند بي" في فرنسا عندما قال "لهذا السبب نحن متأخرون هنا. أنتم تعدمون أهم مغنية في البلاد من خلال تعليقات مشابهة لما يتلفظ به تلاميذ المدارس الابتدائية. لم يكن موضوع مشاركتها في الأولمبياد معركة، ولكنه بات كذلك. ناكامورا يجب أن تغني".

آية ناكامورا ولدت في العاشر من مايو 1995 في باماكو عاصمة مالي، وهاجرت عائلتها إلى ضاحية أولناي سو بوا في باريس، عندما كانت لا تزال طفلة؛ بحثًا عن حياة أفضل هناك، وفي مراحل الدراسة المختلفة أظهرت تفوقًا ملحوظًا، حيث كانت ناكامورا تركز في البداية على دراسة تصميم الأزياء، وفي مقابلة عام 2017 مع لوموند، قالت: "أردت أن أصبح مصممة أزياء، لكن هذا لم يعد يجذبني، لذلك غنيت".

في عام 2014، وفي سن التاسعة عشرة، أصدرت ناكامورا أول أغنية منفردة لها بعنوان "كارما" وفي عام 2016، قدمت أغنية "Brisé" مع الملحن كريستوفر غيندا، ثم تبعتها بأغنية "Love d'un Voyou" التي شاركها فيها مغني الراب فابابي، كما قدمت عرضًا في ملعب موديبو كيتا في باماكو، حيث افتتحت حفل النجم الأمريكي النيجيري ديفيدو، وفي يناير 2016 أصدرت ألبومها الأول "Journal intime" والذي حقق نسب استماع كبيرة في فرنسا من خلال منصات الاستماع.

في 6 أبريل 2018، أصدرت ناكامورا أغنية "Djadja" هي أول أغنية من ألبومها الثاني، والتي تصدرت لمدة أسبوعين المرتبة الأولى على قائمة الأكثر استماعا في فرنسا، وحققت العديد من الجوائز الغنائية.
واستمرت على نحو كبير من التألق ففي فبراير 2019، تم ترشيحها لجائزة أغنية العام وأفضل ألبوم، وفي حفل توزيع جوائز الموسيقى الفرنسية، وبعدها بأشهر، أصدرت كليب أغنية "بوكي"، والذي أصبح الفيديو الموسيقي الفرنسي الأكثر مشاهدة في ذلك العام.

واستمرت ناكامورا في تقديم أغانيها التي كانت دائمًا في صدارة قوائم الاستماع في فرنسا وأوروبا وحققت نسب استماع لم يسبق لفنان فرنسي أن حققها على الإطلاق.


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية