بمنتدى التعاون الصيني الإفريقي.. رئيس الوزراء المصري: مكافحة الفقر والجوع على رأس أولوياتنا

بمنتدى التعاون الصيني الإفريقي.. رئيس الوزراء المصري: مكافحة الفقر والجوع على رأس أولوياتنا

 

أكد رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي أن مكافحة الفقر والجوع تأتي على رأس أولويات الدولة المصرية، موضحا أن رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة تتكامل مع أولويات "المبادرة العالمية للتنمية"، وكذا "مبادرة الحزام والطريق".

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، خلال الجلسة رفيعة المستوى الثانية تحت عنوان "التحول الصناعي وتحديث الزراعة والتنمية الخضراء"، وذلك ضمن فعاليات قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي بالعاصمة الصينية بكين.

تم اللقاء بحضور رفيع المستوى ضم الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس دولة جنوب إفريقيا، ووانج هونينج، رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وعددا من رؤساء الدول والحكومات المشاركة بالقمة.

مكافحة الفقر والجوع

وقال الدكتور مصطفى مدبولي، إن اجتماع اليوم يأتي في سياقٍ عالمي يَمُوج بالأزمات والتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية على كافة الأصعدة، وهو ما يُحتم تَبَنَّي توجه مختلف أكثر عدالةً وأكثر إنصافاً، يراعي التحولات الدولية والاحتياجات التنموية المتزايدة لدول الجنوب، وعلى الأخص القارة الإفريقية، في إطار من تجديد الالتزام الدولي بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعلى رأسها مكافحة الفقر والجوع، وإعادة تصدر أجندة 2030 لأولويات العمل الدولي، مع تحقيق التنسيق والترابط والتكامل بينها وبين أولويات أجندة إفريقيا 2063، والتي تم تدشين خطتها العشرية الثانية في ما يُعرف بعقد تسريع وتيرة التنمية الإفريقية.

ممر التنمية

ولفت “مدبولي”، إلى أن القارة الإفريقية تتمتع بآفاق رَحْبة للتنمية، لكونها تمتلك أكبر معدلات للنمو السكاني في العالم، حيث تجاوز عدد السكان 1.5 مليار نسمة هذا العام، ولذا تعدُ سوقًا ضخمة تُوفر فُرصًا واعدةً للتجارة والاستثمار، لا سيما بعد التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة القارية ودخولها حيز التنفيذ، وهو الإنجاز الضخم الذي تحقق خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي عام 2019، مضيفًا، أن الشعوب الإفريقية كذلك شُعوبٌ شابة، ما يفرض على الحكومات الإفريقية العمل الدؤوب لكي تُوجه جهود هؤلاء الملايين من الشباب في سبيل بناء أوطانهم.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، أن مصر سعت، تحت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، للجنة التوجيهية لوكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية - النيباد، الذراع التنفيذي التنموي للاتحاد الإفريقي، إلى توظيف فترة رئاستها لتسريع وتيرة تنفيذ الأهداف التنموية للاتحاد الإفريقي المتضمنة في أجندة 2063، والعمل مع الأشقاء والشركاء على التغلب على المعوقات الكبيرة التي تُعرقل تنفيذها، وعلى رأسها حشد التمويل للمشروعات الإفريقية الرائدة، مثل سد إنجا، وممر التنمية الرابط بين البحر المتوسط وبحيرة فيكتوريا  VICMED، والطريق البري القاهرة - كيب تاون، فضلًا عن استكمال شبكة الربط الكهربائي بين مختلف أنحاء القارة، وذلك إيمانًا بمحورية مثل هذه المشروعات في دفع جهود التكامل الاقتصادي والاندماج القاري.

مبادرة التنمية العالمية

واعتبر رئيس الوزراء، أن تحقيق الآمال المشروعة للشعوب الإفريقية في النمو والتنمية والازدهار، والتغلب على المعوقات التي تقف أمام ذلك، هو مسؤولية الحكومات والشعوب الإفريقية في المقام الأول بلا جدال، مستدركًا بأن ضخامة كل من الفرص والتحديات التي تواجه القارة وشركاءها الاستراتيجيين، مثل الصين، يفرض على الجميع التفكير خارج الصندوق وتبني مقاربات جديدة لتحقيق المصالح المشتركة.

وفي هذا الصدد، ثمن رئيس مجلس الوزراء المصري، مبادرة التنمية العالمية التي أطلقتها الصين عام 2021، والتي شددت على هدف قيادة الدول النامية لعمليات التنمية الاقتصادية وفقاً لأولوياتها الوطنية، مع فتح الباب على مصراعيه للاستفادة من التجربة الصينية في القضاء على الفقر وتحقيق قفزات عملاقة وسريعة على صعيد التنمية الشاملة والنهضة الاقتصادية، لافتًا إلى أن مصر تتفق مع هذا الطرح، ومضيفًا أن رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة تتكامل مع أولويات "المبادرة العالمية للتنمية"، وكذا "مبادرة الحزام والطريق".

وأكد رئيس الوزراء إشادة مصر بالمبادرات العشر التي أعلن عنها الرئيس "شي جين بينج"، رئيس جمهورية الصين الشعبية، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة صباح اليوم، تجاه تعزيز العلاقات الصينية- الإفريقية في كافة المجالات.

أهداف المنتدى الصيني الإفريقي

وأكد رئيس الوزراء، أن القارة الإفريقية في حاجة إلى شراكة حقيقية مع الصين التي نجحت في تحقيق طفرة صناعية، وهو ما يقع في إطار أهداف المنتدى الصيني الإفريقي، ويتسق كذلك مع مخرجات قمة الاتحاد الإفريقي الاستثنائية للتصنيع التي عقدت في نيامي بالنيجر عام 2022، والتي جددت التزام الاتحاد الإفريقي بتنمية وتعزيز هذا القطاع الهام، كما يتسق مع مبادرات الاتحاد الإفريقي ذات الصلة، وعلى رأسها مبادرة تسريع التنمية الصناعية في إفريقيا  AIDA، مشيرًا إلى ضرورة أن يتضمن ذلك، العمل على رفع قدرات ومهارات العمالة ونقل الخبرات، والاستفادة من الاتفاقيات التجارية المتعددة بين التجمعات الاقتصادية الإفريقية بهدف زيادة معدلات التصدير، فضلاً عن تحفيز القطاع العام والخاص الصيني لتوجيه مزيد من الاستثمارات الصينية إلى الدول الإفريقية لدفع جهود توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، والاستفادة من القدرات الكبيرة التي تمتلكها بلدان القارة، وأيضا من خلال نقل المعرفة وتبادل الخبرات.

وفي هذا الصدد، أشاد رئيس الوزراء بأوجه التعاون المختلفة بين مصر والصين في مجال الصناعة، وعلى رأسها إقامة منطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الصديقين، معتبراً أن منطقة تيدا تعد نموذجاً ومشروعًا بارزًا يوضح العلاقة بين استراتيجية "الحزام والطريق" في الصين واستراتيجية التنمية لمحور قناة السويس في مصر.

وشدد الدكتور مصطفى مدبولي، خلال كلمته، على أن إشكالية ندرة المياه تؤثر على ۲٫٥ مليار نسمة في العالم، وهو ما يتطلب جذب الاستثمارات وتعزيز التعاون مع شركاء التنمية لتطوير قطاع الزراعة بالدول النامية، وتيسير نقل التكنولوجيا وتوطينها، وبناء القدرات وتحسين البنية التحتية في المناطق الريفية، واستحداث أساليب الزراعة ونظم الري المستدامة، وتقليل الفاقد من الإنتاج الزراعي لتحقيق المستوى الآمن من الاكتفاء الذاتي.

تداعيات تغير المناخ

واعتبر رئيس الوزراء أن تنامي تداعيات تغير المناخ يمثل تهديداً وجودياً على المدى الطويل، ويُعمق من تحديات أمن الغذاء ومُتطلبات النهوض بقطاع الزراعة في الدول النامية، بما يقتضي التعامل مع هذا التحدي من منظورٍ تنموي واجتماعي شامل، مشيراً إلى أن هذا هو ما دعت مصر لتحقيقه خلال استضافتها المؤتمر السابع والعشرين للدول الأطراف بالاتفاقية الإطارية لتغير المناخ COP27 والذي أطلق عليه "مؤتمر التنفيذ"، وتضمن اعتماد القرار الخاص بـ "العمل المشترك لتنفيذ العمل المناخي الخاص بالزراعة والأمن الغذائي".

ودعا رئيس الوزراء إلى التركيز في إطار الرؤية المتكاملة التي يتعين أن تتبناها بلدان القارة، على الرابط الهام بين المناخ والسلم والأمن، وتداعيات التدهور المناخي على التنمية ورخاء واستقرار الشعوب وازدهارها، لافتاً في هذا الصدد إلى أهمية دعم الشركاء فنياً ومالياً للمبادرات الإفريقية ذات الصلة، وعلى رأسها مبادرة الاستجابة المناخية من أجل استدامة السلام " CRSP".

يذكر أن منتدى التعاون الصيني الإفريقي، هو أكبر اجتماع دبلوماسي تستضيفه بكين منذ جائحة كوفيد-19، ويحضره أكثر من 50 قائدا إفريقيّا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

 

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية