بعد وفاة شخص وإصابة 16 بالتسمم.. طوارئ في بيرو بسبب حرائق الغابات

بعد وفاة شخص وإصابة 16 بالتسمم.. طوارئ في بيرو بسبب حرائق الغابات

أعلنت السلطات في بيرو حالة الطوارئ بسبب انتشار حرائق الغابات التي أسفرت عن وفاة شخص وإصابة آخرين، بالإضافة إلى 16 حالة تسمم نتيجة استنشاق الدخان، وقامت القوات الجوية بإسقاط 10 آلاف لتر من المياه في محاولة للسيطرة على النيران.

تعرضت المتوفاة وهي امرأة لحروق من الدرجة الثالثة على أجزاء واسعة من جسدها، وذلك وفقًا لتصريح عمدة مدينة إينكاهواسي لوكالة أنباء حكومية، حيث تم إنقاذ الضحية من قبل الجيران والعسكريين، ونُقلت إلى مستشفى محلي، ثم إلى مدينة تشيكلايو، لكنها توفيت متأثرة بجراحها، وفق صحيفة "إنفوباي"، الأرجنتينية.

ومن جانبها، طلبت سلطات إقليم لامبايك من وزارة الدفاع توفير طائرات مخصصة لإخماد الحرائق، حيث تسببت في تدمير أكثر من 250 ألف شجرة صنوبر.

وأكدت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، أن الظروف الجوية حتى يوم الأربعاء 11 سبتمبر مواتية لزيادة انتشار حرائق الغابات، حيث يتوقع أن تكون الحرائق ذات شدة متوسطة إلى عالية في المناطق الجبلية وفي الغابات. 

وحذرت هيئة الأرصاد من استمرار غياب الأمطار، وانخفاض نسبة الرطوبة، وارتفاع درجات الحرارة خلال النهار في مناطق مختلفة مثل هوانوكو ولوريتو ومادري دي ديوس وأوكايالي.

وأوصى المعهد الوطني للدفاع المدني بتجنب إشعال الحرائق بالقرب من الغابات أو الأراضي الزراعية، والتأكد من عدم اشتعال النار مرة أخرى بعد إطفائها، كما أشارت الهيئة إلى توقعات بارتفاع درجات الحرارة نهارًا وانخفاضها ليلاً، مصحوبة برياح وانخفاض في نسبة الرطوبة.

في الأسابيع الأخيرة، أصدرت السلطات تحذيرات متكررة بشأن حرائق الغابات، حيث شهدت مناطق عديدة في بيرو حرائق كبيرة. وقد أفاد المركز الإقليمي لعمليات الطوارئ بأن إقليمي لا ليبرتاد وكاخاماركا كانا من أكثر المناطق المتضررة، حيث فقدت لا ليبرتاد أكثر من 757 هكتارًا، بينما خسرت كاخاماركا حوالي 2600 هكتار من الغطاء الطبيعي والمحاصيل.

وفي إقليم لا ليبرتاد وحده، تم تسجيل 21 حريقًا بين يوليو وسبتمبر، وكانت مقاطعة أوتوزكو من بين الأكثر تضررًا، حيث فقدت 251 هكتارًا من الغطاء النباتي. كما تأثرت مقاطعة بوليفار بخسارة 218 هكتارًا نتيجة حرائق غابات متعددة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية