بينهم 17 ألف حالة خطيرة.. "الصحة العالمية": ربع جرحى غزة يعانون "إصابات مغيّرة للحياة"

بينهم 17 ألف حالة خطيرة.. "الصحة العالمية": ربع جرحى غزة يعانون "إصابات مغيّرة للحياة"

عبّرت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها، اليوم الخميس، عن قلقها العميق إزاء الأعداد الكبيرة من الإصابات "المغيرة للحياة" التي نتجت عن الحرب المستمرة منذ أكثر من 11 شهراً في قطاع غزة. 

وأشارت المنظمة في بيانها، إلى أن ربع المصابين خلال هذا النزاع، الذين يقدر عددهم بـ22,500 شخص على الأقل، سيحتاجون إلى خدمات إعادة تأهيل طويلة الأمد، حيث إن العديد منهم يعاني من إصابات تتطلب بتر الأطراف أو تعقيدات أخرى تتطلب رعاية وتأهيلًا مستمرًا، وفق وكالة فرانس برس.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هذا العدد الهائل من المصابين يشير إلى أعباء هائلة على النظام الصحي في غزة، الذي يعاني بالفعل من تدمير مستمر بسبب القتال. 

وقال ممثل المنظمة في غزة، ريك بيبركورن، إن الوضع الصحي في القطاع في تدهور كبير، مع استمرار تدمير المنشآت الصحية الضرورية لتلبية احتياجات المصابين. 

وأضاف بيبركورن، أن "التحدي الرئيسي الآن هو توفير خدمات إعادة التأهيل في ظل تدمير أجزاء كبيرة من النظام الصحي".

وأشارت منظمة الصحة إلى أن هذه الإصابات تشمل آلاف النساء والأطفال الذين تعرضوا لجروح خطيرة، وغالبًا ما يعانون من إصابات متعددة تزيد من تعقيد الرعاية المطلوبة. 

وتشمل هذه الإصابات إصابات خطيرة في الأطراف، والحبل الشوكي، والدماغ، بالإضافة إلى حالات الحروق الكبيرة. 

وقدرت منظمة الصحة العالمية أن ما بين 13,455 و17,550 شخصًا يعانون من إصابات خطيرة في الأطراف، ما يبرز الحاجة الملحة إلى خدمات إعادة التأهيل.

الوضع الصحي في غزة

أدت الحرب إلى خروج العديد من المستشفيات والمرافق الصحية عن الخدمة، وأشارت منظمة الصحة إلى أن 17 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة تعمل جزئيًا، بينما تعاني خدمات الرعاية الصحية الأولية من تعطيل شديد أو تعليق كامل بسبب انعدام الأمن والاعتداءات المباشرة على المنشآت الصحية وأوامر الإخلاء المتكررة. 

في هذا السياق، يُعد النظام الصحي في غزة غير قادر على تلبية الاحتياجات الكبيرة للمصابين، لا سيما في ظل نقص الإمدادات الطبية والعاملين المتخصصين.

من بين المنشآت التي تضررت بشكل كبير، المركز الوحيد المخصص لترميم الأطراف وإعادة التأهيل، الذي يقع في مجمع ناصر الطبي، وهو مركز تدعمه منظمة الصحة العالمية. 

تم إغلاق هذا المركز في ديسمبر الماضي بسبب نقص المعدات الطبية والعاملين الصحيين المتخصصين، ما زاد من تعقيد تقديم الرعاية للمرضى.

تفاقم الأزمة

بالتوازي مع تدهور الوضع الصحي، ارتفع عدد القتلى بشكل مأساوي، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد القتلى إلى 41,118 شخصًا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر. 

وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 95,125 شخصًا أصيبوا بجروح، كثير منها إصابات خطيرة تحتاج إلى متابعة طبية طويلة الأمد.

مع استمرار النزاع واستمرار تدمير البنية التحتية الصحية، يزداد الضغط على العاملين في القطاع الصحي في غزة، الذين يعانون من النزوح أو انعدام الموارد الكافية لتقديم الخدمات الطبية اللازمة. 

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن جزءًا كبيرًا من العاملين في مجال إعادة التأهيل قد نزحوا أو لم يعودوا قادرين على العمل.

ودعت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لتقديم الدعم الطبي والإنساني لغزة، مع التأكيد على أن النظام الصحي في القطاع بحاجة ماسة إلى دعم فوري لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى المصابين بجروح خطيرة.

الحرب على قطاع غزة

اندلعت الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، حيث قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 41 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 94 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

هدنة مؤقتة

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية