"عدوان متكرر".. خبيرتان أمميتان: إسرائيل تنتهك حرية الصحافة بالضفة الغربية

"عدوان متكرر".. خبيرتان أمميتان: إسرائيل تنتهك حرية الصحافة بالضفة الغربية

خلصت خبيرتان من الأمم المتحدة إلى أن الصحفيين في الضفة الغربية المحتلة تعرضوا لاعتداءات ومضايقات متكررة من جانب القوات الإسرائيلية، بما في ذلك إطلاق الرصاص الحي عليهم وعلى معداتهم الصحفية. 

انتقدت إيرين خان، المقررة الخاصة حول حرية الرأي والتعبير، وفرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية، في بيان مشترك، بشدة هذه الهجمات، معتبرتين أنها تهدف إلى تعطيل التغطية الصحفية المستقلة التي تسلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المحتملة، وفق وكالة "فرانس برس".

وقالت الخبيرتان الأمميتان في بيانهما: "ندين بشدة الهجمات غير القانونية والمضايقات التي تستهدف الصحفيين في الضفة الغربية المحتلة، وهي جزء من محاولات الجيش الإسرائيلي لعرقلة التحقيقات الصحفية المستقلة". 

وذكرتا وقوع 3 حوادث على الأقل خلال شهر سبتمبر في مدينتي جنين وطولكرم، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص الحي على الصحفيين أثناء تغطيتهم لعمليات عسكرية وسقوط ضحايا مدنيين.

وقع أحد هذه الحوادث في الثالث من سبتمبر بالقرب من جنين، حيث شهدت وكالة فرانس برس على إطلاق النار الذي استهدف الصحفيين. 

وأصيب في الحادث أربعة صحفيين على الأقل، رغم أنهم كانوا يرتدون سترات واقية تحمل بوضوح كلمة "صحافة"، ما يُظهر تجاهلاً للقواعد الدولية التي تحمي الصحفيين في مناطق النزاع.

في نهاية أغسطس، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في مناطق طوباس وجنين وطولكرم، بما في ذلك مخيمات اللاجئين، حيث تنشط جماعات مسلحة فلسطينية. 

تضييق متزايد

ورغم المخاطر، يُظهر هذا الاستهداف المتكرر للصحفيين في الضفة الغربية نمطًا من التضييق المتزايد على حرية الصحافة.

وأعربت الخبيرتان عن قلقهما البالغ حيال استهتار الجنود الإسرائيليين بأمن الصحفيين، مشبهتين الوضع في الضفة الغربية بما يحدث في غزة، حيث يُمنع على وسائل الإعلام الأجنبية دخول القطاع، ما يعيق بشدة التغطية الصحفية المستقلة في كلا المنطقتين.

وكشفت الخبيرتان عن حالات متكررة لاعتقال الصحفيين من قبل القوات الإسرائيلية. فمنذ أكتوبر 2023، اعتقلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 29 صحفيًا في الضفة الغربية، ولا يزال العديد منهم قيد الاعتقال الإداري، وهي سياسة تُمكّن السلطات من احتجاز الأفراد لفترات طويلة دون توجيه تهم محددة. 

ولم تقتصر الاعتقالات على الجانب الإسرائيلي، إذ أوقفت السلطة الوطنية الفلسطينية أيضًا ثلاثة صحفيين خلال الفترة نفسها.

وفي إطار عمليات الاعتقال، تم توثيق حالات تعرض فيها الصحفيون لسوء المعاملة، بما في ذلك العنف الجنسي ضد النساء الصحفيات.

انتهاك صارخ لحرية الصحافة

 تُظهر هذه الوقائع انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وحرية الصحافة، وهو ما يزيد من التوتر في الضفة الغربية في ظل تصاعد العنف بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، ورد الجيش الإسرائيلي عليه بعدوان غير مسبوق.

وتفاقم الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين على أيدي القوات والمستوطنين الإسرائيليين إلى 665 شخصًا منذ بداية التصعيد، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. 

وفي المقابل، أفادت السلطات الإسرائيلية بمقتل ما لا يقل عن 24 إسرائيليًا، بينهم أفراد من قوات الأمن، جراء هجمات فلسطينية خلال الفترة نفسها.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية