"وضع إنساني معقد".. ارتفاع عدد ضحايا إعصار "ياغي" في فيتنام لـ233 قتيلاً

ارتفع عدد ضحايا الإعصار "ياغي" الذي اجتاح المناطق الشمالية من فيتنام إلى 233 قتيلًا، بخلاف الإصابات والمفقودين، مما يجعل الوضع الإنساني أكثر تعقيدًا في المناطق المتضررة.

تسبب الإعصار، في دمار واسع النطاق، ولم يقتصر تأثيره على الوفيات فقط، بل خلف أيضًا إصابة أكثر من 800 شخص، في حين لا يزال 103 أشخاص في عداد المفقودين، وفقًا لما أفادت به شبكة (إيه بي سي نيوز) الأمريكية. 

الإعصار "ياغي"، الذي يُعد الأقوى الذي يضرب فيتنام منذ عدة عقود، وصل إلى اليابسة يوم السبت الماضي محملًا برياح عاتية بلغت سرعتها 149 كيلومترًا في الساعة. 

ورغم أن قوته بدأت تتراجع تدريجيًا بعد وصوله، فإن الأمطار الغزيرة التي صاحبته استمرت في الهطول، متسببة في فيضانات خطيرة وانهيارات أرضية واسعة، مما زاد من حجم الكارثة. 

ومن بين أبرز المخاطر التي أسفرت عنها هذه الأمطار الغزيرة كان ارتفاع منسوب المياه في الأنهار، مما هدد بالمزيد من الفيضانات الجارفة في العديد من المناطق الريفية والمأهولة بالسكان.

دمرت الانهيارات الأرضية التي تسبب فيها الإعصار الكثير من البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والجسور، مما زاد من صعوبة وصول فرق الإنقاذ إلى بعض المناطق المعزولة. 

كما تم تدمير مئات المنازل وتشريد آلاف الأسر، بينما لا يزال العديد من السكان محاصرين في مناطقهم بسبب تدمير الطرق وانقطاع وسائل الاتصال.

مساعدات إنسانية عاجلة

في مواجهة هذا الوضع الكارثي، أعلنت عدة دول، من بينها أستراليا، واليابان، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة الأمريكية، عن تعهدات بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى فيتنام. 

تتضمن هذه المساعدات فرق إنقاذ متخصصة، وإمدادات طبية، ومواد غذائية، ومعدات لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة. 

وتأتي هذه الجهود الدولية كجزء من الاستجابة السريعة لتقديم الدعم اللوجستي والإنساني اللازم للفئات المتضررة.

وفي إطار الجهود المحلية، تعمل الحكومة الفيتنامية على تنسيق عمليات الإجلاء والإغاثة عبر نشر فرق الإنقاذ في المناطق المتضررة وتقديم المساعدة للسكان المحاصرين. 

نقص الإمدادات الأساسية

ورغم الجهود المبذولة، يواجه السكان تحديات كبيرة تتعلق بنقص الإمدادات الأساسية كالمياه الصالحة للشرب والغذاء، إلى جانب المخاوف من تفشي الأمراض الناتجة عن تلوث المياه بفعل الفيضانات.

تعد فيتنام من الدول التي تعاني بشكل متكرر من الكوارث الطبيعية، وخاصة الأعاصير والفيضانات، لكن إعصار "ياغي" أتى بشكل مفاجئ وبقوة لم تشهدها البلاد منذ سنوات طويلة. 

ومع استمرار هطول الأمطار وارتفاع منسوب الأنهار، يبدو أن تأثير الإعصار لن يقتصر على الخسائر الحالية، بل قد يتفاقم الوضع في الأيام القادمة.