في ظل أزمة إنسانية متسارعة.. إسرائيل تفرج عن 9 معتقلين من غزة

في ظل أزمة إنسانية متسارعة.. إسرائيل تفرج عن 9 معتقلين من غزة

أفرجت السلطات الإسرائيلية، اليوم السبت، عن 9 معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة، كان قد تم اعتقالهم خلال العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، ويأتي هذا الإفراج في ظل أزمة إنسانية تتسارع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأسفرت عملية الاعتقال التي بدأت منذ بداية العدوان في أكتوبر الماضي عن اعتقال أكثر من 10 آلاف و700 فلسطيني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة، إضافة إلى ذلك، تم اعتقال آلاف آخرين من قطاع غزة، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

ترافقت هذه الاعتقالات مع تصاعد غير مسبوق في عمليات التعذيب والإساءات التي مورست ضد المعتقلين. 

ووثقت المؤسسات المختصة مجموعة من الشهادات التي تكشف عن انتهاكات خطيرة مثل التعذيب الجسدي والنفسي، والتجويع، والإهمال الطبي، والإخفاء القسري، والعزل الجماعي.

شهادات وانتهاكات

تحدث العديد من المعتقلين المفرج عنهم وعائلاتهم عن ظروف قاسية عاشوها أثناء اعتقالهم، بما في ذلك تعرضهم للتعذيب الشديد والإهمال الطبي. 

ووثقت التقارير أيضًا حالات متعددة من الإخفاء القسري، حيث يتم اعتقال الأفراد دون معرفة مكان احتجازهم أو أي معلومات عن حالتهم الصحية.

تتسارع هذه الانتهاكات في ظل أزمة إنسانية متفاقمة في غزة، حيث تعاني المنطقة من نقص حاد في الإمدادات الطبية والإنسانية، في ظل استمرار العدوان. 

إضافة إلى ذلك، يُسجل تزايد ملحوظ في العزلة والتنكيل بالمعتقلين، مما يزيد من تعقيد وضعهم الصحي والنفسي.

قلق دولي

يعكس هذا الوضع تزايد القلق الدولي بشأن الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويدعو منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات وحماية حقوق المعتقلين.

كما يُبرز الوضع الحالي الحاجة الملحة إلى جهود دولية مكثفة لضمان احترام حقوق الإنسان، والتعامل مع الأزمة الإنسانية بشكل فعال، والتأكد من توفير الرعاية الصحية اللازمة للمعتقلين الذين يعانون من الأضرار التي لحقت بهم نتيجة التعذيب والإساءة.

في ظل هذه الظروف الصعبة، تظل الحاجة ماسة إلى تضامن المجتمع الدولي واتخاذ إجراءات ملموسة للحد من الانتهاكات وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في غزة.

الحرب على قطاع غزة

اندلعت الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، حيث قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 41 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 94 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

هدنة مؤقتة

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية