"الماء يوحد العالم".. مؤتمر المياه يختتم أعماله بإطلاق مئات التعهدات

اختتم مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023 أعماله التي استمرت 3 أيام بمشاركة نحو 10 آلاف شخص من مختلف القطاعات، بإطلاق أجندة العمل من أجل المياه التي تضم نحو 700 تعهد حتى الآن.

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، لي جينهوا، إن مؤتمر المياه، الذي شارك فيه حوالي 10 آلاف شخص على مدى 3 أيام، يمثل نقطة تحول حقيقية ولدت زخما جديدا للعمل في مجال المياه، وأضاف أن المؤتمر، الذي اُفتتح، الأربعاء، في الثاني والعشرين من مارس، أكد عن حق أن الماء يوحد العالم.

وفي مؤتمر صحفي عقده أمس الجمعة، في آخر أيام المؤتمر، أشار "جينهوا" إلى أن آلاف المندوبين، ومنهم مسؤولون حكوميون وممثلون عن المجتمع المدني والشباب والعلماء والقطاع الخاص، شاركوا في أكثر من 200 فعالية تناولت جوهر قضية المياه.

وأضاف: "يمكن أن تكون المياه دافعا للمساواة وحلا لأزمة المناخ وميسرا للسلام، وأكثر من ذلك بكثير".

وتابع: "للمؤتمر نتيجتان رئيسيتان: أجندة العمل من أجل المياه، والوثيقة التلخيصية التي سيقدمها رئيس الجمعية العامة حول الأفكار والتوصيات والحلول التي طُرحت في المؤتمر".

وكانت أجندة العمل من أجل المياه هي مجموعة من التعهدات الجديدة والطموحة والمبادرات والإجراءات، من الحكومات ومنظومة الأمم المتحدة والأطراف الرئيسية.

وقال مسؤول الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، إن أجندة العمل توسعت بشكل كبير منذ افتتاح المؤتمر، إذ أصبحت تشمل الآن نحو 700 تعهد، ولفت المسؤول الأممي الانتباه إلى أن هذه هي البداية فقط، إذ إن منصة أجندة العمل على الإنترنت ستبقى مفتوحة لتلقي مزيد من التعهدات حتى الأول من مايو.

وقال إن عددا من المبادرات المعلنة في إطار الأجندة حشدت الملايين وأحيانا مليارات الدولارات للعمل في مجال المياه.

وتغطي هذه التعهدات طائفة واسعة من مجالات العمل، من بناء القدرات، وأنظمة المعلومات والمراقبة إلى تحسين مرونة البنية الأساسية، وتتعلق نحو 25% منها بالتنوع البيولوجي، ويسعى نصف التعهدات إلى المساهمة في العمل المناخي.

وأشار لي إلى الرغبة القوية من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة لتعيين مبعوث خاص للمياه، وأعرب عن ثقته في أن الأمين العام سينظر في الأمر بشكل جدي.

وأكد أن قضية المياه لا تنحصر في الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة الداعي إلى ضمان إتاحة المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع، مشيرا إلى أن الماء يتداخل مع جميع الأهداف الأخرى.

وأعرب عن أمله في أن تتدفق الطاقة القوية التي اتسم بها مؤتمر المياه، إلى قمة أهداف التنمية المستدامة المقررة في سبتمبر، عندما يجتمع قادة العالم للنهوض بالعمل الضروري لتحقيق التنمية المستدامة وضمان المستقبل المستدام للجميع على كوكب مُعافى.

ومن جانبه، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي -في إشارة إلى أن المؤتمر هو الأول من نوعه منذ المؤتمر الذي عقد في الأرجنتين عام 1977- إن "الأمر استغرق جيلين للتوقف عن إهمال أغلى الموارد.. لكن المهم الآن هو أننا هنا في نيويورك في هذه اللحظة المهمة للمياه ولكوكبنا وللبشر".

وأشاد كوروشي بما شهده مؤتمر المياه 2023 من عزيمة وطموح وتضامن، وقال إن نتيجة المؤتمر المتمثلة في أجندة العمل من أجل المياه ليست وثيقة ملزمة قانونيا، ولكنها لحظة فارقة في التاريخ.

وأشار رئيس الجمعية العامة، إلى أن المشاركين في المؤتمر تعهدوا بتقديم 300 مليار دولار في إطار أجندة العمل.