الانتقام لن يحقق لنا السلام

ماعوز وماجن إينون.. إسرائيليان قُتل والداهما في هجوم 7 أكتوبر يدعوان إلى إنهاء الحرب الانتقامية

ماعوز وماجن إينون.. إسرائيليان قُتل والداهما في هجوم 7 أكتوبر يدعوان إلى إنهاء الحرب الانتقامية

نقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، عن الإسرائيليَين، ماعوز وماجن إينون، قولهما: في مثل هذا اليوم قبل ستة أشهر، في 7 أكتوبر، قُتل والدنا، وفي لحظة، تغيرت حياتنا بطرق عديدة، بدأنا الآن فقط في إدراكها.

“كان والدانا، بيلها وياكوفي إينون، محبين وداعمين لخمسة أشقاء، كانا يرعيان الأجداد ويشركانهم في حياة أحفادهم الأحد عشر، وكانا من الركائز النشطة لمجتمعهما، الذي يتكون من الألف شخص تقريبا يعيشون على الحدود الشمالية لقطاع غزة”.

يتذكر "ماعوز" و"ماجن"" فقدنا الاتصال بهما في وقت مبكر من صباح يوم 7 أكتوبر، وبحلول الساعة 7.30 صباحًا، كان جروب العائلة على تطبيق "الواتساب" مليئًا برسائل يشرحان فيها كيف انطلقت صفارات الإنذار من حولهما، وأنهما بعد سماع إطلاق النار، كانا ينتقلان إلى غرفتهما الآمنة كإجراء احترازي، ولم نسمع منهما شيئا مرة أخرى.

لم نعرف ما حدث إلا في وقت لاحق من ذلك اليوم، عندما تمكنا من الاتصال بأحد جيرانهما، الذي أخبرنا أن منزلهما قد احترق تمامًا، وأنه تم العثور على جثتيهما بداخله.

إذا نظرنا إلى الوراء الآن، لا يزال من الصعب وصف المشاعر التي شعرنا بها.. لقد فقدنا والدينا، بالإضافة إلى العديد من أصدقاء طفولتنا.. لكن بعد وفاتهما مباشرة تقريبًا، وفي خضم هذا الكابوس المستمر، قررنا أننا لا نريد الانتقام.

منذ 7 أكتوبر، تعلمنا كعائلة بعض الدروس المهمة جدًا.. كانت المفاجأة الأولى هي حجم التضامن الاستثنائي الذي تلقيناه من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وإسرائيل وفي جميع أنحاء العالم العربي، ومن الأشخاص الذين وقفوا معنا في أصعب أوقاتنا.

سرعان ما تعلمنا أننا لسنا وحدنا، وأننا في رسالتنا المتمثلة في عدم الانتقام، لدينا العديد من الشركاء.. لقد علمنا حمزة عواودة، ناشط السلام الفلسطيني، أنه إذا أردنا أن نصنع مستقبلًا أفضل، فيجب علينا أن نغفر للماضي كما للحاضر.

ومع ذلك، هناك كارثة ذات أبعاد تاريخية تحدث الآن، وهي تحتاج إلى جهود ذات أبعاد تاريخية للعمل على حلها.. إسرائيل محاصرة في حرب انتقامية، ولا نستطيع الخروج منها.. نحن نفتقر إلى القيادة على كلا الجانبين للخروج منه.

يبدو لنا أن العالم لم يتعلم شيئًا منذ 7 أكتوبر، ومن الواضح أنه بعد 6 أشهر من الحرب، فإن أمن إسرائيل وسلامتها لم يتحسنا، في الواقع، الأمر يزداد سوءًا، وفي الوقت نفسه، يتم التضحية بحياة المزيد والمزيد من الأبرياء في غزة.

يجب أن تتوقف الحرب، وأن يتم إطلاق سراح الرهائن والأسرى، والأهم من ذلك أن هذه الحرب يجب أن تكون الحرب الأخيرة.

لا نريد حتى أن نتخيل ما سيحدث إذا سمح لهذا الأمر بالاستمرار لمدة ستة أشهر أخرى، فهناك بالفعل حصيلة لا يمكن تصورها من الضحايا، علينا أن نسأل أنفسنا، ما الذي يجب علينا جميعًا فعله الآن حتى لا نخجل من أنفسنا بعد 20 عامًا؟

ولمساعدتنا في بناء مستقبل مشترك، ولحمل الإسرائيليين والفلسطينيين على العمل معاً من أجل تحويل المنطقة التي قدر لهم أن يتقاسموها، يتعين على العالم أن يرسل إلينا أدوات المصالحة، وليس أدوات التدمير.

وأمام زعماء العالم فرصة جيدة للقيام بذلك في قمة مجموعة السبع في يونيو، حيث تستطيع أغنى وأقوى الديمقراطيات أن تنقل دعمها لمثل هذه المُثُل، وأن تلتزم بأولئك الذين يعملون على تحويل هذه المثل إلى واقع.

وهذا سيساعدنا على بناء بداية مستقبل مذهل، مستقبل يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون مع بعضهم في سلام ومساواة وأمن يستحقه كل منهم.

في الوقت الحالي، الشيء الأكثر أهمية هو خلق الأمل، وهذا الأمل في حد ذاته هو العمل، وينبغي لأولئك الذين نجوا من أحداث 7 أكتوبر أن يحولوها إلى فرصة.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية