«عنصرية وكراهية».. نائبة أمريكية تندد برسم كاريكاتوري يظهرها بجانب جهاز «بايجر»

«عنصرية وكراهية».. نائبة أمريكية تندد برسم كاريكاتوري يظهرها بجانب جهاز «بايجر»
النائبة الأمريكية رشيدة طليب

 

شنت النائبة الأمريكية رشيدة طليب، عضو مجلس النواب عن ولاية ميشيغان، هجومًا على رسم كاريكاتوري نُشر في مجلة "ناشونال ريفيو" المحافظة، والذي يظهرها إلى جانب جهاز نداء "بيجر" ينفجر. 

يأتي هذا الرسم في سياق تفجيرات عنيفة استهدفت أجهزة اتصال يستخدمها حزب الله اللبناني، ما أسفر عن مقتل 37 شخصًا وإصابة نحو 3 آلاف آخرين، وفق وكالة "فرانس برس".

وتأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه المنطقة من تصاعد التوترات والصراعات، بدأ الوضع في التدهور بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أطلق جولة جديدة من الصراع في غزة. 

ردًا على ذلك، شنت إسرائيل عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص وإصابة ما يزيد على 95 آخرين، بالإضافة إلى نزوح آلاف المدنيين.

في هذا السياق، استهدفت التفجيرات الأخيرة أجهزة الاتصال المرتبطة بحزب الله، الذي يعتبر حليفًا لحركة حماس ومرتبطًا بإيران. 

وقد أعلنت السلطات اللبنانية أن التفجيرات كانت نتيجة لتفخيخ تلك الأجهزة قبل دخولها البلاد، مما يُعزز من فرضية أن الوضع الإقليمي بات أكثر تعقيدًا.

عنصرية واضحة

في ظل هذه الأجواء المتوترة، عبرت النائبة الأمريكية عن استنكارها للرسم الكاريكاتوري، مؤكدة أن "مجتمعنا يعاني من الكثير من الألم الآن". 

واعتبرت أن هذا الرسم يعكس العنصرية التي يمكن أن تؤدي إلى تفشي الكراهية والعنف تجاه المجتمعات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة. 

وأضافت أن "من المؤسف أن تستمر وسائل الإعلام في جعل هذه العنصرية أمرًا عاديًا"، مما يعكس القلق المتزايد لدى الكثير من الأمريكيين من أصول عربية وإسلامية.

يتجاوز مجرد الدعابة

الرسم الكاريكاتوري، الذي يظهر طليب وهي تجلس أمام جهاز البيجر الذي ينفجر، يتجاوز مجرد الدعابة أو السخرية؛ إنه يحمل دلالات سياسية عميقة. 

مثل هذه الرسوم يمكن أن تساهم في تأجيج المشاعر السلبية تجاه مجتمعات معينة، مما يزيد من التوترات بين الفئات المختلفة في المجتمع الأمريكي.

تزايد الكراهية

إن تزايد الكراهية والتحريض على العنف في الولايات المتحدة يتزامن مع ارتفاع عدد الهجمات على المجتمعات العربية والإسلامية في البلاد. الدراسات تشير إلى أن الخطاب السياسي والإعلامي يمكن أن يساهم في تعزيز هذه النزعات. 

وبالتالي، فإن هذه الحوادث تؤكد أهمية التفكير النقدي في محتوى الرسوم الكاريكاتورية والرسائل التي تنقلها.

تُعتبر تصريحات طليب بمثابة دعوة للوعي والتفكير حول كيفية تناول وسائل الإعلام للقضايا الحساسة، خاصة في سياقات تتعلق بالنزاعات الدولية، ومن المهم تعزيز الحوار الإيجابي والاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان، خاصة في أوقات الأزمات، لضمان الأمن والسلام في المجتمعات المتنوعة.

من هي رشيدة طليب؟

رشيدة طليب هي سياسية أمريكية وعضوة في مجلس النواب الأمريكي، حيث تمثل ولاية ميشيغان، وُلدت في 24 يوليو 1976 في ديترويت، وهي ابنة لمهاجرين فلسطينيين. 

وتعتبر طليب واحدة من أولى امرأتين مسلمتين تُنتخبان في الكونغرس، حيث تم انتخابها لأول مرة في عام 2018.

تشتهر طليب بمواقفها القوية حول حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعية، والمساواة. تشارك في العديد من القضايا المهمة، بما في ذلك إصلاح نظام الهجرة، الرعاية الصحية، والتغير المناخي. 

تُعتبر طليب أيضًا صوتًا بارزًا في دعم الفلسطينيين وحقوقهم، وتنتقد السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

بجانب عملها السياسي، تحظى طليب بشعبية كبيرة بين بعض الفئات في المجتمع الأمريكي، خاصة بين الناخبين العرب والمسلمين، وتُعتبر مثالاً يحتذى للنساء في السياسة.

 


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية