كريستيانا بارسوني.. شخصية غامضة ارتبط اسمها بتفجيرات لبنان

كريستيانا بارسوني.. شخصية غامضة ارتبط اسمها بتفجيرات لبنان
كريستيانا بارسوني

 

خلال الأيام الأخيرة، تحوّل مبنى من طابقين بلون الكريم، محاط بسياج حديدي أسود ومزين، في العاصمة المجرية بودابست، إلى نقطة جذب للصحفيين والمراسلين بعد اتهام شركة BAC Consulting، التي تتخذ هذا المبنى مقرًا لها، بالتورط في بيع أجهزة "بيجر" متفجرة لحزب الله. 

أثارت هذه الاتهامات ضجة واسعة النطاق، مما دفع الصحافة إلى التركيز على شخصية غامضة تدير الشركة، تدعى كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو، بحسب ما ذكرت شبكة NBC الإخبارية.

وأكدت الشركة، التي تواجه اتهامات مباشرة، في بيان عبر مؤسستها كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو، أنها ليست مسؤولة عن تصنيع الأجهزة وأن دورها كان مجرد وسيط في هذه الصفقة. 

من جهتها، أوضحت الحكومة المجرية أن شركة BAC Consulting كانت تعمل فقط كوسيط تجاري بدون وجود مرافق إنتاجية أو عمليات تصنيع داخل البلاد، مما أثار العديد من التساؤلات حول دور الشركة الحقيقي في هذه القضية المعقدة.

شخصية غامضة

تحولت شخصية كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو إلى محور الجدل بعد تحقيقات صحفية مكثفة، حيث أظهرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تناقضات في شخصيتها وصورتها العامة. 

أحد جيران المبنى الذي يقع فيه مقر الشركة أكد أن المرأة التي تظهر صورتها على منصة "لينكد إن" ليست نفس الشخصية التي يعرفها.

علاوة على ذلك، كشفت التحقيقات أن كريستيانا هي الموظفة الوحيدة في الشركة، مما أثار شكوكًا حول طبيعة هذه الشركة والمهام التي تقوم بها.

من جانب آخر، أظهر موقع Research Gate أن كريستيانا كانت باحثة نشطة في مجال الفيزياء خلال الفترة بين 2006 و2009، قبل أن تتحول إلى دراسة التنمية المستدامة والعلوم السياسية في جامعة لندن وكلية لندن للاقتصاد. 

ومع ذلك، يبدو أن الصورة التي تقدمها على منصات التواصل لا تعكس الواقع، حيث ادعت سابقًا أنها شغلت عضوية مجلس إدارة منظمة "Earth Child Institute"، وهو ما تبين عدم صحته بعد تحقق وكالة "أسوشيتد برس".

شركة غير ناشطة

في محاولة لفهم المزيد عن نشاط الشركة، تحدث مراسلون مع سكان المبنى الذي يضم مقر شركة BAC Consulting. أحد الجيران أشار إلى أن الشركة لم تكن نشطة بشكل ظاهر، ولم يظهر فيها سوى سكرتيرة أحيانًا. 

وفي حين لم يتم العثور على أي أدلة مباشرة على تورط الشركة في تصنيع أو استيراد أجهزة البيجر المتفجرة، تواصل السلطات تحقيقاتها في هذه القضية.

وبحسب السجلات الرسمية، تأسست شركة BAC Consulting في مايو 2022 برأس مال صغير يبلغ 7840 يورو، لكنها حققت أرباحًا ضخمة بلغت أكثر من 725 ألف دولار في عامها الأول، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة أنشطتها. 

علاوة على ذلك، يبدو أن هذا المبنى استخدم من قبل شركات أخرى خلال السنوات السابقة، مما يزيد من الغموض المحيط بالشركة الحالية.

بلغاريا تنفي تورطها

في سياق متصل، فتحت السلطات البلغارية تحقيقًا حول إمكانية تورط شركة أخرى تدعى نورتا غلوبال، بعد تحقيقات أشارت إلى احتمال تورطها في نفس القضية. 

لكن بعد يوم واحد، استبعدت بلغاريا أي تورط مباشر لهذه الشركة في تصنيع أو تصدير أجهزة الاتصال التي انفجرت، وفقًا لوكالة الأمن القومي البلغارية.

مزيد من التساؤلات

مع استمرار التحقيقات وتزايد التكهنات، تظل شركة BAC Consulting وشخصية كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو محط اهتمام واسع، ليس فقط بسبب الاتهامات الحالية، بل أيضًا بسبب الغموض الذي يكتنف أدوارها الحقيقية في عالم الأعمال والأنشطة التجارية الدولية.

ومع غياب ردود واضحة من المتهمين بالمشاركة في توريد تلك الأجهزة حتى الآن، فإن الأمر يتطلب متابعة دقيقة لكشف المزيد من الحقائق عن هذه القضية الشائكة.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية