منتدى "تحالف الحضارات" يشيد بالنموذج المغربي في التعايش بين الثقافات

منتدى "تحالف الحضارات" يشيد بالنموذج المغربي في التعايش بين الثقافات
ممثل تحالف الحضارات ووزير الخارجية المغربي

اختتم المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات أعماله في مدينة فاس المغربية بالتأكيد أن النموذج المغربي حقق نتائج ملموسة من حيث الحاجات الملحة للاحترام المتبادل والأخوة والسلام والتفاهم والتسامح، ومؤكدا أيضا دور إفريقيا كفاعل إيجابي على الساحة الدولية.

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة عن المؤتمر الصحفي الذي عقده الممثل السامي لتحالف الحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس، ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، للحديث عن سير المؤتمر ونتائجه، الثناء على المشاركة الكبيرة رفيعة المستوى التي أثرت الحوار الذي دار بين أروقة المؤتمر.

وتميز المنتدى بالتنوع في المشاركة، فكانت هناك وفود رسمية من الدول والحكومات، والشباب والجمعيات، والصحفيين ووسائل إعلام وأكاديميين، وهو ما أثار الاهتمام على المستويين الدولي والإقليمي، بحسب ما جاء على لسان وزير الخارجية المغربي.

قال موراتينوس للصحفيين: "في سياق جيوسياسي معقد للغاية، تحدثنا هنا في فاس عن السلام والتفاهم والاحترام المتبادل والالتزام بالعيش معاً.. هذا شيء يحتاجه إليه الناس ويرحبون به.. إنهم متعطشون للسلام".
ووصف الممثل السامي الإعلان المعتمد على أنه “خارطة طريق للمجتمع الدولي، بما في ذلك تحالف الحضارات”، مشيرا إلى النموذج المغربي الذي ينبغي أن يكون مصدر إلهام للجميع.

ومن جهته، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن "حضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعطى طابعا خاصا لهذا الاجتماع"، مشيداً بنجاح المنتدى ليس فقط من حيث المشاركة، ولكن أيضا طبيعة الحوارات والمناقشات التي دارت فيه، لافتا إلى أن اللقاء "جاء في وقت يحتاج فيه العالم إلى تأكيد قيمة الحوار والتفاهم والتسامح".

وأضاف: "يحتاج الوضع الدولي اليوم لأن نستمع إلى لغة العقل وإلى لغة الحكمة والتأكيد أن قيم الحوار هي القيم الأساسية وأنه رغم الاختلافات في المصالح والاختلاف في الدين والعرق تبقى هذه البشرية مجموعة كبيرة من العناصر المشتركة".

وتعزيزاً لما قاله موراتينوس عن النموذج المغربي، أوضح بوريطة ما يمثله المغرب وما تمثله مدينة فاس، وأضاف قائلاً: "ما نجح في المغرب يمكن أن ينجح في العالم.. ما استطاعت العبقرية المغربية أن تقوم به على المستوى الوطني من تجانس وتعايش عبر القرون، يمكن أن يكون مصدر إلهام لمناطق أخرى".

وفي مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، قال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، أنطونيو فيتورينو، إن المنظمة الدولية للهجرة موجودة في جميع أنحاء العالم، في 80 دولة، "لكن بلا شك لدينا عمليات مهمة جداً في القارة الإفريقية لحماية ودعم المهاجرين".

وأوضح أن 80% من المهاجرين الأفارقة يتنقلون من دولة إفريقية إلى دولة إفريقية أخرى، "مما يوضح أهمية عمل المنظمة الدولية للهجرة في جميع أنحاء القارة الإفريقية.. ونأمل أن يكون هذا الاجتماع الأول لتحالف الحضارات هنا في إفريقيا لحظة أساسية لتأكيد التزامنا بحماية المهاجرين".

وردا على سؤال حول رأيه بالإعلان الذي اعتمده المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات، قال فيتورينو: "الإعلانات مهمة دائماً من الناحية السياسية، ولكن هذا لا يكفي، نحن بحاجة إلى البناء على الإعلان، ونحن ملتزمون بذلك".

وفي أنشطة أخرى في الجامعة الأورومتوسطية بفاس، اجتمع نحو مئة شاب وشابة من دول مختلفة للحديث عن "المستقبل الذي يريدونه"، وشددوا على أهمية الحوار بين الأجيال والفوائد التي يمكن أن يأتي بها جيل الشباب إلى طاولة المفاوضات في ما يتعلق بمكافحة خطاب الكراهية.

كان من بين المشاركين الشاب اللبناني علي محمود، الذي قال إنه ونظراءه في جمعية تسمى "أديان" يعملون على برنامج لدحض خطاب الكراهية وتأثيره على أفراد المجتمع اللبناني، سواء نفسيا أو جسديا، من خلال ورش عمل وحملات تستهدف كل فئات المجتمع اللبناني.

وشهد منتدى فاس مشاركة نشطة من قبل نحو 42 مشاركا على المستوى الوزاري و90 رئيسا لمنظمات إقليمية، و12 رئيسا سابقا لدولة أو لحكومة، وهذا أمر غير مسبوق في اجتماعات التحالف.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية