عفو عن "عدد كبير" من الموقوفين في إيران على خلفية الاحتجاجات

عفو عن "عدد كبير" من الموقوفين في إيران على خلفية الاحتجاجات

وافق المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، على العفو أو تخفيف العقوبة الصادرة بحق "عدد كبير" من السجناء، بينهم بعض من تمّ توقيفهم على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني، وفق ما أفاد بيان رسمي، الأحد.

وأتى ذلك في يوم أوردت وسائل إعلام محلية توقيف صحفية وإصدار حكم بالسجن بحقّ آخر، على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت في 16 سبتمبر في أعقاب وفاة أميني بعد توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في البلاد، وفق “فرانس برس”.

وجاء في بيان نشره الموقع الإلكتروني للمرشد الأعلى أنه "بعد اقتراح رئيس السلطة القضائية على قائد الثورة الإسلامية الموافقة على العفو وتخفيف العقوبة عن عدد كبير من المتهمين والمحكومين في الأحداث الأخيرة، وكذلك المحكوم عليهم في المحاكم العامة ومحاكم الثورة والقضاء العسكري، وافق الإمام الخامنئي على هذا المقترح".

وأشار إلى أن الخطوة تأتي في إطار إحياء الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس جمهورية إيران أواخر الأسبوع المقبل، ومناسبات دينية.

مقتل المئات

وقتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءا كبيرا منها بمثابة "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" الجمهورية الإسلامية.

ولم يحدد البيان عدد المستفيدين من العفو أو تخفيف العقوبة، لكن وسائل إعلام محلية قدّرته بـ"عشرات الآلاف".

وفي ما يتعلق بالموقوفين على خلفية الاحتجاجات، عدّد البيان الحالات التي يمكن منها تحقيق العفو، وهي "عدم ارتكاب أعمال التجسس لمصلحة الأجانب، وعدم التواصل المباشر مع عناصر أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وعدم ارتكاب القتل والجرح المتعمّد، وعدم ارتكاب الأعمال التخريبيّة وإحراق المرافق الحكوميّة والعسكريّة والعامّة، إضافة إلى عدم وجود مشتكٍ أو مدّعٍ خاصّ".

توقيف صحفيين

من جهته، أوضح موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية، أن الموقوفين على خلفية الاحتجاجات لن يتم الإفراج عنهم إلا في حال وقّعوا "إعلان ندم وتعهدا خطيا بعدم تكرار جريمة جنائية متعمدة مماثلة".

على صعيد آخر، أوردت صحيفة "شرق" الإصلاحية عبر موقعها الإلكتروني أن الصحفية في صحيفة "هم ميهن" إلناز محمدي "تم توقيفها الأحد في طهران بعد استدعائها"، من دون تفاصيل إضافية.

وإلناز هي شقيقة إلهه محمدي، وهي أيضا صحافية في "هم مهين"، أوقفت في أيلول/سبتمبر بعدما قامت بتغطية مراسم تشييع أميني في مسقطها مدينة سقز في محافظة كردستان بغرب إيران، والتي شهدت تحركات احتجاجية كبيرة.

ووجّه القضاء إلى إلهه محمدي -مثلها مثل المصوّرة في "شرق" نيلوفر حامدي التي زارت المستشفى حيث كانت ترقد أميني في غيبوبة بعد توقيفها- تهمة "الدعاية" ضد الجمهورية الإسلامية و"التآمر للعمل ضد الأمن القومي".

حبس الصحفيين

من جهة أخرى، أصدر القضاء عقوبة بالسجن سنة واحد بحقّ الصحفي حسين يزدي الموقوف في أصفهان منذ مطلع ديسمبر، وفق "شرق".

ولم تحدد الصحيفة التهم التي حوكم بموجبها يزدي، مشيرة إلى أنه كان يتولى إدارة موقع "مبين 24" الإخباري.

وكانت جمعية الصحفيين في طهران أفادت في يناير، بأن 30 صحفيا لا يزالون موقوفين على خلفية الاحتجاجات، مشيرة إلى أن "نحو 70 صحفيا" أوقفوا منذ بدئها، لكن عددا منهم "أفرج عنه بكفالة" في وقت لاحق.

وفي أواخر أكتوبر، نشرت وسائل إعلام محلية رسالة وقّعها أكثر من 300 صحفي ومصوّر صحفي ينتقدون فيها السلطات بسبب "توقيف زملائنا وحرمانهم من حقوقهم بعد توقيفهم".


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية