أسوشيتدبرس: الأمريكيون يحملون "تغير المناخ" مسؤولية الطقس المتطرف هذا الصيف

أسوشيتدبرس: الأمريكيون يحملون "تغير المناخ" مسؤولية الطقس المتطرف هذا الصيف

كشف استطلاع حديث للرأي أجرته وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية ومركز "نورك" لأبحاث الشؤون العامة، أن أغلب الشعب الأمريكي أرجع أحداث الطقس المتطرف الذي اجتاح أجزاءً شاسعة من الولايات المتحدة ومن دول أخرى هذا الصيف إلى تداعيات تغير المناخ.

وأفاد الاستطلاع الذي بثته الوكالة عبر موقعها الرسمي اليوم الاثنين بأن هذه الأحداث عززت اعتقاد الأمريكيين بأنهم شعروا شخصيًا بتأثير تغير المناخ، حيث قال 87% إنهم تعرضوا لحدث مناخي شديد واحد على الأقل في السنوات الخمس الماضية -بما في ذلك الجفاف أو الحرارة الشديدة أو العواصف الشديدة أو حرائق الغابات أو الفيضانات- مقارنة بـ79% الذين قالوا ذلك قبل بضعة أشهر فقط في إبريل الماضي، واعتقد نحو ثلاثة أرباع هؤلاء أن تغير المناخ هو المسؤول جزئيًا على الأقل.

 وفى المجمل، قال 64% من البالغين الأمريكيين إنهم شهدوا مؤخرا طقسا متطرفا، وإنهم يعتقدون أن التغير المناخي كان عاملا مساهما فيه، في ارتفاع على نسبة 54% في إبريل الماضي، وقال نحو 65% إن التغير المناخي سيكون -أو كان له- تأثير كبير على حياتهم.

 وربما كانت الحرارة هذا الصيف عاملا مؤثرا، فقال نحو 74% من الأمريكيين إنهم تأثروا بطقس حار للغاية أو موجات حرارة شديدة في السنوات الخمس الأخيرة، ارتفاعا على نسبة 55% في إبريل.. ومن بين هؤلاء، قال 92% إنهم تعرضوا لهذه التجربة في الأشهر القليلة الماضية.

ووفقا لمنظمة الأرصاد العالمية وخدمة المناخ الأوروبية، فإن هذا الصيف كان الأعلى على الإطلاق الذي يتم تسجيله في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

 وتأثر الملايين من الأمريكيين بأسوأ موسم لحرائق الغابات في تاريخ كندا، والتي أرسلت الدخان الخانق إلى أجزاء من الولايات المتحدة.. وقال نحو 6 من كل 10 أمريكيين إن الضباب أو الدخان الناتج عن حرائق الغابات أثر عليهم بدرجة كبيرة بنسبة 15%، أو بنسبة 48%.

وحول العالم، فإن الحر الشديد أو العواصف والفيضانات وحرائق الغابات قد أثرت على عشرات الملايين من الناس سنويا، وقال علماء إن تغير المناخ قد جعل مثل هذه الأحداث أكثر احتمالا وحدة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية، وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية