فيضانات عارمة بشمال الكونغو الديمقراطية تدمر 425 منزلاً وتشرد المئات

فيضانات عارمة بشمال الكونغو الديمقراطية تدمر 425 منزلاً وتشرد المئات

اجتاحت الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة مدينة "ياكوما" بشمال الكونغو الديمقراطية ما أسفر عن تدمير 425 منزلا وتشريد المئات من السكان.

وذكرت تنسيقية المجتمع المدني في "ياكوما"، والتي تبعد 200 كم عن "جبادوليت" عاصمة مقاطعة "شمال بانجي"، أن الفيضانات اجتاحت 7 أحياء في المدينة، بحسب ما أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط. 

وحذر منسق المجتمع المدني في "ياكوما" جان وولو وولو، من أن الفيضانات والأمطار تسببت في خسائر مادية كبيرة، كما أنها تركت سكان الأحياء المنكوبة في العراء بلا مأوي، وفقا لما نقلت وسائل إعلام محلية اليوم.

وأكد أنه على الرغم من هذه الكارثة لم تحرك السلطات ساكنا حتى الآن؛ ما يدع المواطنين المنكوبين يواجهون مصيرا مجهولا، مناشدا الحكومة المركزية ووكالات الأمم المتحدة إلى تقديم مساعدة عاجلة لضحايا هذه الكارثة.

يذكر أن مياه الأنهار التي تمر بالقرب من مدينة ياكوما غمرت العديد من مناطق المدينة، منذ شهر أغسطس الماضي، دون تحرك من السلطات المحلية أو المركزية.

وكانت الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح قوية قد تسببت، الأسبوع الماضي، في تشريد أكثر من 500 شخص في مدينة "دونجو"، الواقعة عند ملتقى نهري "دونجو" و"كيبالي"، بإقليم كيفو الجنوبي الواقع شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقالت "اللجنة الأبرشية للعدالة والسلام" في دونجو، وهي منظمة كاثوليكية تابعة لأبرشية بوكافو بإقليم كيفو الجنوبي، إن الأمطار الغزيرة المتواصلة منذ نحو أسبوع تسببت في فيضان نهر "كيبالي" الذي أغرق منازل أكثر من 500 شخص وتسبب في تشريدهم.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية