ملك الأردن يؤكد ضرورة تحرك المجتمع الدولي للحد من تفاقم الأزمة في غزة

ملك الأردن يؤكد ضرورة تحرك المجتمع الدولي للحد من تفاقم الأزمة في غزة

أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ضرورة تحرك المجتمع الدولي للحد من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في غزة، داعيا لمضاعفة المساعدات الإنسانية إلى غزة وضمان إيصالها واستدامتها

جاء ذلك خلال استقبال الملك عبدالله الثاني في قصر الحسينية، اليوم الثلاثاء، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور، بحضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ومدير مكتب الملك، الدكتور جعفر حسان، ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان، وفق وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

وشدد الملك عبدالله الثاني على أهمية الدعم الدولي لدور الأردن الإنساني، والعمل على تكثيف الجهود من أجل إدخال المساعدات البرية من خلال المملكة، كنقطة انطلاق للدعم الإنساني.

وأشار إلى ضرورة فتح المعابر البرية والتوسع في عمليات الإنزال الجوية لدعم الأهل في غزة، خاصة في شمال القطاع.

كما تم بحث الدور الإنساني لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وحذر الملك بهذا السياق من خطورة وقف الدعم المقدم للوكالة، وتداعياته السلبية على غزة والضفة الغربية والأردن.

وتطرق اللقاء إلى الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة وسبل توسيع التعاون في العديد من القطاعات.

وجرى بحث المشاريع التي تدعمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الأردن، خاصة في قطاع المياه ومشروع الناقل الوطني، إذ ثمن دعم الولايات المتحدة للمشروعات التنموية بالمملكة.

بدورها، أعربت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن تقديرها للجهود الإنسانية التي يبذلها الأردن للتخفيف من الوضع في غزة.

وأشارت إلى أهمية تعزيز فرص التعاون بين الأردن والولايات المتحدة من خلال البناء على الشراكة الاستراتيجية المتينة التي تجمعهما.

عمليات الإنزال الجوي

وقد شارك العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، اليوم الثلاثاء، في عمليات الإنزال الجوي التي نفذتها طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني لتقديم المساعدات الإغاثية والغذائية إلى الأهل في قطاع غزة.

وقال بيان صادر عن القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، إن مشاركة الملك تأتي تأكيداً على استمرار الأردن في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، لإيصال المساعدات بكل الطرق المتاحة لأهالي غزة.

وأقلعت من العاصمة عمان 6 طائرات من نوع C130؛ منها 3 طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، و3 طائرات أخرى (إماراتية ومصرية وفرنسية)، كجزء من عملية المساعدات الإنسانية الهادفة إلى التخفيف عن أهالي القطاع، ضمن جهد دولي بمشاركة دول شقيقة وصديقة.

وتابع العاهل الأردني بشكل مباشر مراحل تجهيز وتحميل الطائرات، قبيل إقلاعها من قاعدة الملك عبدالله الثاني الجوية.

واستهدفت هذه الإنزالات إيصال المساعدات للسكان بشكل مباشر من خلال إسقاطها على ساحل قطاع غزة، في عملية تمت بدون أجهزة توجيه للمظلات، واضطرار الطائرات للتحليق على ارتفاعات منخفضة.

وتحتوي المساعدات التي تم إنزالها على مواد إغاثية وغذائية، ومن ضمنها وجبات جاهزة عالية القيمة الغذائية، للتخفيف من معاناة الأهل في غزة جراء ما يتعرضون له من أوضاع صعبة.

وتم تخصيص إحدى الطائرات، للمستشفى الميداني الأردني الخاص/2 جنوب قطاع غزة، والذي يعاني من نقص حاد في المواد الأساسية، إذ جرى إمداده بالمواد الإغاثية والطبية والمستلزمات الصحية والوقود.

الحرب على قطاع غزة       

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 29 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 69 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم 574 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتسببت الانتهاكات الإسرائيلية والأزمة الإنسانية الحادة في غزة في مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية" لأول مرة منذ تأسيسها.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية