تبادل اتهامات بين إسرائيل والأونروا وواشنطن تكثّف ضغوطها للتوصل لهدنة في غزة

تبادل اتهامات بين إسرائيل والأونروا وواشنطن تكثّف ضغوطها للتوصل لهدنة في غزة

تقاذفت إسرائيل ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الاثنين، الاتهامات بـ"الإرهاب" و"التعذيب"، بينما كثّفت الولايات المتحدة ضغوطها لوقف القتال بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس وإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وبينما واصل الوسطاء في القاهرة جهودهم، الاثنين، للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، تعرضت الأونروا إلى هجوم متجدد من قبل إسرائيل التي اتهمت المنظمة الأممية بتوظيف "أكثر من 450 إرهابيا" ينتمون إلى جماعات من بينها حركة حماس، وفق وكالة فرانس برس.

وتؤدي الأونروا دورا محوريا في عمليات الإغاثة في قطاع غزة حيث تحذّر المنظمات الدولية من خطر المجاعة بعد نحو 5 أشهر من اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وسبق للوكالة أن واجهات اتهامات إسرائيلية بضلوع موظفين في هجوم السابع من أكتوبر، ما دفع العديد من الدول إلى تعليق تمويلها في خضم ظروف إنسانية كارثية في قطاع غزة.

في المقابل، اتهمت الأونروا إسرائيل بـ"تعذيب" عدد من موظفيها الذين اعتقلتهم على خلفية الحرب في غزة.

وأضافت في بيان أرسلته إلى وكالة فرانس برس، الاثنين، أن "عددا من موظفينا أبلغوا فرق الأونروا أنهم أرغموا على الإدلاء باعترافات تحت التعذيب وسوء المعاملة"، وذلك أثناء استجوابهم بشأن هجوم حماس.

وأدى الهجوم في جنوب إسرائيل إلى مقتل نحو 1160 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس بعد الهجوم، وبدأت عمليات قصف وهجمات مكثفة على قطاع غزة أدت إلى مقتل 30534 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

لازاريني يدافع

ودافع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عن عمل منظمته، الاثنين، مؤكدا أن إسرائيل لم تقدّم أي دليل يثبت اتهاماتها.

وحذر لازاريني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن تفكيك الأونروا الذي تطالب به إسرائيل سيؤدي إلى التضحية "بجيل كامل من الأطفال" و"زرع بذور" نزاعات مقبلة.

هذا وأعربت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس عن "قلق بالغ" إزاء الوضع الذي يواجهه المدنيون في غزة، وذلك خلال محادثات أجرتها الاثنين في البيت الأبيض مع بيني غانتس، عضو حكومة الحرب الإسرائيلية والخصم الرئيسي لبنيامين نتانياهو.

اغتصبن "ثم قتلن"

واجتمع وسطاء قطريون ومصريون وأميركيون مع موفدين من حركة حماس في غياب ممثلين عن إسرائيل، في القاهرة لليوم الثاني من المحادثات التي تهدف إلى وقف القتال قبل بدء شهر رمضان في 10 أو 11 مارس.

ووفقاً لتقارير وسائل إعلام إسرائيلية، رفضت الحكومة الإسرائيلية إرسال وفدها إلى القاهرة، قائلة إنهم لم يحصلوا على قائمة بأسماء الرهائن الأحياء لدى حماس.

لكن عضو القيادة السياسية لحماس باسم نعيم قال من القاهرة إن الحركة "لا تعرف من هو حي ومن هو ميت" من الرهائن الذين تحتجزهم، وذلك في تصريح لوكالة فرانس برس.

ومن المقرر أن تستمر المحادثات بشأن التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار، الثلاثاء، حسب ما ذكرت قناة "القاهرة" الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية في وقت متأخر الاثنين.

ويفترض أن تشمل الهدنة إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإدخال مزيد من المساعدات.

وتريد حماس أن تسحب إسرائيل جميع قواتها من غزة، في حين يصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على مواصلة الجيش عمليته لتدمير حماس، بما في ذلك في رفح في أقصى جنوب القطاع التي تؤوي نحو 1,5 مليون فلسطيني معظمهم نازحون.

وقال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان في كلمة ألقاها في بيروت الاثنين في مؤتمر دعم للفلسطينيين "نؤكد للصهاينة ولشريكهم الولايات المتحدة في هذا العدوان، بأن ما عجزوا عن فرضه في الميدان، لن يؤخذ بالسياسة".

وأورد تقرير للأمم المتحدة صدر الاثنين أن ثمة "أسبابًا وجيهة للاعتقاد" أن أعمال عنف جنسي، بينها عمليات اغتصاب، ارتكبت خلال هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، من دون تحديد عددها.

وقال التقرير "في معظم هذه الحوادث، تعرضت النساء الضحايا للاغتصاب أولا ومن بعدها قُتلن، وتتعلق حادثتان على الأقل باغتصاب جثث نساء".

وقبيل نشر التقرير، أعلنت إسرائيل الاثنين استدعاء سفيرها لدى الأمم المتحدة للتشاور على خلفية ما قالت إنه محاولة من المنظمة للتغطية على ارتكاب مقاتلي حماس انتهاكات جنسية أثناء هجوم تشرين الأول/ أكتوبر.

وردًا على ذلك، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن التقرير "تم إنجازه في شكل دقيق وبعناية".

وأضاف "في أي حال من الأحوال، لم يقم الأمين العام بأي خطوة لطمس هذا التقرير".

وكانت نائبة الرئيس قد دعت الأحد إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في قطاع غزة، وانتقدت إسرائيل بسبب شح المساعدات.

وقالت هاريس "على الحكومة الإسرائيلية فعل المزيد لزيادة المساعدات بشكل ملموس. لا توجد أعذار"، مضيفة أن على إسرائيل "أن تفتح نقاط عبور جديدة" و"ألا تفرض قيودا غير ضرورية على إيصال المساعدات".

وأرسلت بلجيكا طائرة عسكرية محمّلة بمساعدات عسكرية لإسقاطها من الجو على قطاع غزة في إطار عملية دولية تشارك فيها الولايات المتحدة وفرنسا والأردن، على ما أعلن مسؤولون بلجيكيون الاثنين.

"نريد أن نأكل"

وجاءت تصريحات هاريس في وقت يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطًا في عام انتخابي بسبب دعمه الثابت لإسرائيل وارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة.

واتهم وزير الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية إيتمار بن غفير في كلمة أمام أعضاء من حزبه "القوة اليهودية"، حركة حماس بأنها "تتعمد تأخير المحادثات".

ودعا إلى إنهاء المفاوضات والانتقال بدلا من ذلك إلى "مرحلة قتالية أكثر قوة".

وأفادت وزارة الصحة في القطاع المدمر الذي تسيطر عليه حماس ويعاني من نقص حاد في الغذاء جراء الحرب المستمرة منذ قرابة 5 أشهر بأن 124 شخصا قتلوا خلال 24 ساعة في القصف الإسرائيلي.

على الأرض في قطاع غزة، تتواصل الحرب بلا هوادة. وأفاد شهود عيان عن وقوع معارك عنيفة في حي الزيتون بمدينة غزة ومدينة خان يونس الجنوبية.

وعاد سكان خان يونس إلى أحيائهم ليجدوا جثثا متحللة ملقاة في الشوارع حيث دمرت المنازل والمتاجر.

وقال نادر أبوشنب وهو يشير إلى الركام "نريد أن نأكل ونعيش. انظروا إلى بيوتنا".

وأثارت حرب غزة أعمال عنف في جميع أنحاء المنطقة، حيث يتواصل إطلاق النار والقصف اليومي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين إسرائيل وحزب الله.

"هنود جرحى"

وأفاد إسرائيليون، الاثنين، بمقتل عامل أجنبي وإصابة أشخاص آخرين بجروح في قصف صاروخي بالقرب من الحدود مع لبنان.

وقالت خدمة الطوارئ التابعة لإسعاف نجمة داوود الحمراء في بيان إن صاروخا مضادا للدبابات أصاب "عمالا أجانب كانوا يعملون في مزرعة" ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة سبعة آخرين على الأقل.

وبحسب البيان فإن جميع الجرحى رجال هنود في الثلاثينيات بدون تقديم مزيد من التفاصيل عن جنسية القتيل.

في الضفة الغربية المحتلة، قُتل فتى فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين في مدينة رام الله على ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، فيما فجّر الجيش في مدينة نابلس منزل فلسطيني متهم بقتل سيدة بريطانية إسرائيلية وابنتيها العام الماضي وقُتل بعد ذلك.

وأعلن حزب الله مساء الاثنين مقتل 3 مسعفين في قصف إسرائيلي طال مركزاً للهيئة الصحية الإسلامية التابعة له في جنوب لبنان، ولاحقا الرد على ذلك بإطلاق صواريخ، على وقع استمرار التصعيد عند الحدود منذ نحو 5 أشهر.

وأفادت وكالة "أمبري" البريطانية للأمن البحري الاثنين بأن هجوماً استهدف سفينة شحن ترفع علم ليبيريا قبالة السواحل اليمنية، مشيرة إلى أنها كانت مدرجة على أنها "تابعة لإسرائيل".

من جهتهم، أعلن الحوثيون أنهم استهدفوا بالصواريخ "سفينة إسرائيلية" في بحر العرب، وذلك ضمن سلسلة العمليات التي ينفّذونها قبالة سواحل اليمن على خلفية الحرب في غزة.

وحذّر مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من اتساع رقعة النزاع إلى البلدان المجاورة، وقال أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف "أنا قلق للغاية من أن أي شرارة من برميل البارود هذا قد تؤدي إلى حريق هائل أوسع، ستكون لذلك تداعيات على كل دولة من دول الشرق الأوسط وأخرى كثيرة خارجه".


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية