"المعلمات في ريف السند".. قصص نجاح مراكز "التعلم السريع"

"المعلمات في ريف السند".. قصص نجاح مراكز "التعلم السريع"

أدت مراكز التعلم السريع (ALCs) إلى رفع مستوى الفتيات غير الملتحقات بالمدارس في المناطق الريفية في السِند، باكستان، لما كان له من تأثير إيجابي كبير على حياة النساء في المجتمعات التي تم فيها افتتاح (ALCs)، من خلال منحهن فرص عمل مهمة، كميسري التعلم، وبناء قدراتهم التعليمية وتعزيز مهاراتهم التربوية.

وتحتفل منظمة "أنقذوا الأطفال" باليوم العالمي للمرأة 2022، تحت شعار "المساواة بين الجنسين اليوم من أجل غد مستدام" من خلال التفكير في قصص نجاح بعض النساء اللاتي تأثرن بمشروع التعلم السريع للفتيات (ALG).

وتعد من الأمثلة النموذجية قصة سندس ميمون، من "شيكاربور" في "وزير أباد"، التي بدأت حياتها المهنية في مجال التعليم كميسرة تعلم في أحد مراكز ALCs التي افتتحها، "أنقذوا الأطفال" ومنتدى الحقوق القانونية، وأكملت بنجاح الدورات التدريبية A و B و C التي يقدمها برنامج التعلم السريع.

وعززت التدريبات مهاراتها المهنية بشكل كبير بالإضافة إلى خبرتها في منهجيات التدريس، بما في ذلك منهجيات التدريس عبر الإنترنت التي أصبحت ضرورية بشكل متزايد في عالم اليوم.

ومن خلال عملها كميسرة تعلم، عملت سندس بوظيفة شاغرة للتدريس في المدرسة الابتدائية، حيث زودتها التدريبات التي أكملتها بالمعرفة والخبرة التي مكنتها من الأداء الجيد بشكل استثنائي في الاختبار الكتابي الذي أجراه معهد سكور لإدارة الأعمال (SIBA) في سبتمبر 2021.

ونجحت سندس مع خمسة من ميسري التعلم الآخرين في إطار البرنامج.

وقصة أخرى ملهمة هي قصة "صدف"، من "وزير أباد"، والتي انضمت إلى مشروع ALG كميسرة تعلم للمستوى الابتدائي في عام 2019، بعد حصولها على درجة البكالوريوس في الطب من كلية الدرجات العلمية في شيكاربور.

وبعد انتهاء المشروع في يونيو 2021، بدأت "صدف" في إعطاء دروس خاصة للفتيات في مجتمعها لتمكينهن من مواصلة تعليمهن، حيث بدأت بتعليم مجموعة من 20 فتاة على دفعات من 5 طالبة لمدة ساعتين كل يوم.

وقررت إعطاء هذه الدروس للفتيات مجانًا، كطريقة لرد الجميل لمجتمعها، قالت: "لم أرد أن آخذ المال من الفتيات لأن فرصهن قليلة للغاية وأردت التأكد من حصولهن على فرصة عادلة للعمل من أجل حياة أفضل".

وترمز قصة "صدف" إلى قوة التدخلات التعليمية في المجتمعات المهمشة، حيث خلق مشروع ALG فرصًا تعليمية مستدامة من خلال بناء قدرات ومهارات النساء كمعلمات موثوق به، حيث نفذ هذا البرنامج النموذجي، لتوفير نموذج تعليمي غير رسمي بديل للفتيات خارج المدرسة في شيكاربور، السند.

ركز المشروع أيضًا على تعبئة المجتمع ومشاركته للتغلب على العوائق التي تحول دون تعليم الفتيات، كما لبّى المشروع مخاوف السلامة والحماية المتقاطعة للأسر التي كانت ستتردد في إرسال بناتها إلى المدارس التي كانت بعيدة عن منازلها.

وتقدمت "صدف" للحصول على درجة الماجستير في جامعة شاه عبداللطيف في خيربور، وهي متحمسة لمواصلة تعليمها الرسمي.

جدير بالذكر أن مشروع ALG عمل أيضًا على سد الفجوة في توافر الفرص التعليمية للفتيات في المجتمعات الريفية في السند بطرق أخرى مهمة، وقد اعتمدت حكومة السند الآن 150 مركزًا تعليميًا غير رسمي تم إنشاؤها في إطار المشروع وتهتم بالتعليم الابتدائي والثانوي لـ580 فتاة. 

ويرمز هذا إلى تأثير آخر طويل الأمد ومستدام للمشروع من حيث إنشاء وتوفير الفرص التعليمية للفتيات في المناطق التي كانت تفتقر إليها في السابق. 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية