لانا نسيبة.. المندوبة الدائمة لقضايا الإنسان

لانا نسيبة.. المندوبة الدائمة لقضايا الإنسان

قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة تسمية يوم 25 أبريل باليوم الدولي للمندوبين، وذلك لزيادة الوعي بالدور الذي يقوم به ممثلو ومندوبو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

 

وتعترف الجمعية العامة للأمم المتحدة بأهمية الدور الذي يضطلع به مندوبو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في تنفيذ الأهداف الرئيسية للأمم المتحدة، ولا سيما في صون السلام والأمن الدوليين واستخدام الأداة الدولية في ترقية الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها.

 

اليوم الدولي للمندوبين يتم الاحتفال به بالتزامن مع تاريخ اليوم الأول لمؤتمر سان فرانسيسكو، أو مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمنظمة الدولية، الذي عقد في أبريل 1945، بمشاركة 50 دولة للمرة الأولى في سان فرانسيسكو والذي استهدف تأسيس منظمة تعيد السلام العالمي وتضع قواعد للنظام العالمي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وشارك في هذا المؤتمر الذي استمر مدة شهرين، 850 مندوبًا يمثلون 80% من سكان العالم، من كل عرق ودين وقارة.

 

ويمثل مندوبو الأمم المتحدة الحلقة الأهم في عصب تلك المنظمة، فهم يتفاوضون على الاتفاقات وينسقون مع بلدانهم، ويشكل بعضها تحالفات، والبعض الآخر يكافح من أجل التنازلات، ويمثل المندوبون بلدانهم في اجتماعات الأمم المتحدة ما لم يكن هناك سياسي ذو رتبة أعلى، ويتحدث المندوبون ويصوتون نيابة عن بلادهم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي منتديات أخرى مثل مجلس الأمن.

 

 

ومع حلول هذا اليوم أسهم المندوبون العرب في السنوات الأخيرة في طرح قضايا المنطقة على هيئات ووكالات الأمم المتحدة المختلفة وعلى رأسهم لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة السابقة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى المنظمة والتي أنهت فترة عملها قبل أيام.

 

 ففي 2013 تسلّم بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة آنذاك، أوراق اعتماد السفيرة لانا زكي نسيبة لتتولى منصب مندوبة دولة الإمارات العربية الدائمة لدى الأمم المتحدة، في وقت كان فارقاً في أوضاع المنطقة التي كانت تعاني أزمات مختلفة بين دول تعاني من "ربيع عربي" تغير مساره وملامحه، ودول أخرى كانت تواجه خطر تصاعد القوى المتطرفة والظلامية.

 

 

لانا نسيبة أول سفيرة تُعين لدولة الإمارات لدى المقر الرئيس للأمم المتحدة في نيويورك، في خطوة أشارت وقتها إلى الدور المتزايد الذي تلعبه المرأة في المجتمع الإماراتي وهو ما بات واضحاً الآن في 2024 إذ تكشف كل الإحصائيات عن تطور كبير في دور المرأة في مجتمع الإمارات.

 

 

قبل توليها هذا المنصب، كانت لانا قد شغلت عدداً من المناصب في وزارة الخارجية الإماراتية، منها: مديرة إدارة تخطيط السياسات في الوزارة، وعضوية فريق العمل الوزاري الإماراتي البريطاني، ولجنة وزارة الخارجية الخاصة بالشأن السوري.

 

إلى جانب ذلك شغلت أيضاً منصب رئيس فريق العمل الإماراتي الخاص بالوكالة الدولية للطاقة المتجددة إيرينا، حيث أسهمت في الجهود الدبلوماسية الدولية لدولة الإمارات في سعيها للفوز باستضافة المقر الرئيس للوكالة.

 

وفي فترة وجودها في الأمم المتحدة شغلت العديد من المناصب الأممية، منها منصب رئيس مشارك للمفاوضات الحكومية الدولية بشأن إصلاح المجلس من عام 2017 إلى عام 2019، ومنصب رئيس المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ونائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

 

وشغلت أيضاً منصب رئيس مشارك لفريق العمل المخصص المعني بتنشيط أعمال الجمعية العامة خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2016 و2017، وأصرّت من خلال رئاستها المشتركة على القيام بتغيير إجرائي في آلية اختيار الأمين العام المقبل للأمم المتحدة، وتولت رئاسة فريق أصدقاء مستقبل الأمم المتحدة مع المملكة المتحدة منذ عام 2015.

 

وفي مختلف الأزمات الإقليمية والعالمية كانت لانا نسيبة حاضرة لتعبر عن موقف بلادها في قاعات الأمم المتحدة، من الحرب الروسية-الأوكرانية إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والأزمات التي سبقتهما في مختلف مناطق الصراع في العالم.

 

وفي فترة وجودها في مجلس الأمن أسهمت في صدور العديد من القرارات الفارقة والحاسمة، منها القرار رقم 2720 الذي وضع الأساس لإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة، من أجل زيادة وتيسير تدفق المساعدات الإنسانية التي تشتد حاجة الفلسطينيين إليها في قطاع غزة والقرار رقم 2681 الذي أدان منع طالبان النساء والفتيات الأفغانيات من العمل لدى الأمم المتحدة في أفغانستان.

 

 

كما أسهمت أيضاً في صدور القرار رقم 2686 الذي أقر للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية والعنصرية، والتمييز بين الجنسين، والمعلومات المضللة، تسهم في اندلاع الصراعات وتفاقمها وتكرارها.

 

 

وفي رسالتها بعد نهاية مهمتها في الأمم المتحدة قالت لانا: "إن النظام الدولي القائم على سيادة القانون والاحترام المتبادل لبعضنا بعضاً هو السبيل للحفاظ على أمننا جميعاً ولتمكيننا من تحقيق الازدهار".

 

وأضافت: "إن الحفاظ على هذا النظام الدولي وجعله منصفاً قد أصبح مسألة بالغة الأهمية أكثر من أي وقت مضى في تاريخنا المعاصر في ظل بروز تحديات عالمية ملحة وتنامي حدة الاستقطاب على المستوى الدولي.. ستواصل البعثة الدائمة لدولة الإمارات مساعيها لتحقيق تلك الغايات من خلال عملنا مع الأمم المتحدة".

 

على مستوى الأكاديمي حصلت لانا على شهادتي الماجستير والبكالوريوس مع مرتبة الشرف في التاريخ من جامعة كامبردج بالمملكة المتحدة، إلى جانب شهادة الماجستير بامتياز في الدِراسات المعنية بمجتمعات المهاجرين الإسرائيليين واليهود من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن عام 2003.

 

مُنحت في عام 2017 جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المُتميز، كما تشغل عضوية مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، وعضوية المجلس الاستشاري لمركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد.


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية