"الجارديان": اختفاء متسلق جبال ومرشده بعد وصولهما إلى قمة إيفرست

وصل دان باترسون، 40 عامًا، وباستنجي شيربا، 23 عامًا، إلى قمة جبل إيفرست قبل الساعة الخامسة صباحًا يوم الثلاثاء، لكن لم يسمع عنهما منذ ذلك الحين، وفقًا لشريك باترسون، بيكس وودهيد.

ونقلت صحيفة "الجاريان" البريطانية، عن الشركة الإرشادية للرحلة، أنها تعتقد أنهما لقيا حتفهما بعد وصولهما إلى القمة يوم الثلاثاء.

وأنشأ شريك "باترسون" صفحة تمويل جماعي عبر الإنترنت لعملية البحث والإنقاذ، وقال إن طائرة هليكوبتر وفرق بحث متخصصة من المرجح أن تكلف حوالي 150 ألف جنيه إسترليني، وبالفعل وصل موقع GoFundMe إلى 118 ألف جنيه إسترليني مساء السبت.

ونشر "وودهيد" على الموقع: "أنا وعائلة دان بحاجة ماسة إلى مساعدتكم.. الوقت هو جوهر الأمر في مثل هذه الحالة، ونحن نقوم بحشد كل الموارد الممكنة لتحديد مكان دان".

وأضاف: "إن إجراء عملية بحث وإنقاذ في جبل إيفرست هو مسعى معقد ومكلف بشكل لا يصدق.. نحن لسنا خبراء في هذا، وليس هناك ضمان للنجاح".

قال مؤسس شركة الإرشاد 8K Expeditions، لاكبا شيربا، التي استخدمها الرجلان، إنهما بحثا عنهما بعد أن وصلا "بطوليًا" إلى قمة إيفرست في الساعة 4.40 صباحًا (11.55 مساءً في المملكة المتحدة).

وأضاف شيربا: "على الرغم من جهود البحث المضنية، نأسف لتأكيد عدم تمكننا من انتشال باترسون وشيربا".

وجاءت أنباء إلغاء عملية الإنقاذ وسط تقارير عن المزيد من الوفيات، حيث  عثر على الكيني جوشوا تشيرويوت كيروي (40 عاما) على عمق 19 مترا فقط تحت القمة، بعد أن اختفى يوم الأربعاء، ولا يزال المرشد البالغ من العمر 44 عاماً الذي كان معه، ويدعى ناوانغ شيربا، مفقوداً، وتوفي المتسلق النيبالي، بينود بابو باستاكوتي، أثناء نزوله يوم الخميس.

وأظهرت لقطات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حشودا من متسلقي الجبال يصطفون لتسلق القمة هذا الأسبوع، وهو ما يقول الخبراء إنه يعرض المتسلقين لخطر متزايد.

وكان يوم الثلاثاء هو اليوم الأكثر ازدحامًا في موسم جبل إيفرست، حيث استغل ما يقدر بنحو 200 متسلق، فرصة الطقس لمحاولة التسلق إلى القمة، وفقًا لما ذكره نجا تينجي شيربا.

وتظهر مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية المنشورة على الإنترنت مئات الأشخاص على "هيلاري ستيب"، وهو وجه صخري شبه عمودي بالقرب من قمة إيفرست على ارتفاع حوالي 8800 متر.

يأتي اختفاء "باترسون" بعد انهيار أرضي للثلوج على الجبل، يُعتقد أن كتلة من الثلج المتصلب المتدلي على حافة الهاوية قد انهارت، ما أدى إلى جر المتسلقين إلى أسفل.

وقال متسلق الجبال الذي وصل إلى قمة إيفرست في عام 1996، آلان هينكس، لقناة سكاي نيوز: "لا يمكنك البقاء على قيد الحياة إلا لبضع ساعات على هذا الارتفاع.. إنها منطقة الموت، بسبب نقص الأكسجين وضغط الهواء ودرجات الحرارة الباردة حقًا".

وأضاف: “لذا فإن البقاء في أحد تلك الطوابير ليس فكرة جيدة، لأنك تموت ببطء في تلك الارتفاعات”.

وكتب مرشد الاتحاد الدولي لجمعيات مرشدي الجبال الذي تسلق جبل إيفرست في وقت سابق من هذا الأسبوع، فيناياك مالا: "بعد صعود القمة، عبرنا ستيب هيلاري، وكانت حركة المرور تسير ببطء وفجأة انهارت كتلة جليدية أمامنا ببضعة أمتار.. كاد أربعة متسلقين أن يموتوا ولكن تم ربطهم بالحبل وتم إنقاذهم".

وتابع: "للأسف، لا يزال اثنان من المتسلقين في عداد المفقودين.. لقد حاولنا العبور ولكن ذلك كان مستحيلاً بسبب حركة المرور على الخط الثابت".