"انسحاب إسرائيلي ووقف دائم للحرب والأسرى".. تعديلات حماس الثلاثة على مقترح بايدن

قدمت حركة حماس ردها على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة، متضمنا "تعديلات" على المقترح وصفتها بأنها جوهرية لتحقيق الأهداف المرجوة من المقترح. جاء هذا بعد تأكيد مصري قطري بأن الرد تم استلامه من قبل الولايات المتحدة، وأن الأطراف الوسيطة تعكف على دراسته.

وكان اجتماع مشترك بين قيادتي حركتي حماس والجهاد قد خلص إلى ورقة التعديلات، وأكد استعداد التنظيمين "للتعاطي بإيجابية مع اتفاق ينهي الحرب على غزة".

من جهته، أكد المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، تلقي واشنطن رد حماس، وقال إنه "من المفيد تلقي رد" من حماس وأن واشنطن تعكف على تقييمه.

ولم يكشف البيان الصادر عن الوسيطين المصري والقطري فحوى رد حماس الذي قدمته مساء الثلاثاء، لكن مسؤولاً طلب عدم كشف هويته قال إن "حماس اقترحت جدولا زمنيا جديدا لوقف دائم لإطلاق النار مع إسرائيل، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، بما في ذلك رفح" وفقا لوكالة رويترز.

كما نقلت الوكالة عن مسؤول في الحركة طلب عدم نشر اسمه، قوله "لقد أعدنا التأكيد على موقفنا، أعتقد أن الفجوات ليست كبيرة، والكرة الآن في الملعب الإسرائيلي".

إصرار على وقف دائم لإطلاق النار

وقال المتحدث باسم حماس جهاد طه، إن الرد شمل "تعديلات تؤكد وقف إطلاق النار والانسحاب وإعادة الإعمار وتبادل الأسرى"، مشددا على ضرورة الحصول على ضمانات من الجانب الإسرائيلي لتأمين تنفيذ الاتفاق.

ونقل موقع أكسيوس الأمريكي تصريحات للقيادي في حماس أسامة حمدان، قال فيها إن الحركة أكدت موقفها بأن أي اتفاق "يجب أن ينهي الحرب على غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، بالإضافة إلى إعادة الإعمار، والتوصل إلى صفقة جدية بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين".

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول مطلع على المحادثات طلب عدم الكشف عن هويته، أن الرد الفلسطيني "اقترح تعديلا على خطة وقف إطلاق النار، بما في ذلك جداول زمنية ثابتة، ليس فقط لهدنة قصيرة الأمد بل لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة".

ويختلف ذلك عن مقترح بايدن المكون من 3 مراحل، والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في المرحلة الأولى، بينما يقوم المفاوضون بوضع خطة لوقف العمليات القتالية في المرحلة الثانية، وإذا استغرقت تلك المفاوضات أكثر من 6 أسابيع، يتم تمديد الهدنة المؤقتة.

إسرائيل ترفض تعديلات حماس

رد حماس لاقاه تفسير إسرائيلي بأنها رفضت المقترح. حيث نقلت رويترز عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الحركة "غيرت المعايير الأساسية في المقترح (التعديلات)".

كما نقل أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهما إن "حماس رفضت اقتراحا إسرائيلياً بشأن اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار"، دون تحديد الجوانب التي رفضتها حماس.

واعتبر عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق، الثلاثاء، أن ما سماه تحريض الإعلام الإسرائيلي على رد الحركة على مقترح وقف إطلاق النار "مؤشر على محاولات التهرب من استحقاقات الاتفاق".

وأضاف الرشق في بيان، أن رد الحركة والفصائل الفلسطينية على المقترح "يتسم بالمسؤولية والجدية والإيجابية، كما ينسجم مع مطالب الشعب الفلسطيني، والمقاومة، ويفتح الطريق واسعاً للتوصل لاتفاق".

يذكر أنه بعيد إعلان الولايات المتحدة أن إسرائيل قبلت بالاقتراح (بعد جلسة التصويت في مجلس الأمن)، ورد عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إشارات متناقضة حيال الموضوع، لكنه أكد أن حربه على القطاع لن تتوقف حتى تحقق هدف تدمير حماس.

وتشن إسرائيل هجوما جويا وبريا على غزة منذ أكتوبر الماضي، وتعهدت بتدمير حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بعد أن شن مسلحون من الحركة في السابع من أكتوبر 2023، هجوما أدى إلى مقتل حوالي 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

فيما أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، المستمرة منذ نحو 8 أشهر، إلى مقتل أكثر من 37 ألف شخص في القطاع، أغلبهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الصحية في غزة.