واشنطن بوست: غزة تواجه مستوى كارثياً من انعدام الأمن الغذائي والمجاعة قريبة

واشنطن بوست: غزة تواجه مستوى كارثياً من انعدام الأمن الغذائي والمجاعة قريبة

وسط مستويات جوع كارثية، يواجه سكان غزة وضعًا مأساويًا، ولا تزال هناك عوائق حول إيصال المساعدات بسبب القصف الإسرائيلي الذي خلف دمارا غير مسبوق.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن خطر المجاعة تجدد في قطاع غزة بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية التي تسببت في تعطيل المساعدات، ما ترك أكثر من 500 ألف فلسطيني على حافة المجاعة، وفقا لمجموعة من الخبراء تدعمها الأمم المتحدة.

وفقا لأحدث تحليل للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، يواجه الفلسطينيون في القطاع خطر مجاعة في الأشهر المقبلة، ويستمر خطر طالما استمر الصراع، وتقييد وصول المساعدات الإنسانية، وأشارت إلى أن معظم سكان غزة كانوا يعتمدون بالفعل على المساعدات الدولية قبل بدء الصراع، حيث أدى الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات إلى خسائر فادحة في اقتصاد القطاع.

وبعد 8 أشهر من الحرب، ومع خضوع تدفق المساعدات في كثير من الأحيان للقيود الإسرائيلية أو المخاوف الأمنية، يواجه ما يقرب من نصف مليون من سكان غزة "مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد".

وقالت نائب رئيس السياسة العالمية والمناصرة في منظمة ميرسي كوربس، كيت فيليبس باراسو، إن حقيقة أن جميع سكان غزة وصلوا إلى مستويات الطوارئ من الجوع مع وجود أكثر من 500 ألف شخص على حافة المجاعة ليست مفاجئة لأن هجوم رفح أدى إلى توقف الاستجابة للمساعدات، ما أحبط قدرة المنظمات الإنسانية على تخفيف معاناة أكثر من مليوني شخص.

وأبلغت الأمم المتحدة إسرائيل بأنها قد لا تكون قادرة على الاستمرار في دورها كمزود رئيسي للمساعدات داخل غزة إذا لم يتحسن الوضع الأمني هناك للعاملين في المجال الإنساني.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ستيفان دوجاريك: "كانت العمليات الإنسانية مرارا وتكرارا في مرمى النيران في غزة، ولقد قتل العاملون في المجال الإنساني وتم إطلاق النار عليهم.. بصراحة، أصبحت المخاطر غير محتملة على نحو متزايد".

وأشارت الصحيفة إلى أنه لا تزال هناك عوائق أمام إيصال المساعدات بسبب القتال المستمر والطرق المدمرة وندرة المركبات والوقود لكن إسرائيل ذكرت أنها تسمح لمئات الشاحنات بالدخول إلى جنوب غزة يوميا، لكن عمال الإغاثة يقولون إن الوضع الأمني أعاق جهودهم لتوزيع المساعدات فعليا.

الحرب على قطاع غزة

اندلعت الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، حيث قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 37 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 82 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

هدنة مؤقتة

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.


 


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية