ظهور قرية إسبانية غمرتها المياه منذ 30 عاماً بسبب الجفاف

ظهور قرية إسبانية غمرتها المياه منذ 30 عاماً بسبب الجفاف

التقط المصور الإسباني، برايس كوتو، صورا مذهلة، لقرية أسيريدو الإسبانية، الواقعة بالقرب من الحدود البرتغالية، والتي غمرتها المياه منذ عام 1992، إلا أن موجات الجفاف، ساهمت في ظهور القرية من جديد.

وتم إخلاء القرية، وأُجبر سكانها على إخلاء منازلهم لإفساح المجال أمام بناء خزّان ألتو ليندوسو، ومع نزوح حوالي 250 شخصًا إلى قرى مجاورة، دُفنت أسيريدو تحت جالونات من الماء، بحسب ما ذكرت صحيفة "سي إن إن".

وبسبب موجات الجفاف وقلة الأمطار، عادت القرية للظهور مرة أخرى عام 2022، ما دفع العديد من الأشخاص إلى زيارتها والتجوّل بين معالمها وآثارها.

وقال كوتو: "أدى الاستغلال المفرط من قبل شركة الطاقة الكهرومائية EDP المسؤولة عن بناء الخزان، وقلة تساقط الأمطار إلى إفراغ الخزان"، وقد بلغت سعة خزان ألتو ليندوسو 15% من طاقته بسبب الجفاف، ما كشف عن أنقاض القرية القديمة.

وأشار كوتو إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يمكن فيها رؤية أسيريدو، إذ إنه في عام 2012، انخفض منسوب المياه إلى درجة تسمح برؤية أسقف المنازل، لكن، من الواضح أن الحال الذي وصلت إليه القرية في عام 2022 كان سيئًا جدًا إلى درجة أنها أصبحت مرئية بالكامل.

وقال المصور الإسباني: "كان العديد من الأشخاص يدخلون ويخرجون من منازل القرية، التي بدت وكأنها في حالة جيّدة، وتم العثور على نافورة قديمة لا تزال المياه تتدفق من صنبورها".

وتُعد قرية أسيريدو غير مرئية حاليًا، بحسب ما ذكره كوتو، الذي يمارس التصوير الصحفي منذ عام 2010، لكنه لا يستبعد أن يزورها العديد من الفضوليين بمجرد إعادة اكتشافها مجددًا.

وأوضح الموقع الرسمي لوكالة "ناسا"، أن حالة الجفاف قد تفاقمت في شهر نوفمبر من عام 2021، ما دفع المسؤولين في البرتغال إلى الحدّ من استخدام 5 سدود لتوليد الطاقة الكهرومائية، بعد أن وصلت بعض الخزانات إلى مستويات منخفضة للغاية.

وكشفت وكالة الأرصاد الجوية الحكومية الإسبانية، أن شهر يناير المنصرم أدى إلى استنفاد الخزانات إلى أقل من 45% من طاقتها، حيث شهدت الأندلس في الجنوب وكاتالونيا في الشمال الشرقي أسوأ ظروف الجفاف.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية