تضرّر مستشفيات الفاشر الرئيسية ومنظمة أطباء بلا حدود تصف الوضع بـ«الكارثي»

تضرّر مستشفيات الفاشر الرئيسية ومنظمة أطباء بلا حدود تصف الوضع بـ«الكارثي»

 

كشف تحليل أجرته شبكة "بي بي سي" عن تضرر أكبر مستشفيات مدينة الفاشر في إقليم دارفور وخروج معظمها من الخدمة بسبب القتال المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في حين حذرت مسؤولة من منظمة أطباء بلا حدود من الأوضاع الصحية "المروعة" في الفاشر.

وقالت رئيسة الاستجابة لحالات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان كلير نيكوليت، إن وضع الخدمات الصحية في الفاشر "كارثي" في ظل تضرر المستشفيات الرئيسية في المدينة وعدم وصول المساعدات الإنسانية.

وتبين في التحليل أن ما لا يقل عن 5 مستشفيات رئيسية تضررت خلال الأسابيع الأخيرة.

وكان يوجد في الفاشر 12 مستشفى ومركزا صحيا قبل بداية الحرب بحسب بيانات النقابة الطبية في السودان.

وتشمل المستشفيات الخمسة الكبرى المتضررة مستشفيين للأطفال ومركز علاج الكلى الوحيد في الفاشر.

وتقول نيكوليت إن "المستشفيات في الفاشر حالياً أغلبها غير عاملة أو تعمل بشكل سيئ جداً" مضيفة إنه فضلا عن القصف الذي طال بعض المستشفيات في الفاشر، هناك بعض عمليات النهب للمستشفيات في المدينة.

وأردفت نيكوليت: "الوضع يائس لأنه لا يوجد حل قادم… لا يوجد وصول للمساعدات الإنسانية، الأمر كارثي حقًا على الناس في السودان وفي الفاشر على وجه الخصوص".

وتابعت: "الوضع مروّع.. وضع المرضى مروع، لا يوجد مكان آمن في الفاشر".

وتقاتل القوات المسلحة السودانية قوات الدعم السريع شبه العسكرية، في حرب أهلية مستمرة منذ 14 شهراً. وأسفرت عن مقتل الآلاف وأجبرت الملايين على ترك منازلهم.

والفاشر هي المدينة الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش في إقليم دارفور بغرب البلاد.

وتؤدي الأضرار الأخيرة التي لحقت بالمستشفيات إلى تفاقم ما وصفته العديد من المنظمات الإنسانية والسلطات المحلية بانهيار شبه كامل للقطاع الصحي في الفاشر.

مستشفى الفاشر جنوب

في 9 يونيو، علقت منظمة أطباء بلا حدود ووزارة الصحة جميع أنشطتهما في مستشفى الفاشر جنوب، شمال دارفور، بعد أن "اقتحم جنود قوات الدعم السريع المنشأة وفتحوا النار ونهبوها"، بما في ذلك سرقة سيارة إسعاف تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، وفقا لما أوردته منظمة أطباء بلا حدود في السودان.

وأظهرت صور متداولة، على مواقع التواصل الاجتماعي، المستشفى بعد إخلائه، ومعداته متضررة، وبقع الدماء على أروقة المستشفيات.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن المستشفى هو المستشفى الوحيد في المنطقة "المجهز للتعامل مع أعداد كبيرة من الضحايا".

وأضافت المنظمة أنه "كان مستشفى الإحالة الرئيسي لعلاج جرحى الحرب".

وأوضحت نيكوليت أن "المستشفى الرئيسي في الفاشر هو مستشفى الجنوب الذي تم إغلاقه منذ أسابيع قليلة بعد تعرضه للقصف والنهب".

وأردفت أنه تم نقل المرضى إلى المستشفى السعودي الذي تعرض أيضاً مؤخرًا لأضرار، وتم إغلاق إحدى غرف العمليات الرئيسية في المستشفى السعودي بسبب الأضرار.

المستشفى السعودي

في 21 يونيو، أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن قصف قوات الدعم السريع أصاب صيدلية المستشفى السعودي في الفاشر. وقُتلت صيدلانية أثناء عملها، ولحقت أضرار بمبنى الصيدلية.

تم تداول صور تظهر الأضرار التي لحقت بمستشفى الولادة والأطفال السعودي على الإنترنت.

وتظهر الصور تعرض لوحة الطاقة الشمسية وخزان المياه في المستشفى لبعض الأضرار. كما أن المعالم الظاهرة في صور الأقمار الصناعية مطابقة للصور التي تظهر الأضرار التي لحقت بالمستشفى.

وعلى الرغم من أن المستشفى لا يزال مفتوحًا ويعالج بعض المرضى حتى اليوم، فإنه تعرض لأضرار ولا يعمل إلا بشكل جزئي، وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان إن "المستشفى السعودي أصبح المرفق الصحي الوحيد في المدينة الذي يتمتع بقدرة جراحية. وحاليا، قدرته على إبقاء أبوابه مفتوحة معرضة للخطر".

وكان المستشفى السعودي قد أغلق في السابق بسبب أعمال العنف، لكن أعيد فتحه جزئياً لعلاج الحالات الطارئة.

مستشفى بابكر نهار للأطفال

بعد تداول صور تظهر تضرر مبنى مستشفى بابكر النهار للأطفال، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن غارة جوية يوم 11 مايو أجبرت المستشفى على الإغلاق. وأدت الغارة الجوية التي طالت المستشفى إلى مقتل طفلين كانا يتلقيان العلاج الطبي في المستشفى، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.

كان بابكر النهار أحد مستشفيات الأطفال المتخصصة القليلة التي كانت لا تزال تعمل في الفاشر.

مركز علاج الكلى

وفي 23 يونيو، تم تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر اندلاع حريق في مركز الكلى بالفاشر وتصاعد أعمدة الدخان منه.

تم تحديد موقع اللقطات جغرافيًا في مركز الكلى بالفاشِر. وأظهرت صور القمر الصناعي أيضًا أثار حريق في المركز الطبي.

مستشفى اقرأ

في 25 يونيو، تم تداول صور الأضرار التي لحقت بمستشفى اقرأ عبر الإنترنت.

وتقول نيكوليت: "أسبوعا بعد أسبوع نشهد إغلاق المزيد من المستشفيات".

وأضافت: "هذا وضع مأساوي لأنه في الوقت الحالي لا يستطيع الناس الحصول على الرعاية الصحية المناسبة في مستشفيات الفاشر".

الأزمة السودانية

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدّى النزاع إلى مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من ثمانية ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.

وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية