«تنتهك القانون الدولي».. الأمم المتحدة تدين تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان

«تنتهك القانون الدولي».. الأمم المتحدة تدين تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان

 

في اجتماع عُقد أمام مجلس الأمن، الجمعة، أدان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، التفجيرات التي استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكية التابعة لحزب الله في لبنان، مشددًا على أن القانون الدولي يحظر "تفخيخ" الأجهزة المدنية. 

جاءت تصريحات المفوض الأممي بعد اتهامات لبنان لإسرائيل بتنفيذ الهجمات ووصفها بـ"الإرهاب"، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وأكد تورك أن استهداف المدنيين أو الأفراد المنخرطين في جماعات مسلحة دون معرفة هوياتهم أو أماكن تواجدهم يُعد انتهاكًا للقانون الدولي. 

وأضاف المفوض الأممي أن مثل هذه الهجمات تنتهك مبادئ التمييز، والتناسب، والحيطة في النزاعات المسلحة، مشيرًا إلى أن استهداف آلاف الأشخاص بشكل متزامن يجعل من الصعب الدفاع عن مثل هذه الأعمال وفقًا للقانون الدولي الإنساني.

ووصف تورك استهداف أجهزة الاتصال وتحويلها إلى أسلحة بـ"التطور الخطير" في الحروب، وحث على إجراء تحقيق مستقل، ودقيق، وشفاف حول هذه الهجمات التي خلفت عشرات القتلى والجرحى.

اتهامات لبنان لإسرائيل

شن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، في كلمته خلال الاجتماع، هجومًا حادًا على إسرائيل، ووصفها بـ"الدولة المارقة". 

واتهم بوحبيب إسرائيل بأنها استهدفت آلاف الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية أثناء حياتهم اليومية، واصفًا الهجمات بأنها "إرهابية" و"غير مسبوقة في وحشيتها". 

وأشار وزير الخارجية اللبناني، إلى أن القصف استهدف مناطق مكتظة بالسكان، مما أدى إلى مقتل 37 شخصًا وإصابة 2931 آخرين.

الرد الإسرائيلي

من جانبه، رد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، قائلاً إن بلاده لا تسعى إلى "نزاع أوسع" لكنها بحاجة إلى حماية مواطنيها. 

وبدلاً من إدانة إسرائيل، دعا الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ إجراءات ضد حزب الله، محذرًا من أن استمرار تجاهل أنشطة الحزب سيؤدي إلى معاناة الشعب اللبناني.

ورفض دانون التعليق المباشر على مسؤولية إسرائيل عن تفجير أجهزة الاتصال، لكنه أشار إلى أن بلاده ستقوم بكل ما في وسعها لاستهداف ما وصفه بـ"الإرهابيين".

التصعيد المستمر

يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار التبادل العسكري بين إسرائيل وحزب الله منذ التفجيرات، حيث تكثف تبادل القصف بين الجانبين منذ يوم الخميس. 

ودعت الأمم المتحدة، على لسان المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، جميع الأطراف إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" ووقف التصعيد فورًا.

بدأ التصعيد الأخير بعد انفجار أجهزة اتصال تابعة لحزب الله، يُعتقد أنها كانت تستخدم في العمليات الميدانية، ما تسبب في وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين والمسلحين على حد سواء. 

وتُعد هذه التفجيرات جزءًا من الصراع الطويل بين إسرائيل وحزب الله، الذي يتلقى دعمًا من إيران.

التوترات المتصاعدة تزيد من احتمالية اندلاع صراع أوسع نطاقًا في المنطقة، ما قد يعيد لبنان إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل، ويضع المنطقة أمام مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية