«بمشاعر من الحزن واليأس».. لبنانيون يترقبون الحرب: «لم نعد نتحمّل»

«بمشاعر من الحزن واليأس».. لبنانيون يترقبون الحرب: «لم نعد نتحمّل»

يعيش اللبنانيون أزمة سياسية واقتصادية خانقة، ما يعيد شبح الحرب ليغمر الكثيرين في مشاعر الحزن واليأس، لا سيما مع تصعيد إسرائيل من هجماتها خلال الأيام القليلة الماضية.

يعبّر أنيس ربيز، مالك شركة عقارية يبلغ من العمر 55 عامًا، عن هذا الشعور قائلاً: "كلّ شيء ينهار حولنا، لا نقوى على تحمّل هذه الحرب"، وفقا لوكالة فرانس برس.

يروي ربيز وهو يركن سيارته في الأشرفية، "نفسية الناس متعبة. تكفينا الحرب الاقتصادية والأموال العالقة في المصارف".

أزمة غير مسبوقة

تُعتبر الأزمة الاقتصادية في لبنان غير مسبوقة، حيث تدهورت قيمة العملة اللبنانية بشكل كبير منذ خريف عام 2019، مما أدى إلى فقدان قيمة جميع الودائع بالليرة اللبنانية. 

أسفر انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020 عن مقتل وجرح العشرات، وأغرق اللبنانيين في مشاعر الغضب تجاه الفساد وسوء الإدارة. 

تتفاقم الأوضاع مع انقسام سياسي وشلل مؤسساتي، حيث تعيش البلاد حكومة تصريف أعمال ويعجز البرلمان عن انتخاب رئيس منذ عام 2022.

تسارعت التوترات بين حزب الله وإسرائيل منذ حوالي عام، حيث فتح حزب الله جبهة إسناد للفلسطينيين، وازدادت المواجهات منذ الاثنين الماضي، مما أدى إلى مئات القتلى والجرحى في لبنان نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية، مما نشر الذعر في الشارع اللبناني.

تسود حالة من الترقب في شوارع العاصمة، حيث تراجعت الحركة المرورية بشكل ملحوظ. يشير ربيز إلى أن "الوضع لا يطمئن، لا أفق للمستقبل أو حتى بصيص نور"، في ظل هجرة الآلاف من الشباب الذين يبحثون عن مخرج من الأزمات المتزايدة.

الاستعداد لاندلاع الحرب

تقول عبير خاطر، أم لثلاثة أطفال ومديرة متجر، "أنا جاهزة أساساً في حال اندلاع حرب، أعددت حقيبة تحتوي على أوراق أولادي الثبوتية وجوازات سفر وثياب".

تنتقل عبير وعائلتها من منطقة عين الرمانة القريبة من الضاحية الجنوبية لبيروت إلى بلدة بحمدون، "أخشى سقوط صاروخ عن طريق الخطأ، لا يمكن لأحد أن يعرف ما قد يحصل لنا".

تتابع عبير: "لم يتعافَ أولادي نفسياً بعد من انفجار مرفأ بيروت. وعندما اندلعت حرب عام 2006، لم أكن متزوجة، لكن الآن يتملكني خوف كبير على أطفالي".

عانى لبنان خلال حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل، حيث أسفرت عن مقتل 1200 لبناني، معظمهم مدنيون، بالإضافة إلى دمار هائل.

يختلف اللبنانيون في آرائهم حول "جبهة الإسناد"؛ فبعضهم يرى أن حزب الله يجر البلاد إلى حرب لا يريدها الكثيرون، بينما يدعمه آخرون في مواجهته ضد إسرائيل. لكن القلق بشأن المستقبل يجمع الجميع.

الأمل في النصر

يجلس محمد خليل في ساحة ساسين بالأشرفية، حيث يرفرف العلم اللبناني، ويفكر بكيفية تأمين لقمة عيش عائلته بعد أن نزح مع عائلته من قريته دير أنطار في محافظة النبطية. 

يقول خليل: "منذ نحو ثلاث ساعات، أفكر في كيفية تأمين عمل ومسكن، لدي أطفال يجب أن يذهبوا إلى المدارس، لكنني أصطدم بحائط مسدود"، رغم ذلك، يبدو واثقاً من أن "النصر سيكون حليفنا في النهاية".

في حديثها، تشدد غادة حاطوم في شارع الحمرا على أن "حزب الله ليس الدولة ليأخذ قرار السلم والحرب، بل هو كيان موازٍ للدولة"، تؤكد أن "لا أحد يجهز نفسه للحرب ولا يبني ملجأ".

بينما يعزف فكتور (65 عاماً) على آلة الأكورديون، يتجاوز صخب المدينة، ويقول: "تفصلني الموسيقى عن الواقع." يشعر بالهدوء ويفكر أن "من له عمر لا تقتله الشدة".

تشعر نينا روفايل، وهي معلمة في الخمسين من عمرها، بالقلق من الوضع الراهن، حيث تسأل: "لدي خوف من الغد.. من سيرمّم؟ من سيبني؟ من سيطعم؟ ومن سيعلّم؟ لدي خوف من كل شيء." وتعبّر عن قلقها من أن "ينتهي لبنان بالكامل".

تستمر الأوضاع في لبنان بالتدهور، ويتزايد قلق المواطنين من حرب قد تضاف إلى قائمة الأزمات التي مروا بها، ويبقى الأمل في السلام والتعافي وسط ظروف صعبة وواقع مؤلم.


موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية