محمد عبدالظاهر يكشف لـ "جسور بوست" خبايا الذكاء الاصطناعي والعبور الآمن "حوار"

المتهم الذكي (3-3)

محمد عبدالظاهر يكشف لـ "جسور بوست" خبايا الذكاء الاصطناعي والعبور الآمن "حوار"
الدكتور محمد عبد الظاهر

قبل خمسة قرون، عندما هاجم العثمانيون مصر، رفض سلطان المماليك استخدام البنادق والمدافع بدعوى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاهد بالسيف، وعندما رضخوا للأمر الواقع كان الوقت قد فات.. وهي نهاية منطقية ومستحقة، فالاختراعات وجدت لتحقيق الانتصارات وتيسير حاجات البشر وتحسين حياتهم.

قديماً، كان من المحتمل ألّا يؤدي التطور إلى خسارة آخرين وظائفهم، لكن في عصر الرأسمالية الصناعية أمسى الأمر مختلف، وبمرور الوقت أصبحت نسبة المتضررين- الذين مارسوا أيضاً احتجاجات عنيفة- كانت أقل بكثير من المستفيدين، كعمال الإنتاج والمستهلكين الحاصلين على منتج أرخص، ومع أول أزمة للنظام (وهي أزمة دورية) امتلأت الشوارع بالعاطلين. 

فهل الآلة هي السبب؟

نظرية السكين تحسم الأمر، فالذنب ليس ذنب السكين بل ذنب من قتل، هذا المثال البسيط لا يزال وجيها، من حيث توجيه التكنولوجيا "للخير أو للشر"، فيمكن ببساطة توظيف التكنولوجيا لراحة البشر.

فلسفة يجب فهمها والتوعية بها في ظل تزايد عدد الشركات التي تدرك قيمة نموذج القوى العاملة الهجين الجديد والمتمثل في "الشراكة بين الإنسان والآلة"، في ما يتعلق بمستقبل الإنتاجية، ومع هذا يعتقد كثير من الخبراء أن هذا النموذج سيصبح أكثر شيوعاً وانتشاراً في السنوات المقبلة.

ولذا كل ما يحتاج إليه البشر هو "عبور آمن"، لكن ما شروط هذا العبور وما خطط تنفيذه، وما يستلزمه من قوانين وتشريعات للحماية، وهل لدى الدول العربية بيئة صالحة له كما الغرب أم أن هناك اختلافاً، وهل تفعلها الحكومات وتتولى مسؤولية تطوير الفرد؟

كل هذا وأكثر يجيب عنه أستاذ الإعلام والذكاء الاصطناعي، والرئيس التنفيذي لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف الدكتور محمد عبد الظاهر.

بداية.. حدثنا عن ثورة الجيل الخامس، وكيف يمكن من خلالها إحداث تعاون واندماج بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.. ووظيفة شريحة إيلون ماسك؟

أنا من أنصار الثورة الصناعية الخامسة، وهي حقبة جديدة تأتي بعد الثورة الصناعية الرابعة بعد تضخم وتعاظم دور الذكاء الاصطناعي، العالم يدعو الآن إلى وجود توازن بين القوى البشرية وقوى الذكاء الاصطناعي وهي تأتي مع بداية 2030 ويمكن أن تقلل من سيطرة الذكاء الاصطناعي على البشر أكثر وهو ما يطلق عليه "أنسنة الآلة" بأن نضيف أبعاداً إنسانية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، أبعاداً تعتمد على المنفعة والسيطرة عليها بشراسة.

وظهرت صحافة الذكاء الاصطناعي، وهناك صحافة أخرى تسمى صحافة "الجيل السابع"، وهذه الصحافة تأتي متوافقة مع الثورة الصناعية الخامسة وهو استخدام واستغلال كل تقنيات الثورة الصناعية الخامسة في الإعلام فيتحول عالم الجيل الخامس الآن إلى الجيل السادس ومنه إلى مرحلة الجيل السابع وهي من المراحل المهمة التي يتحول فيها الإعلام من إمبراطوريات ضخمة فيتقوقع ويتحول إلى مجرد أشخاص وإلى مؤسسات أصغر، فيختفي استخدام الكمبيوتر والموبايل والنظارات الميتافيرس الضخمة ويتحول إلى “microchip” الشرائح الذكية وهذا ما تم اختباره منذ يومين عن طريق إيلون ماسك وتمت تجربته على بعض الحيوانات ودخل في الطب والرياضة، تتحول الشريحة الذكية الآن وتتبلور لأن تصبح وسيلة التواصل ويمكن أن يقل حجمها كثيرا حتى أصغر من شريحة الموبايل الآن، ويمكن أن توضع تحت الجلد وهنا يظهر مصطلح "إنترنت الأجسام" “INTERNET OF BODIES”

حيث ننتقل من إنترنت الأشياء وتواصل الإنسان بالإنترنت من خلال الأشياء إلى إنترنت الأجسام وفيها يتواصل البشر عن طريق الشريحة التي تركب في الجسم، وهنا تلعب شبكات الجيل السابع دورا كبيرا في نقل سرعات الإنترنت حيث تزيد مئات وآلاف مقارنة بالسرعات الحالية وتضم كل المناطق على الكرة الأرضية وهو ما أسميه بصحافة الجيل السابع، وكتبت في هذا الموضوع أكثر من بحث وعدة مقالات.

كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف وأثر ذلك على اقتصاد الأفراد والدول؟

منذ عامين تقريبا أقر المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، أن الذكاء الاصطناعي سوف يسهم في خسارة العالم نحو 800 مليون وظيفة من القوى العاملة بحلول 2030 أو في خلال 5 أعوام كما جاء في التقرير، ومؤخرا خلال الشهر الماضي جاء في جولدمان ساكس أن أكثر من 300 مليون وظيفة يحدث لها إحلال نتيجة "أتمتة" أو تحويلها إلى نظام التشغيل الآلي من خلال إحلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لبعض الوظائف وخاصة في ظل تنامي وتضخم دور التقنيات الحديثة مثل “Chat GPT” وغيرها من التقنيات.

لكني أرى أن تنامي دور تقنيات الذكاء الاصطناعي، سواء كانت هذه الوظائف مادية أو غير مادية، سوف تؤثر على سوق العمل بوجه عام، وأراهن على ذلك من خلال أربعة محاور رئيسية.

المحور الأول سوف يكون هناك إحلال لبعض الوظائف العضلية “physical” والتي تعتمد في إتمام الوظائف على الشغل العضلي أكثر منها الذهني أو استخدام الإبداع، ومثال على ذلك كما رأينا أثناء الوباء العالمي "كوفيد" عمالقة البيع بالتجزئة retail”" مثل أمازون وبعض الشركات الكبرى، فقد استعانت بروبوتس "Robots" لنقل البضائع والعمل في المخازن الخاصة بها وتصنيف البضائع وغيرها، ونجد ذلك أيضا في مصانع السيارات الكبرى مثلBMW" "، ومرسيدس، فهي تعتمد على الإنسان الآلي في الوظائف العضلية إحلالا محل البشر، لأنها أكثر دقة وتعمل على مدار الساعة وأقل تكلفة بشكل ملحوظ عن العمالة البشرية، ومثال آخر على ذلك في دبي في الإمارات العربية المتحدة كما نجد في المحلات الكبرى مثل كارفور وغيرها من المراكز التجارية الكبيرة التي تعتمد على الروبوت في توصيل الطلبات إلى الأماكن القريبة فحل ذلك محل وظيفة بشرية.

المحور الثاني، والمعني بتقنيات الذكاء الاصطناعي أو قطاع التكنولوجيا المتقدمة " Advanced technology" سوف يسهم بصورة كبيرة في توليد قطاعات مهنية جديدة، بمهارات أكثر تقدما، وعائد مادي أعلى، مثل قطاع الفضاء وقطاعات الذكاء الاصطناعي، وقطاعات التكنولوجيا المتقدمة، وقطاعات التعليم المتقدم، وقطاعات الأكوان المتوازية “Metaverse” وغيرها من القطاعات التي تعتمد على إيجاد مهارات جديدة وعمالة جديدة وصناع محتوى، ومهندسين، ومبتكرين.

كل هذه المهن سوف تعوض كثيرا من سوق العمل العالمي وتعوض تلك الوظائف التي سيفقدها العالم، بل تخلق قطاعات جديدة واستثمارات جديدة، مثل استثمارات الميتافيرس وقطاعات التكنولوجيا المتقدمة التي تقدر بأكثر من تريليوني دولار، وقطاعات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى لدينا أكثر من 350 ألف تطبيق في صناعة المحتوى، وكل تطبيق لديه شركة كاملة وعمالة بشرية وعقول تبتكر وتحلل وترصد، هذه عماله تعوض أكثر من الـ300 مليون وظيفة التي يُعتقد بأنها ستختفي بحلول 2030، وستكون هناك قطاعات مهنية جديدة ستولد ملايين الوظائف بعائد مادي أكثر ومهارات بشرية أكثر تقدما.

المحور الثالث، وهو خاص بتسهيل بعض الوظائف لبعض القطاعات مثل العمل بمجال الإعلام والميديا، أو في مجال البحث العلمي، عند العمل على بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي، نجدها تجعلها أكثر سهولة وأسرع في الوقت وأكثر إتقانا وأقل جهدا، وعمل إدماج “Engagement” تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل اليومي والوظائف اليومية يزيد العائد ويقلل النفقات ويسهل العمل.

المحور الرابع، وهو إعادة هيكلة للعديد من الوظائف والمهارات البشرية “Restructure”، في المهام اليومية في الوظائف التقليدية بطريقة غير تقليدية، ومثال على ذلك: أنا دكتور جامعي كل محاضراتي تتم من خلال العمل أونلاين (العمل الهجين) لكن مع إتقان تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة أستطيع إدماج تلك التقنيات داخل الميتافيرس، وهو أسلوب جديد داخل المحاضرات وفي التعلم والدراسة، وإعطاء الطلاب العديد من هذه التقنيات لتساعدهم في الاختبارات وفي المهام الطلابية “Assignments” والواجبات اليومية، وهذا يعد إعادة هيكلة الوظائف التقليدية بطريقة غير تقليدية.

والصحفي عندما يعمل على تطبيقات الذكاء الاصطناعي ويقدم محتوى غير تقليدي فهذا يعد إعادة هيكلة لمهاراته البشرية “restructure for the human skills"،وتعزيز المهارات البشرية الديناميكية “Dynamic human skills”، وهذا المصطلح تحدثت عنه لأكثر من ثلاث سنوات سابقة، وهو أن يستطيع العامل البشري أو الحكومات أو المؤسسات أن تتقن المرونة في المهارات وألّا يقف عند طريقة واحدة لإتمام المهام أو الوظائف، ولكن تكون لديه خيارات متعددة، وطرق إبداعية أكثر سواء كان هذا على المستوى الفردي أو على المستوى المؤسسي أو الحكومي.

ودائما ما استشهد بهذا المثال بأنه قديما كانت الأمية تعني الجهل بالقراءة والكتابة، ثم انتقلنا إلى أمية إتقان الحاسب الآلي ثم أمية الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والآن نتحدث عن أمية المهارات، والشخص المتصف بها يطلق عليه (أميٌ مهاراتيٌ)، إذ يجب أن أعزز مهاراتي بمهارات ديناميكية بشرية فقد يكون طبيباً ولديه أمية مهاراتية لأنه لا يستطيع أن يؤدي مهام أو أعمالا خارج مهنة الطب.

فكيف استطاعت تقنيات الذكاء الاصطناعي والثورة الاصطناعية الرابعة أن تعزز مهاراتنا البشرية، وأن تضيف إلينا مهارات ديناميكية نستطيع أن نتحرك بها سواء كان على مستوى الحكومات أو المؤسسات أو الأفراد؟ العديد من المؤسسات التي لا تمتلك المهارات الديناميكية البشرية في اتخاذ القرارات وفي إدارة مؤسساتها، فشلت في مواجهة الأزمات مثل أزمة الوباء العالمي كوفيد أو التطورات التكنولوجية الضخمة.

هل سيكون التأثير في الدول العربية بنفس تأثيره في الدول المتقدمة أو الغرب؟ وما تأثيره في كل دولة على حدة؟

هناك فجوة كبيرة في الاستخدامات وفي الإنتاج وفي تمكين أدوات الذكاء الاصطناعي في الدول العربية، على مستوى هذه الثلاث محاور مقارنة بالدول المتقدمة، والمتسبب في كل هذا هو أولاً: مدى وضع استراتيجيات خاصة بالتكنولوجيا المتقدمة على أجندات مستقبل التخطيط الاستراتيجي للدول العربية، وما زال ترتيب ذلك يأتي في المرتبة الثانية أو الثالثة وحتى العاشرة في بعض الدول وذلك لعدة أسباب.

السبب الأول: بعض الدول العربية ما زال لديها تراجع كبير في "Intelligent Infrastructure” البنية التحتية الذكية، وهي الخاصة بالاتصالات واستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل عام، فهي تؤثر بشكل كبير في تمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي فكل تقنيات الذكاء الاصطناعي لا تعمل إلا بما يُسمى “4G” أو “5G” وبعضنا ما زال يعمل بالـ”3G” مما يصعب إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الإنتاجية الحكومية المختلفة, فعندما نقيس مدى تأثيره على دولة أخرى، يجب أن نقيس مدى استخدام تلك الدولة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فالعالم يتحدث عن إحلال الوظائف وهناك بعض المؤسسات الصحفية والحكومية ليست بها تقنيات ذكية أو رقمية، فكيف تتأثر وهي لا تمتلك تلك التقنيات؟!

ولكن إذا نظرنا بوجه عام في منطقة الشرق الأوسط واستثمارات الذكاء الاصطناعي بها فوفقا لآخر تقرير لـPWC الشهر قبل الماضي أن الفرص في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط تقدر بأكثر من 320 مليار دولار حتى 2030، وتستحوذ المملكة العربية السعودية على المركز الأول باستثمار يقدر بأكثر من 135 مليار دولار أو ما يعادل 12.5% من ناتج الإجمالي المحلي.

والسعودية لديها خطة ضخمة لتطوير البنية التحتية الذكية في المملكة وربطها جميعا بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة والجيل الخامس، بينما تستثمر دول الخليج الأربع؛ البحرين والكويت وعمان وقطر بنحو 46 مليار دولار أو ما يعادل 8.2% من الناتج المحلي الإجمالي لتلك الدول وفقا لتقرير PWC، وعزلنا السعودية والإمارات لأنهما الدولتان اللتان تتصدران المنطقة العربية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقوة في مجال استثمارات الذكاء الاصطناعي، وتعد الإمارات الدولة الثانية بعد السعودية، وسيسهم الذكاء الاصطناعي في الخطط الاستراتيجية المستقبلية حتى 2030 بما يقرب من 13.5% من إجمالي الناتج المحلي أو 96 مليار دولار حتى 2030.

وتأتي مصر في المرتبة الثالثة بعد السعودية والإمارات بأكثر من 42 أو 43 مليار دولار في استثمارات الذكاء الاصطناعي حتى 2030 أو ما يعادل نحو 7.7% من إجمالي الناتج المحلي.

هذه الأرقام خاصة بالدول العربية، وهنا لا أقصد حصد أرقام فقط، ولكن أردت القول إن العبء يقع على الحكومات في جذب الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال، فلو نظرنا إلى هذه الأرقام الضخمة وحصدنا نسبة الاستثمارات الأجنبية لوجدناها أقل من 10%، لأن معظم هذه الاستثمارات تعتمد على الدعم الحكومي وعلى تبني الحكومات لتلك التقنيات ومدى تمكينها للقطاعات المختلفة سواء في قطاع التعليم أو الإعلام أو التقنيات الاقتصادية المختلفة في اعتمادها على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.

ما مدى استيعاب الوطن العربي للذكاء الاصطناعي بنظرك؟

 بوجه عام في المنطقة العربية المُلاحظ أن اعتمادهم على تقنية الذكاء الاصطناعي يتوقف على عوامل؛ الأساسي منها كما أسلفتُ ذكراً هو: الحكومات أو مدى تبني المؤسسات الحكومية أو مجالس الوزراء أو المجالس التشريعية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وكيف تبحث تلك المؤسسات الحكومية عن إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، في الإعلام، في الاقتصاد الرقمي، في الطب، وفي أي مجال، في الطرق التي تتبنى بها المؤسسات الحكومية تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي التي تحدد بالضبط مؤشر هذه التقنيات داخل الدولة.

لو تحدثنا عن دولة مثل الإمارات، فهي دائماً سباقة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لا تنتظر العالم يبدأ من أين ولكنها تبدأ مباشرة، فمثلا الهيئة القومية للموارد البشرية تعد أول منصة للمقابلات عن طريق الذكاء الاصطناعي وتم استخدام تقنية “Chat GPT” في العديد من المؤسسات الحكومية والتي بدأت تصنع مساحات وتقدم خدمات أكثر من ذكية “More intelligent Metaverse” وتمكينها في العديد من القطاعات.

لماذا بدأت تلك المؤسسات في استخدام التقنيات الذكية؟

لأن هناك رؤية واضحة واستراتيجية كبيرة من قبل الدولة لدعم وتمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي والثورة الاصطناعية الرابعة من العمل وتسهيلها داخل القطاعات المختلفة، سواء بدعم الاستثمار فيها، أو بدعم المهارات البشرية فيها، أو بفتح أبواب الاستثمار الأجنبي في تلك القطاعات.. وهذا هو المحور الأول أو المتغير الأساسي في الحكومات.

المتغير الثاني، هو مدى إدراك القطاع الخاص لتقنيات التكنولوجيا المتقدمة، على سبيل المثال هناك العديد من شركات الاتصال ما زالت تعمل بالطرق التقليدية، فهذا يؤثر سلباً على الوضع العام في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع.

هناك العديد من شركات البيع بالتجزئة “Retail” والتي ما زالت تعمل بالطرق التقليدية بعدم دمج للذكاء الاصطناعي فيها لأسباب قد تكون تشريعية أو أسباباً أخرى خاصة بـ“leadership mindset” القيادة أو العقل الذي يقود تلك المؤسسات، لكن حينما تتبنى مؤسسات القطاع الخاص تقنيات الذكاء الاصطناعي سيؤثر ذلك في الوضع العام على انتشار هذه التقنيات سواء على المستوى الحكومي أو المستوى الخاص.

المتغير الثالث، هو التشريعات والسياسات التي تضبط استخدام تلك التقنيات داخل الدولة، فلو سألنا كم دولة عربية لديها تشريعات مستقلة في استخدام الاقتصاد الرقمي أو تقنيات الذكاء الرقمي أو التكنولوجيا المتقدمة؟ الإجابة هي: قلة قليلة، تأتي في المقدمة دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ولديهما تشريعات واضحة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وكيفية إدماجها وتمكينها في كل القطاعات المختلفة، لكن هناك بعض الدول لم تذكر حتى تشريعاتها وقوانينها كلمة (الذكاء الاصطناعي) في السياسات أو التشريعات الخاصة بها، فمدى إتاحة ذكر تلك التشريعات داخل القوانين وإعطاؤها مساحة من الابتكار وإدماجها في القطاعات المختلفة تؤدي إلى زيادة الاعتماد عليها وخاصة في المنطقة العربية، خاصة أن معظم القطاعات والشركات والمؤسسات المختلفة تتحرك وفقا لما تسمح به التشريعات والقوانين المتاحة داخل الدولة.

المتغير الرابع، وهو من أهم المتغيرات في هذا الشأن، هو على مستوى الجامعات والمؤسسات التعليمية.

 أين تقع المؤسسات التعليمية على خارطة تبني التكنولوجيا المتقدمة؟ 

هناك العديد من المؤسسات التعليمية المختلفة ما زالت تدرس بالطرق القديمة في العلم، أين طالب الإعلام وطالب الطب وطالب الاقتصاد وطالب البيزنس من تقنيات الذكاء الاصطناعي، فالطالب يدرس بطرق تقليدية ويخرج إلى سوق العمل فيجد أن الوضع مختلفا، هناك تقنيات جديدة تحل محل الإنسان وهو لم يعلم عنها شيء.

ولا بد للجامعات والمؤسسات التعليمية أن تبدأ في تبني تلك التكنولوجيا المتقدمة في مناهجها التعليمية وما يؤثر في الطريقة الكبرى في تبنيها بوجه عام، وهذا يعتبر من أهم المتغيرات في تبني العالم العربي تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ما الوظائف المحتمل تأثرها وما الوظائف المحتمل ظهورها في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي؟

ليست موضوع وظائف ولكنها موضوع مهارات، صنفت في العالم الآن ولكن في المنطقة العربية هناك تصنيف خاص بها نطلق عليه “Top ten future skills” أهم المهارات العشرة في المستقبل، ولكننا الآن بالفعل نعيش في المستقبل فيمكننا القول إنها للآن أو للقادم في خلال سنتين أو ثلاثة. 

أولاً: التفكير التحليلي والابتكار

معظم تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يعتمد عليها العالم الآن مثل "chat GPT” وغيره دائما يحاولون إضافة لها جزء خاص بالابتكار والتحليل ولكن بالفعل الله أنعم على الإنسان بهذه المهارات، فكلما تحلل الموظف العامل بمهارات التحليل الإبداعي كانت من أكثر العوامل التي يتمسك بها فهي من المهارات المهمة في المستقبل.

ثانياً التعلم المستمر واستمرار التعليم: مهارة مهمة جدا 

ثالثاً: ديناميكية حل المشكلات: وهي من أهم المهارات التي يحتاج إليها العالم

رابعاً: التفكير النقدي والإبداعي

خامساً: مهارات القيادة والتأثير

وهذه المهارات الخمس لا يمكن أن توجد في الآلة أو الذكاء الاصطناعي، ونضيف إليها عشر مهارات أخرى وهي: الإبداع والأصالة والمبادرة واستخدام التكنولوجيا والمراقبة والتحكم في صناعة التكنولوجيا والبرمجة والمرونة في العمل ومضاعفة الجهد والتفكير وحل المشكلات.

عشر مهارات يتحكم فيها الإنسان بذاته، تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي نسخ تلك المهارات لكنها لا تستطيع القيام بها بنسبة 5 أو 6% ولكنها توجد في العقل البشري كاملة، فيجب على الموظفين الذين يعملون في هذا المجال أن يعتمدوا عليها.

واعتمادا على هذه المهارات فقد أنشأت مثلثاً أسميته فجوة المهارات في سوق العمل العربي، تلك الفجوة ظهرت نتيجة لمثلث القاعدة فيه هي (نظم التعليم المعتمدة) لأن هذه النظم هي المصدر الرئيسي لخلق المهارات اللازمة لسوق العمل فهي تعتبر القاعدة الأساسية في المهارات التي قد تخلق فجوة أو تغذي سوق العمل بالمهارات الجيدة، فإذا حدث خلل في نظم التعليم المعتمدة مقارنة بالتكنولوجيا المطلوبة، فإنه يتسبب بخلل في سوق العمل.

ثانياً: الدول أو الحكومات هي المنظم الأساسي في سوق العمل، فطبيعة الوظائف التي تُصنع داخل الدولة أو تعتمدها الدولة هي التي تؤثر سلباً وإيجاباً في مدى اتساع تلك الفجوة في سوق العمل.

قمة هذا الهرم ورأس هذا المثلث هي المهارات البشرية، وهي مهاراتنا نحن على المستوى الفردي مثل التي تأتي من خلال نظم التعليم أو من خلال النظم المعتمدة داخل الدولة فأي نقص في تلك المهارات يحدث فجوة في سوق العمل العربي.

“skills gap”* المهارات الناقصة في العالم العربي:

أولاً المهارات الخاصة بـ“Technology design and programming” تصميم البرامج والتكنولوجيا

*المهارات الخاصة بـ“Active learning and learning strategies” التعليم النشط واستراتيجيات التعلم، وهذه بها نقص كبير في السوق العربي

*المهارات الخاصة بـ"MINIFACTOR OF AI AND TOOLS SOLUTIONS”، تصنيع تقنيات الذكاء الاصطناعي والحلول الخاصة بالذكاء الاصطناعي تكاد تكون ضعيفة جداً

* مهارات القوة العاملة في مجال الفضاء "SPACE INDUSTRY AND WORK FORCE”، وهذه المهارات تكاد تكون مختفية في المنطقة العربية.

مهارات “FUTURE TECHNOLOGY DESIGNERS” المستشرفين للتكنولوجيا والواضعين لحلول تكنولوجية للمستقبل تكاد تكون مختفية

*مهارات “DESIGNERS OF APPLIED EDUCATION SYSTEM” نظم التعليم التطبيقية الخاصة بالمستقبل سواء تطبيقية في مجال الإعلام أو الطب أو غيره وهي تكاد تكون مختفية من سوق العمل ونعتمد على العمالة الأجنبية في هذا الشأن.

ولو نظرنا إلى بعض الأمثلة فالعالم يستثمر الآن نحو 8 تريليونات حتى 25 تريليون دولار في الميتافيرس، وأين العالم العربي من هذا؟! لا تجد.

وأيضاً قطاع الفضاء فالعالم حتى 2030 يستثمر أكثر من تريليوني دولار، فلا يوجد غير الإمارات والسعودية وبعض الدول على استحياء في قطاع الفضاء.

*”QUALITY OF INNOVATION” جودة الابتكار: هذا القطاع أيضا مهم جدا ولا يستثمر فيه أحد على الإطلاق.

هذه ليست مجموعة وظائف ولكن قطاعات وهي التي تخلق الوظائف بطريقة أو بأخرى.

ويمكن أن أتحدث هنا عن بعض المؤشرات العالمية في العمالة البشرية، هناك بعض الدول تستقطب العمالة سواء كانت دولاً أوروبية أو أمريكا وتصنف على أنها أكثر الدول على مستوى العالم في استقطاب العمالة.

في ما يتعلق بمؤشرات استقطاب العمالة أو أقوى العمالة المطلوبة بقوة ويطلق عليها "HIGH SKILLED WORKERS”.

لو نظرنا إلى مؤشر منتدى الاقتصاد العالمي، هناك تصنيف للدول الجاذبة للعمالة، تأتي السويد في المرتبة الأولى عالمياً بنسبة 21، تليها سنغافورة، تليها في المرتبة الثالثة المملكة المتحدة، تليها أمريكا، تليها أستراليا، ونلاحظ أنه في أول عشر دول لا تأتي دولة عربية واحدة في استقطاب العمالة، وهذا مؤشر على أننا في المنطقة العربية نحتاج لمهارات عالية في هذا الشأن، وليس الموضوع فقط استقطاب العمالة بل هو استبقاء العمالة "How to keep people work in your country” بأن تجعلها تشعر بأنها تعيش في وطنها الثاني وتعطيها أسباباً لتعيش فيه، وفي هذا الصدد لا بد من تقديم بعض المحفزات لهم كما في المملكة المتحدة فهي على رأس قائمة الدول التي تحاول استبقاء العمالة ونجحت في ذلك خلال السنوات الخمس الماضية من خلال منح الإقامة الذهبية للعديد من المبدعين، في محاولة صناعة بيئة إبداعية جاذبة للمهارات البشرية العالية، ونجحت أيضاً الإمارات في هذا الشأن.

ويوجد أيضا بعض الدول العربية التي يمكن أن يقال عنها إنها جاذبة لذوي المهارات البشرية الماهرة، وعلى قمة هذه الدول الإمارات تليها السعودية، ثالثاً قطر، رابعاً البحرين، خامساً عمان، وهذا من وجهة نظري استنادا على بعض الأبحاث والدراسات في هذا الشأن.

لماذا تكون بعض الدول جاذبة للقوى العاملة عن غيرها؟

توجد عدة أسباب لذلك، أهمها هي “Quality of life” جودة الحياة في تلك الدولة، ويشمل ذلك تأمين صحيا جيدا ورعاية صحية وتعليما جيدا وبيئة آمنة

INTELLEGENT INFRUSTRUCTURE ولم تصل لجودة SMART INFRUSTRUCTURE وكلما تم توفير البنية التحتية الذكية من اتصالات ومواصلات وغيره كانت أكثر جذباً.

معدل الأجور التي تقدم لأستاذ جامعي في الإمارات أو السعودية أو لبنان مقارنة بمصر أو غيرها من الدول، ما يؤثر سلباً في جذب العمالة.

GOOD EDUCATION AND HEALTH CARE: مستوى التعليم والرعاية الصحية.

FLIXABILITY OF LOWS AND LEGISLATION: مرونة القوانين والتشريعات في تلك الدولة من عوامل جذب العمالة وغيرها

الشفافية والولاء: مدى تعزيز شفافية القوانين والتشريعات والمؤسسات مما يقلل الفساد في الدول ويخلق نوعاً من الولاء أو الدولة الجاذبة للعمالة، تلك هي مؤشرات ستة مهمة تؤثر في جذب عمالة بشرية لدولة عن دولة أخرى.

الدول المصدرة للعمالة الماهرة:

تأتي مصر على رأس قائمة الدول المصدرة للعمالة الماهرة تليها الأردن تليها الجزائر بعدها تونس بعدها العراق هذه هي الدول التي تصدر العمالة للدول الجاذبة في المنطقة العربية.

وهناك مهارات ذات عائد مادي كبير ومهارات ذات عائد معرفي قوي: 

High Income skills and high knowledge skills

المهارات ذات العائد المعرفي الكبير تكون all about data marketing بمعنى أن لا شيء فيها يعتمد على المعلومات والبيانات وكل شيء له علاقة بالتكنولوجيا المتطورة تعد من المهارات ذات المعرفة العليا أو ذات عائد معرفي قوي في ما يخص صناعة البيانات وبراءة الاختراعات أما في ما يتعلق بالمهارات ذات العائد المادي الكبير فهي كل ما له علاقة بالصناعات التي تعيد إنتاج أو توزيع أو إدارة أو تنمية المهارات المعرفية تعتبر مهارة ذات عائد مادي كبير، وهذه من الأشياء المهمة جدا في استبقاء أو استقراء المهارات داخل الدول المختلفة، وكما تعد الإمارات الأولى عربياً في استقطاب المهارات المختلفة فهي أيضاً الأولى في استبقاء المهارات بما تقدم للمهارات البشرية هذه من بيئة ابتكارية وإبداعية استشرافية لمستقبل رائع صنعت بيئة من المهارات ذات العائد المعرفي القوي وأيضاً توفير البيئة التحتية الذكية للإبداع.

وأعلنت مؤسسة ماكينزي خلال الشهرين المنصرمين أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تضيف إلى الاقتصاد العالمي نحو ما يقرب من 13 تريليون دولار حتى 2030 وهذا الرقم يعد ضعيفا لأنه تقنيات الذكاء الاصطناعي والميتافيرس قد تضيف أكثر من 10 تريليونات دولار ومع اقتراب 2030 الاقتصاد العالمي سوف يستوعب أكثر من 25 أو 30 تريليون دولار في استثمارات الذكاء الاصطناعي أو ما يزيد على 20% من الناتج المحلي للإجمالي التراكمي للعالم في هذا الوقت، ولكن حجم الاستثمارات في المنطقة العربية ضعيف في هذا المجال كما أسلفنا في الحديث عنها سابقاً.

ما الاستراتيجيات التي يجب على الدول العربية العمل بها والدول بوجه عام لحماية من يفقدون وظائفهم؟

سأجيب عن السؤال بطريقة أخرى، ليست معالجة المشكلة ولكن بحماية هؤلاء المعرضين لفقد وظائفهم وعمل برنامج وطني أو استراتيجي كامل لتمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة وإنشاء مؤسسة للموارد البشرية الذكية، وهي تختص بتمكين المواهب البشرية المختلفة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعليمهم مهارات جديدة والعمل على تطبيقات مختلفة في كل المجالات وتهيئتهم للعودة لسوق العمل، وهنا لا يفقدون وظائفهم ولكن يكتسبون مهارات أخرى تمكنهم من العمل في وظائف إضافية وإدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مهامهم اليومية.

وأيضا يجب إدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية فالعالم يتجه نحو التعليم الجامعي التطبيقي "Applied high education” والجامعات التطبيقية هي أكثر أهمية في الوقت الحالي وأكثر أهمية في الوصول إلى المستقبل وهي التي يجب أن ندرسها في جامعاتنا في كل القطاعات، مثل إدماجه في العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية وغيرها.

ما الدول العربية الواعدة وصاحبة البيئة النموذجية للعمل بالذكاء الاصطناعي؟

أرى أن الإمارات على رأس تلك الدول تليها السعودية تليها مصر، فالدول التي تخلق البنية التحتية الذكية هي التي سوف تخلق بيئة واعدة ونموذجية للذكاء الاصطناعي وإدماجها في الصناعات كافة، وبالفعل قد خاضت الإمارات باعاً واسعاً في هذا المجال تليها السعودية ثم مصر.

ما رأيك في استخدام دبي للذكاء الاصطناعي على مستوى الحكومات والشركات؟

هي ليست حكومة دبي ولكنها حكومة الإمارات بوجه عام، تمكين الذكاء الاصطناعي لدى الدولة متقدم جدا، والحكومة لديها استراتيجيات كاملة للذكاء الاصطناعي تساعد بقوة لتمكين الحكومات والشركات سواء خاصة أو حكومية للعمل بالذكاء الاصطناعي.

فالإمارات اعتمدت استراتيجية طموح للذكاء الاصطناعي أسمتها الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي حتى 2031 وهي تهدف في الدرجة الأولى لجعل الإمارات الرائدة عربياً وعالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، وتسعى إلى تطوير منظومة متكاملة في توظيف كل تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجالات الحيوية داخل الدولة وهي استكمال لمرحلة التحول الحكومي التي بدأتها الدولة قبل أكثر من عشرين عاماً، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى ترسيخ مكانة الدولة كوجهة للذكاء الاصطناعي وزيادة التنافسية في القطاعات المختلفة.

ومدينة دبي بوجه خاص لديها استراتيجية للذكاء الاصطناعي حيث أعلنت مع بداية 2023 عن استراتيجية دبي للميتافيرس لاستخدام هذه التكنولوجيا في كل القطاعات واستقطاب 1000 شركة تعمل في مجال "Blockchain” ودعم 40 ألف وظيفة افتراضية في دبي بحلول 2030 وهذا مجال واعد بالنسبة لدبي والحكومة الإماراتية.

الآن وبعد تضخم وتسارع وتزايد العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي على مجريات الأمور عبر إدماجها في العديد من القطاعات الحيوية وقدرتها على شغل وإدارة العديد من الوظائف والمهام الاحترافية الضخمة مثل CHAT GPT وغيره من التطبيقات أدى ذلك للمناداة بدعوات لحماية الأفراد والحكومات من مخاطر الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا المتقدمة مثل الميتافيرس وغيره،  مثلها مثل أي تكنولوجيا أو أي ثورات اصطناعية مرت على البشرية، لها مخاطر ولها فوائد كبيرة لا يمكن إنكارها أو غض الطرف عنها.

خلال المنتدى الاقتصادي العالمي أعلن الخبير الاقتصادي العالمي ومؤسس ورئيس المنتدى كلاوس شواب، ظهور الثورة الصناعية الرابعة منذ 2011 و2012 وهناك العديد من المنظمات الدولية تدعو لوجود ضوابط وتشريعات وسياسات لتقنيات الذكاء الاصطناعي، لكن تلك التقنيات من وجهة نظري لا يمكن تطبيقها إلا داخل حدود الدولة الواحدة، وبذلك يكون تأثيرها ضعيفاً لأن هذه التقنيات السيطرة عليها صعبة وهي عابرة للقارات، يمكن أن تأتي من الصين أو من أي دولة لدولة أخرى.

هل يمكن أن يسيطر الذكاء الاصطناعي على العالم كما نرى في الأفلام الأمريكية؟

لا أتخيل ذلك لأن الذكاء الاصطناعي يسيطر بما فيه النفع للبشرية، لأن البشر هم المتحكمون فيه ويتيحون له السيطرة أو عدم السيطرة، كما نقول إحلال الوظائف لشخص ذكي استطاع تطويع تقنيات الذكاء الاصطناعي ويحل محل آخر كسول يحيد عن استخدام تلك التقنيات.

 

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية