موسكو: يجب انطلاق عملية تصدير الحبوب من روسيا وأوكرانيا بشكل متزامن

موسكو: يجب انطلاق عملية تصدير الحبوب من روسيا وأوكرانيا بشكل متزامن

أكد نائب وزير الخارجية الروسي ليونيد رودينكو، الأربعاء، ضرورة انطلاق عملية تصدير الحبوب من أوكرانيا وروسيا بشكل متزامن.

وفق تصريحات أوردتها قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، قال رودينكو إن "أولى السفن المحملة بالحبوب الأوكرانية ستخرج إلى البحر الأسود في وقت قريب، بناء على تقييم الطرف التركي وذلك في إطار اتفاقية إسطنبول" بحسب ما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وحذر رودينكو من احتمال فشل صفقة الحبوب في حال عدم إزالة العوائق أمام تصدير المنتجات الزراعية الروسية، مشيرا إلى أن موسكو تعول على تنفيذ أطراف اتفاقية إسطنبول لالتزاماتها بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية ورفع القيود المفروضة على تصدير الحبوب الروسية.

ومن جانبه، افتتح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم الأربعاء، في مدينة إسطنبول مركز التنسيق المشترك للحبوب بمشاركة ممثلين عسكريين روس وأوكرانيين وبحضور ممثلين من الأمم المتحدة.

وبينما توقعت تركيا أن تنطلق السفن المحملة بالحبوب بموجب اتفاق إسطنبول بين أوكرانيا وروسيا في غضون أسبوعين، ألمحت موسكو لإمكانية فشل اتفاقية الحبوب إذا لم ترفع فورا العقوبات التي تعيق تصدير الحبوب الروسية.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال حفل الافتتاح، إن هناك أكثر من 25 مليون طن من الحبوب عالقة في الموانئ الأوكرانية، وأن تنفيذ الاتفاق سيسهم في تصدير انخفاض أسعار الحبوب حول العالم.

وأضاف بلاده تسعى إلى تطبيق نموذج اتفاقية الحبوب الأوكرانية في مجال الطاقة، موضحًا أن النموذج المتعلق بالطاقة يمكن أن يسهم بخفض أسعار الطاقة في كل العالم.

وأمس الثلاثاء، أكد أكار أن بلاده تريد نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بشكل آمن، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة قدمت دعمها منذ بداية المباحثات.

وقال أكار إن ممثلين عن تركيا والأمم المتحدة سيشهدون تفتيش السفن في أوكرانيا، موضحا أن الأوكرانيين سيدلّونهم على الممرات الآمنة من الألغام لخروج السفن.

من جانبه، قال إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الموعد الدقيق لانطلاق الصادرات يعتمد على الترتيبات اللوجستية، مؤكدا أن أنقرة تنتظر من جميع الأطراف الالتزام تمامًا بشروط اتفاق شحن الحبوب الذي يخدم الروس والأوكرانيين.

ولفت إلى أن هذا التطور في حال استمراره وحصوله على دعم جميع الأطراف فإن من شأنه أن يساعد أيضًا على بناء الثقة بين الطرفين لإعداد الأرضية اللازمة لتوقيع اتفاقيات وقف إطلاق نار وتبادل أسرى وإحلال السلام.

بداية الأزمة

اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.

وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواءً الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.

وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

ارتفاع الأسعار

وأدت الحرب، وما تبعها من فرض العقوبات الغربية لعزل روسيا كعقاب لها، إلى ارتفاع أسعار الحبوب وزيوت الطهي والأسمدة والطاقة بشكل كبير، حيث تقدم روسيا وأوكرانيا معا نحو ثلث إمدادات القمح العالمية.

وفقدت أوكرانيا معظم موانئها الكبيرة إثر الحرب، ومنها خيرسون وماريوبول، وتخشى أن تحاول روسيا كذلك السيطرة العسكرية على موانئ أوديسا.

وقالت الأمم المتحدة إن 36 دولة تعتمد على روسيا وأوكرانيا في الحصول على أكثر من نصف وارداتها من القمح، ومنها بعض من أفقر الدول مثل لبنان وسوريا واليمن والصومال والكونغو الديمقراطية.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية