«يورونيوز»: 7 ملايين طفل في تركيا يعيشون الفقر وأجيال تُحرم من التعليم

«يورونيوز»: 7 ملايين طفل في تركيا يعيشون الفقر وأجيال تُحرم من التعليم
متطوعون يقدمون مساعدات لبعض الأسر في تركيا- أرشيف

في تركيا تعيش ملايين الأسر في صراع يومي لتوفير أساسيات الحياة، ما يُلقي بظلاله الثقيلة على مستقبل أطفالها، وكشف تقرير مشترك أصدرته اليونيسف والمعهد الإحصائي التركي عام 2023 أن 7 ملايين طفل من أصل 22.2 مليون في البلاد يعانون من الفقر، وهو ما يدفع الكثير منهم إلى ترك التعليم والانخراط في سوق العمل لإعالة أسرهم.

قصص من عمق المعاناة

تطرقت شبكة «يورونيوز» في تقرير لها اليوم الخميس إلى بعض جوانب الأزمة من خلال قصص المعاناة ففي حي فقير بإسطنبول، يعيش الطفل أتاكان شاهين (11 عامًا) مع عائلته المكونة من خمسة أفراد في شقة صغيرة ذات غرفة واحدة، تقول والدته رقية شاهين (28 عامًا): "أطفالي لا يحصلون على طعام كافٍ، يذهبون إلى المدرسة بأحذية ممزقة، ونكافح يوميًا للبقاء".

يقضي أتاكان وقته في مساعدة والده بالبحث عن مواد قابلة لإعادة التدوير من حاويات القمامة. وعن حقه في التعليم قال: "لا أستطيع الذهاب إلى المدرسة لأننا لا نملك المال".

وأوضح التقرير أنه في إسطنبول، يعمل الأطفال الفقراء على بيع أقلام ومناديل وأساور في الحانات والمقاهي، وغالبًا حتى ساعات متأخرة، في محاولة لجلب دخل إضافي لأسرهم.

مستقبل غامض

وأشار التقرير إلى قصة محمد يرالان، وهو مواطن تركي يبلغ من العمر 53 عامًا، حيث يحاول من تلقاء نفسه مساعدة الأسر الفقيرة في حي تارلاباشي بتوفير أساسيات مثل المعاطف والدفاتر والأرز، يقول محمد: "الأطفال في الشوارع يعملون لدعم أسرهم. نحن نشهد فقرًا مدقعًا لا يستحقه أطفالنا".

وتؤكد الباحثة والناشطة في مجال الفقر، هاجر فوغو، أن تركيا تواجه خطر تربية جيل ضائع.. وتقول: "يعيش مليونا طفل في فقر مدقع، واضطر الكثير منهم لترك المدرسة والانخراط في برامج مهنية تعمل على استغلالهم. هذا ليس تعليمًا حقيقيًا، بل مجرد وسيلة لتوفير عمل أرخص".

التضخم والفقر 

بلغ معدل التضخم في تركيا 47% في نوفمبر الماضي بعد أن وصل ذروته عند 85% في أواخر 2022. وأدى ذلك إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، حيث زادت بنسبة 5.1% خلال شهر واحد فقط، وتُرجع التقارير الاقتصادية هذا التضخم إلى انخفاض قيمة الليرة التركية والسياسات الاقتصادية.

ورغم أن الحكومة تقدم مساعدات اجتماعية للأسر المتعثرة، مثل راتب شهري بقيمة 6000 ليرة (173 دولارًا) لعائلة شاهين، فإن التضخم يلتهم هذه المساعدات، مما يترك الأسر عاجزة عن تغطية احتياجاتها الأساسية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية