تلوث الهواء في بغداد.. أزمة بيئية وصحية تتفاقم

يعاني سكان بغداد، ثاني أكبر عاصمة عربية من حيث عدد السكان، من مستويات غير مسبوقة من تلوث الهواء، حيث تُسهم الانبعاثات الصناعية ومحطات الكهرباء والمولدات في تفاقم الأزمة البيئية. 

يستيقظ 9 ملايين شخص يوميًا تقريبًا على رائحة كبريت خانقة ناجمة عن النفط الثقيل غير المعالج الذي تحرقه مصانع الطابوق والأسفلت المنتشرة في ضواحي المدينة، وفق وكالة "فرانس برس".

أعلنت السلطات العراقية نهاية ديسمبر 2023 عن إغلاق 111 مصنعًا للطابوق و57 مصنعًا للأسفلت في منطقة النهروان بجنوب شرق بغداد، لعدم التزامها بالشروط البيئية. 

وأصدرت توجيهات باستخدام الغاز بدلاً من النفط الثقيل خلال 18 شهرًا. ورغم هذه الجهود، لا تزال محطات الكهرباء والمصافي والمولدات المنتشرة تعمّق المشكلة.

أضرار صحية جسيمة

يعاني سكان المناطق المحيطة بالمنشآت الصناعية من أمراض مزمنة، كما يوضح أبو أمجد الزبيدي، أحد السكان المحاذين لمحطة الدورة لتوليد الكهرباء، والذي يشير إلى أن المواد السامة تلتصق بالأسطح وتُسبب أمراض الجهاز التنفسي والربو المزمن. 

ويتفق معه سائق سيارة الأجرة حسين، الذي أكد أن والده نُقل إلى المستشفى بسبب تفاقم حالته التنفسية.

وفي عام 2023، صنّف تقرير لشركة IQAir العراق كسادس أكثر دولة تعاني من تلوث الهواء عالميًا. 

وأشار التقرير إلى تجاوز معدلات الجسيمات الدقيقة (PM2.5) حدود توصيات منظمة الصحة العالمية بسبع إلى عشر مرات، مما يُفاقم مشكلات الربو وأمراض القلب والرئة.

حلول وخطط مستقبلية

تُحاول الحكومة العراقية معالجة الأزمة من خلال حظر حرق النفايات وتعهد بتحسين وحدات الوقود في مصافي النفط. 

ويرى الخبراء أن التحول إلى الطاقة النظيفة والاستثمار في أحزمة خضراء قد يكونان الحل الأمثل للحد من التلوث. 

ويوضح الناشط البيئي حسام صبحي أن "استخدام نفط بجودة أفضل قد يُقلل من الانبعاثات"، مشددًا على ضرورة اعتماد قوانين تُواكب التغيرات المناخية.

الصحة أهم

رغم أهمية الكهرباء في حياة السكان، يؤكد المواطنون أن الحفاظ على صحتهم يجب أن يكون الأولوية، قبل أي شيء آخر. 

ومع استمرار تدهور الأوضاع البيئية، يزداد الضغط على الجهات المعنية لتسريع تنفيذ الحلول المستدامة وضمان بيئة نظيفة وآمنة للجميع.