تظاهر آلاف الأشخاص في العاصمة الفرنسية باريس، الأحد، تنديدا بكل أشكال العنف والانتهاكات التي تتعرض لها المرأة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه نسب الجرائم ضد النساء ارتفاعا ملحوظا في البلاد، حيث ارتُكب أكثر من 100 جريمة قضت فيها نساء منذ بداية العام الجاري. 

ومن بين المتظاهرين الذين شاركوا في المسيرة إيرانيات حضرن للدفاع عن حرية المرأة، وللتنديد بالقمع الذي تتعرض له النساء في إيران. 

وشهدت ستراسبورغ هي الأخرى مسيرة مماثلة نددت من خلالها مئات النساء بتقاعس الحكومة عن الدفاع عن حقوقهن. 

في السياق نفسه، شهدت مدينة ليل أيضا مظاهرات حملت عدة مطالب، من بينها تخصيص مبلغ ملياري يورو سنويا (أي نحو مليارين و47 مليون دولار أمريكي)، لمحاربة العنف ضد المرأة، وإحداث فرقة أمنية خاصة، إضافة إلى التركيز على التوعية في المدارس.

وفي سبتمبر من العام الماضي 2021، أفاد تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية بأن ثلث النساء في العالم هن ضحايا العنف الجسدي وخصوصا الجنسي، مشيرًا إلى أن الجائحة ساهمت في تفاقم الأمور. 

وذكرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها أن نحو 736 مليون فتاة وامرأة في الخامسة عشرة وما فوق تعرضن لاعتداء وغالبا على يد شريكهن. 

وكشف التقرير أن 6% من النساء تعرضن لاعتداء جنسي من شخص غير شريكهن، لكن المحرمات التي تحيط بهذا الموضوع توحي بأن عددهن الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، وغالبا ما تبدأ هذه التجاوزات في سن مبكرة.

وفي السياق، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن "العنف ضد النساء آفة متجذرة في كل الدول والثقافات ويلحق الأذى بملايين النساء وأسرهن". 

ودعا غيبريسوس، الحكومات إلى التحرك لأنه "خلافا لكوفيد-19 فإن العنف الذي تتعرض له المرأة لا يمكن وقفه بلقاح".

وتعرضت ربع الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة ودخلن في علاقة، للعنف الجسدي أو الجنسي من قبل شركائهن.

وتشهد الدول الفقيرة عموما مستويات عنف تتعرض لها النساء أعلى من الدول الغنية، وتعد أوقيانيا هي المنطقة الأكثر تأثرا بهذه الآفة مع تعرض 51% من النساء بين 15 و49 عاما، لهذه الاعتداءات. 

وتأثرت جنوب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء بشدة بذلك، فيما تسجل جنوب أوروبا أدنى معدل بنسبة 16%.