القصة الأبرز في مونديال قطر.. مدرب البرازيل يكرم مشجعاً فلسطينياً حمل حفيده لمسافات طويلة
القصة الأبرز في مونديال قطر.. مدرب البرازيل يكرم مشجعاً فلسطينياً حمل حفيده لمسافات طويلة
يصبح الإنسان عظيمًا تمامًا بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الإنسان، وإن اختلف عنه في الدين والعرق بل وإن كان منافسًا له، فالمواقف هي مصانع الرجال، والإنسانية رتبة يصل لها بعض البشر، ويموت آخرون دون الوصول إليها.
وفي مونديال قطر 2022، جسدت قصة المشجع الفلسطيني حسام سفاريني أسمى معاني الإنسانية، حيث قدم الخير بلا شرط ودون انتظار مقابل بالتطوع بحمل طفل المدرب البرازيلي "تيتي" لمسافة طويلة.
الموقف على بساطته إلا أنه يعكس المؤاخاة والتعاون وهي صفات عربية، لم تمر مرور الكرام على المدرب الشهير "تيتي"، حيث عمد الأخير إلى سرد الموقف أمام العالم محاولًا الوصول إلى المشجع العربي حسام.
واستطاع مدرب المنتخب البرازيلي "تيتي" الالتقاء بالمشجع، الذي ساعد عائلته أثناء عودتهم إلى بلادهم بعد انتهاء مباراة البرازيل ضد صربيا الأسبوع الماضي في مونديال روسيا.
وحسام شاب فلسطيني يعيش في قطر تصرف بنبل احتفى به "تيتي"، وظهرت صورة المدرب البرازيلي مع المشجع في أحد ملاعب تدريب المنتخب البرازيلي، حيث أهداه قميص منتخب البرازيل وشكره على ما فعله مع عائلته.
وبحسب موقع "thegoaspotlight"، فقد حضر تدريب المنتخب البرازيلي أمس الثلاثاء، المشجع البارز حسام سفاريني مع تيتي، حيث تم التعرف على الفلسطيني الذي ساعد في حمل حفيد المدرب في مترو الأنفاق بعد فوز البرازيل في المباراة الافتتاحية ضد صربيا.
وذكر الموقع أن المشجع حصل على قميص المنتخب البرازيلي موقعاً من لاعبي المنتخب والمدرب، كما التقط صورة بجانب المدرب ولوكا حفيد تيتي.
مدرب البرازيل يروي ما فعله حسام
جزاء الإحسان هو الإحسان، قاعدة إنسانية أخرى يبرزها ويرد بها المدرب البرازيلي تحية حسام، ففي المؤتمر الصحفي عشية مباراة سويسرا، سرد أمام القنوات الموقف بتأثر معربًا عن رغبته في مقابلة المشجع حتى يتمكن من شكره شخصيًا، قائلاً: "الرياضة تقدم أشياء جميلة رائعة، خاصة للشباب من حيث التعليم، كانت الأسرة عائدة من المباراة، وللوصول إلى مترو الأنفاق، كان بعيدًا جدًا، ولدي حفيدان، ثقيل للغاية".
وأضاف: "جاء عربي وطلب المساعدة، فأخذ حفيدي وحمله، هناك صورة جميلة وجميلة وجميلة، أود أن ألتقي العربي الذي أظهر جانبًا من التضامن يتجاوز الحدود، بالطبع جئنا للفوز، لنكون أبطالًا، أعرف، أعرف، لكن هناك أشياء تتجاوز ذلك، مما يجعل كأس العالم وسيلة للتآخي ووسيلة للاحترام".
البحث عن حسام
ولم يمر الموقف مرور الكرام على المدرب تيتي وأسرته، بل أخذ في البحث ونشر القصة حتى يجد المشجع الفلسطيني النبيل.
وكانت قناة "الكاس" القطرية قد نشرت مقطع فيديو عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، يظهر فيه شاباً يضع العلم الفلسطيني على ظهره ويحمل طفلاً برازيلياً صغيراً على كتفه ويأخذه خارج الملعب بعد مباراة البرازيل وصربيا في مونديال 2022.
وأكدت القناة القطرية أن عائلة تيتي تبحث عن هذا الشاب وتريد أن تشكره على ما قام به، وعلقت على الفيديو: “عائلة تيتي مدرب البرازيل تبحث عن شاب كان يرتدي العلم الفلسطيني ويساعد حفيده عندما كان مريضاً بعد مباراة البرازيل وصربيا، من أجل شكره على أخلاقه”.
الجماهير تهتف “فلسطين حرة”
احتفت الجماهير العربية بموقف حسام وردود فعل المدرب والجماهير البرازيلية، حيث هتفت الأخيرة قبيل مباراة البرازيل وصربيا هتافات تدعم القضية الفلسطينية منها" فلسطين حرة".
بدورهم رد الشباب العربي بحفاوة على ما اعتبروه انتصارًا لقيم ومبادئ عربية وأحقية في الأراضي الفلسطينية.
حيث غردت آية عيسى على صفحتها الشخصية بـ"تويتر": "سبحان الله في الوقت اللي صرفوا فيه المليارات لهدم وتشويه كل ما هو فلسطيني أو منتمٍ لها، يظهرهم الله بمواقف ربما في أخلاقنا معتادون عليها ولكنها تظهر للعالم كم نحن العرب والمسلمين راقين بأخلاقنا ومتعاطفين مع غيرنا ويكون علم فلسطين حاضرا".
ونشر المحلل الرياضي بقناة “كويت سبورت” القصة على صفحته الشخصية بموقع "تويتر":"رجل بعلم فلسطين بالطريق إلى المترو بعد مباراة البرازيل شاهد امرأة معها أحفادها وساعدها بحمل أحد الاطفال على كتفه ولم يكن يعرف من هي! هذه المرأة كانت زوجة تيتي مدرب البرازيل، المدرب شاهد الصورة وتأثر وقال أتمنى التعرف على هذا الرجل العربي".
لتنهال عليه التعليقات مؤيدة لكرم أخلاق حسام وحسن تصرفه الذي هو من صميم الدين الإسلامي ومن عادات العرب.