"الصحة العالمية" تدعو "جنوب شرق آسيا" لتسريع جهود القضاء على "الحصبة"

"الصحة العالمية" تدعو "جنوب شرق آسيا" لتسريع جهود القضاء على "الحصبة"

في الذكرى الثانية عشرة للحالة الأخيرة لفيروس شلل الأطفال البري في إقليم جنوب شرق آسيا، دعت منظمة الصحة العالمية، البلدان إلى اتخاذ تدابير عاجلة ضد "الحصبة" التي تتزايد مع فقدان ما يقرب من 9 ملايين طفل التطعيم ضد المرض القاتل في العامين الماضيين.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في جنوب شرق آسيا، الدكتور بونام خيترابال سينغ: "هناك حاجة ماسة الآن إلى الالتزام السياسي القوي والتصميم والجهود المركزة والمتضافرة والدعم المجتمعي، الذي ميز جهودنا للقضاء على شلل الأطفال، لوقف تفشي مرض الحصبة والوقاية منه وتسريع الجهود للقضاء على المرض".

ويعد القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية أحد البرامج الرئيسية ذات الأولوية لإقليم جنوب شرق آسيا التابع لمنظمة الصحة العالمية.

وبين عامي 2014 و2021، سجل الإقليم انخفاضًا بنسبة 73٪ في وفيات الحصبة و64٪ في حالات الإصابة بالحصبة، وقضت 5 من 11 دولة في منطقة جنوب شرق آسيا هي: (بوتان، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، جزر المالديف، سريلانكا وتيمور الشرقية) على الحصبة، ودولتان (جزر المالديف وسريلانكا) تخلصتا من الحصبة الألمانية أيضًا، ودأب البلدان على إعطاء جرعتين من لقاحات الحصبة كجزء من برنامج تحصين الأطفال وبعضها بدأ حملات تطعيم واسعة النطاق.

ومع ذلك، مع انتشار وباء كوفيد-19، تراجعت تغطية التطعيم ضد الحصبة، التي وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بنسبة 94٪ تغطية للجرعة الأولى و83٪ للجرعة الثانية بحلول عام 2019، إلى 86٪ و78٪ على التوالي في عام 2021، ما ترك 9 ملايين من الأطفال غير ملقحين ضد الحصبة وحوالي 5.3 مليون طفل تم تطعيمهم جزئيًا ضد هذا المرض شديد العدوى والقاتل.

وقال المدير الإقليمي: "إن التراجع في تغطية اللقاح، والانقطاعات والتأخيرات في أنشطة التحصين والمراقبة بسبب كوفيد-19، يترك المنطقة عرضة لتفشٍ واسع النطاق، ويخرج عن المسار الصحيح لهدف 2023 المتمثل في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية".

وقال إن تنفيذ استراتيجيات التخلص الرئيسية وبوتيرة متسارعة هو مطلب عاجل وملح في الوقت الحالي، مضيفا: "نحن بحاجة إلى سد فجوات المناعة على وجه السرعة باتباع نُهج مصممة لتحقيق أعلى تأثير، مثل حملات اللحاق بالركب، وتعزيز التحصين الروتيني من خلال التخطيط الجزئي الأفضل".

وقال إنه يجب على الدول أيضًا ضمان الاستثمار الكافي في المراقبة القائمة على الحالات المدعومة من المختبرات للكشف في الوقت المناسب عن حالات الحصبة وتفشيها، لتسهيل الاستجابة المناسبة.

وأثنى المدير الإقليمي على بلدان الإقليم لجهودها المستمرة ضد شلل الأطفال، حيث أبلغ الإقليم عن آخر حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري من هوراه في ولاية البنغال الغربية بالهند، قبل 12 عامًا، ويحافظ على حالته الخالية من شلل الأطفال.

وفي عام 2022، تم الحفاظ على مؤشرات الترصد العامة لشلل الأطفال في الإقليم فوق المعايير الموصى بها عالميًا، وتم اختبار أكثر من 63 ألف عينة براز في مختبرات شلل الأطفال في منطقة جنوب شرق آسيا خلال عام 2022 للكشف عن أي فيروس شلل الأطفال، تم اختبار أكثر من 2200 عينة من مياه الصرف الصحي بحثًا عن فيروسات شلل الأطفال في الإقليم كجزء من المراقبة البيئية التي تُجرى من خلال 91 موقعًا في 6 بلدان في الإقليم.

وللحفاظ على مناعة السكان ضد فيروسات شلل الأطفال، تقدم جميع بلدان الإقليم حاليًا لقاح شلل الأطفال الفموي ثنائي التكافؤ جنبًا إلى جنب مع لقاح شلل الأطفال المعطل في برامج التمنيع الوطنية الخاصة بها، وتم إجراء حملات تلقيح جماعية ضد شلل الأطفال في بلدان مختارة خلال عامي 2021 و2022 وتم تزويد أكثر من 220 مليون طفل بجرعات إضافية من لقاح شلل الأطفال الفموي من خلال هذه الحملات خلال كل من العامين الماضيين.

واتخذت جميع البلدان عدة مبادرات لإحياء واستئناف تغطية تحصين الأطفال وأنشطة المراقبة التي تأثرت بجائحة كوفيد-19.

وقال الدكتور خيترابال سينغ، إن هذه الجهود بحاجة إلى مواصلتها وتعزيزها للحفاظ على حالة خالية من شلل الأطفال في المنطقة، وحماية الأطفال من الأمراض الفتاكة والموهنة التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

وفق منظمة الصحة العالمية، تعد الحصبة مرضا معديا خطيرا يسبّبه فيروس، وفي عام 1980، أي قبل انتشار التطعيم على نطاق واسع، كان هذا المرض يودي بحياة نحو 2.6 مليون نسمة كل عام.

ولا تزال الحصبة من الأسباب الرئيسية لوفاة صغار الأطفال في جميع أنحاء العالم، وذلك على الرغم من توافر لقاح مأمون وناجع لمكافحتها، فقد شهد عام 2015 وقوع 134200 حالة وفاة بسبب هذا المرض في جميع أنحاء العالم، علماً بأنّ معظم تلك الوفيات طالت أطفالاً دون سن الخامسة.

والحصبة مرض يتسبّب فيه فيروس من فصيلة الفيروسة المخاطانية، وغالبا ما ينتقل عن طريق الاتصال المباشر أو من خلال الهواء، ويصيب الفيروس الجهاز التنفسي وينتقل بعد ذلك إلى باقي أجزاء الجسم، والحصبة من الأمراض التي تصيب البشر ولا يُعرف لها أي مستودع حيواني.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية