"أطباء بلا حدود" تنتقد سياسات الهجرة غير الإنسانية للولايات المتحدة والمكسيك
قالت إنها تهدد 18 ألف شخص
يواجه آلاف الأشخاص طقسًا قاسيًا ونقصًا في المأوى وعدم كفاية فرص الحصول على الغذاء والماء، على طول طرق الهجرة في المكسيك وأمريكا الوسطى، وفقا لمنظمة "أطباء بلا حدود"، التي تقدم الرعاية الصحية والدعم النفسي للمهاجرين المتضررين في رينوسا وماتاموروس ونويفو لاريدو وبييدراس نيغراس، كما شهدت المنظمة في بيدراس نيغراس عمليات اعتقال ومضايقة للمهاجرين.
ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي للمنظمة، قال نائب رئيس بعثة منظمة ”أطباء بلا حدود" في المكسيك وأمريكا الوسطى، ماركوس تاماريز: "في الأيام الأخيرة، واجه المهاجرون درجات حرارة شديدة البرودة، ما أدى إلى تفاقم الظروف الصعبة بالفعل لما يقرب من 18 ألف شخص تقطعت بهم السبل حاليًا على الحدود الشمالية.. الغالبية العظمى من الناس واجهوا درجات الحرارة القصوى هذه بدون أي شيء أكثر من بطانية أو كرتون أو بلاستيك أو خيام".
لذلك، بالإضافة إلى الاستشارات الطبية والنفسية والدعم الاجتماعي، تبرعت منظمة "أطباء بلا حدود” بالبطانيات ومستلزمات النظافة في نقاط مختلفة على طول الحدود الشمالية للمكسيك.
وقال مدير الأنشطة المتنقلة في ماتاموروس، لوردس سيبايوس: "خلال استشارتنا، أخبرني أحد المرضى أن الأطفال في المخيم لم يتوقفوا عن البكاء طوال الليل.. كان الجو باردًا جدًا، ولم يتمكنوا من تدفئة أنفسهم".
وفي ماتاموروس، ينام ما لا يقل عن 8 آلاف شخص في الخارج، يقول: "أخبرتني أخرى أنها اعتقدت أن الهجرة عبر غابة دارين كانت أقسى شيء مرّت به حتى اضطرت لتحمل البرد ليلًا تحت جسر".
في السنوات الأخيرة، وصل عدد الأشخاص الذين يهاجرون إلى الولايات المتحدة بحثًا عن الأمان والأمن إلى مستويات غير مسبوقة؛ في السنة المالية 2022 اعتقلت سلطات الحدود الأمريكية المهاجرين أكثر من 2.2 مليون "مرة"، وانتهى الأمر بنحو مليون منهم إلى الطرد بموجب (الباب 42) الذي أسيء استخدامه، وتم الاحتجاج به لأول مرة في الأيام الأولى لوباء كوفيد-19 في مارس 2020، من قبل كل من إدارتي ترامب وبايدن لإغلاق معالجة اللجوء المنتظمة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
على الرغم من أنه كان من المقرر إنهاء الباب 42 في أواخر ديسمبر، فإنه لا يزال ساريًا بعد قرار من المحكمة العليا الأمريكية، بعد أيام قليلة من صدور أمر المحكمة العليا، حيث قررت إدارة بايدن توسيع استخدام (الباب 42) وتطبيقه على الهايتيين والنيكاراغويين والكوبيين، الذين لم يخضعوا سابقًا للطرد الفوري إلى المكسيك.
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت الحكومة الأمريكية عن برنامج للإفراج المشروط عن الأشخاص من هذه الجنسيات، وكانت هذه مبادرة محدودة وتمييزية لا يمكن أن تحل محل إجراءات اللجوء العادية على الحدود.
ويعد توسيع المسارات الآمنة للمهاجرين وطالبي اللجوء أمرًا بالغ الأهمية، لكن الوصول إلى الأمان يجب ألا يعتمد على جنسية أولئك الذين يبحثون عن الأمان، أو روابطهم بالجهات الراعية في الولايات المتحدة، أو قدرتهم على السفر عن طريق الجو، أو وضعهم القانوني في بلد ثالث.
وبينما يتم اتخاذ هذه القرارات على أعلى مستويات السلطة، فإن الواقع الذي يواجهه المهاجرون محزن، لذلك تستمر فرق أطباء بلا حدود العاملة على الحدود الشمالية للمكسيك في مشاهدة المعاناة التي تسببها هذه السياسات اللاإنسانية.
وقال "تماريز": "تتطلب هذه الأزمة استجابة منسقة ومشاركة أكبر من الوكالات الفيدرالية والولائية والمحلية لمواجهة هذه الحالات الطارئة.. سياسات مثل الباب 42 والاتفاقيات الثنائية المماثلة تضع ضغطًا غير عادي على البلدات والمدن التي لا تملك الموارد اللازمة للتعامل مع أزمات بهذا الحجم، إن تنفيذ هذه القرارات يهدد الكرامة والرفاهية والسلامة التي يسعى إليها الناس منذ فرارهم من بلدانهم الأصلية".