مسؤولة أممية: ستة من كل سبعة أشخاص حول العالم يشعرون بانعدام الأمن
مسؤولة أممية: ستة من كل سبعة أشخاص حول العالم يشعرون بانعدام الأمن
يشعر ستة من كل سبعة أشخاص في جميع أنحاء العالم بانعدام الأمن، حيث يواجه العالم أكبر عدد من الصراعات العنيفة منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لنائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد.
ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن "محمد" أن إحساس الناس بالأمان والأمن في أدنى مستوياته في كل بلد تقريبا، وقالت، إن "السلام هو المهمة الأساسية للأمم المتحدة، غير أنها أشارت إلى الخطر الذي يهدد هذه المهمة حاليا.
جاء ذلك خلال مناقشة مفتوحة عقدها مجلس الأمن الدولي تحت عنوان: "الاستثمار في الموارد البشرية لتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة التحديات المعقدة"، وذلك في إطار بند "بناء السلام والحفاظ على السلام"، تحدث فيها بالإضافة إلى نائبة الأمين العام، الممثل الدائم لبنغلادش لدى الأمم المتحدة ورئيس لجنة بناء السلام، محمد عبدالمغيث، ورئيسة شبكة السلام والأمن للمرأة في منطقة الإيكواس (اللجنة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا)، دياغو ندياي، بمشاركة أعضاء 77 دولة عضوة في الأمم المتحدة.
وأشارت "أمينة محمد" إلى أنه حتى قبل تفشي جائحة كوفيد-19 كانت البلدان المتضررة من النزاع متخلفة عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وبحسب التوقعات، فإنه بحلول عام 2030، سيعيش أكثر من 80% من أفقر فقراء العالم في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات، بعبارة أخرى: "الصراع والفقر متشابكان بشدة".
وبالإشارة إلى تداعيات الحرب في أوكرانيا، التي أدت إلى تدمير حياة ملايين الأوكرانيين، أدت أيضا إلى تفاقم أزمة الغذاء والطاقة والتمويل في جميع أنحاء العالم، لا سيما بين الأشخاص والبلدان الأكثر ضعفًا في العالم.
وفي هذا السياق، أكدت نائبة الأمين العام أن "السبيل الوحيد إلى السلام الدائم هو التنمية المستدامة"، موضحة: "أن التنمية الشاملة والمستدامة التي لا تترك أحداً يتخلف عن الركب ضرورية في حد ذاتها.. إنها أيضا أداة الوقاية النهائية للبشرية.. إنها الأداة الوحيدة التي يمكن التعويل عليها لكسر حلقات عدم الاستقرار ومعالجة الدوافع الكامنة وراء الهشاشة والحاجة الإنسانية".
وأضافت: “إن الاستثمارات في التنمية والأفراد والأمن البشري، وفي ازدهارنا المشترك، هي أيضا استثمارات في السلام”.
وحذرت نائبة الأمين العام من أن غياب التنمية يؤدي إلى التظلم، ويفتت المؤسسات، ويسمح بازدهار العدائية وعدم التسامح، وقالت إنه عندما نخفق في تلبية احتياجات التنمية في عصرنا، فإننا نخفق في ضمان السلام لمستقبلنا، لافتة انتباه المجلس إلى 4 محاور يمكن اعتمادها لبناء السلام واستدامته تقوم على أساس التنمية المستدامة الشاملة للجميع.
ومن جهته، قال الممثل الدائم لبنغلاديش لدى الأمم المتحدة ورئيس لجنة بناء السلام، أمام مجلس الأمن، إن اللجنة تتطلع إلى مزيد من المناقشات حول نتائج الخطة المشتركة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، والتي كشفت عن الحاجة إلى "تعزيز دعم أولويات بناء السلام الوطني وأهمية المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة وإدماج الشباب في عمليات بناء السلام".
وتابع: "استجاباتنا بحاجة إلى التعزيز.. نحن بحاجة إلى زيادة التركيز على الكفاءة والاتساق والاستفادة من المزايا النسبية وضمان أن أعمالنا يمكن أن يكون لها تأثير على أرض الواقع، ومساعدة المجتمعات على الوصول إلى سلام دائم وتنمية مستدامة".
وقال إن تحقيق ذلك مع العمل في ظل الاحترام الكامل للملكية الوطنية وتفويضات الأمم المتحدة الحالية، "يتطلب التزاما كاملا من جانبنا جميعا نحو إيجاد حلول متفق عليها ومبتكرة في كثير من الأحيان".
وألقت السيدة دياغو ندياي، الرئيسة الإقليمية لشبكة السلام والأمن النسائية التابعة للإيكواس، كلمة دعت فيها إلى زيادة إدماج النساء والشباب في مجال منع نشوب النزاعات ومكافحة عدم المساواة.
واقتبست من الأمين العام للأمم المتحدة قوله، إنه "يجب ألا ننتظر اندلاع الصراع للعمل على إحلال السلام وإدامته، ويجب أن نتصدى له قبل حدوثه بوقت طويل من خلال منع الصراعات والقضاء على أسبابها الجذرية.. يجب أن نتعاون بشكل أكثر فاعلية في جميع مراحل السلام، وفي استمراريتها، مع مراعاة جميع أبعاد الصراعات".
وقالت إن إنشاء البنية التحتية الأساسية مثل المراكز الصحية، والمدارس المجتمعية، والأدوات اللازمة لتخفيف عبء العمل عن المرأة هي عناصر مهمة لتمكين النساء والشباب.
وأشارت إلى أن تمكين المرأة من خلال برامج محو الأمية الوظيفية سيساهم في زيادة الوعي وتنمية ريادة الأعمال الريفية والحضرية كمصادر للدخل، "إذا أصبحن مستقلات، فإن ذلك يمكن أن يساهم في مجتمع أكثر عدلا وإنصافا واستقرارا".